رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عبدالفتاح نور أشكر 23 فبراير، 2015 0 تعليق

وزير التربية والتعليم العالي في (بونتلاند): العديد من المناطق الصومالية أصبحت آمنة ومستقرة

على هامش زيارته لدولة الكويت أكد وزير التربية والتعليم العالي في ولاية (بونتلاند) الصومالية علي حاجي ورسمة عمق العلاقات الأخوية بين الصومال والكويت، مشيرا إلى البُعد الثقافي والأخوي بين البلدين الشقيقين، كما بين المكانة الاستراتيجية والجغرافية التي تتمتع بها الصومال عمومًا، وعلى إقليم (بونتلاند) الواقع في شمال شرق الصومال خصوصًا، الذي يمثل العمق الاستراتيجي للدول الخليجية بحكم موقعه الفريد الواقع بين المحيط الهندي وخليج عدن، ويسهب الوزير في الحديث عن دور الكويت الداعم للثقافة والتعليم في الصومال، ودوره الإنساني الرائد في جميع أنحاء العالم، ولاسيما دور سمو أمير الكويت قائد العمل الإنساني في العالم الذي ما زال يقف إلى جانب الصومال ويدعم قضاياه الحيوية.

- كثيراً ما يتم تداول مصطلح (منطقة بونتلاند) في وسائل الإعلام العالمية، فما حجم المنطقة سياسيا؟ وهل لها دور واضح في الصومال؟

- جغرافياً تقع منطقة بونتلاند في شمال شرق الصومال وتضم أقاليم (باري، وكركار، ونجال، وسول، وسناج، وعين)، وكلمة (بونت) تعني البخور، واللبان والصمغ العربي وهي صادرات المنطقة الرئيسة-  إلى جانب الثروة السمكية والحيوانية التي تزخر بها المنطقة -   إلى الخارج، ويدر البخور أرباحاً هائلة تغطي جانباً كبيراً من ميزانية الحكومة، وفي الجانب السياسي تشتهر مناطق (بونتلاند) بدورها المحوري في العمل من أجل إخراج المنطقة من وضع الحكومات الانتقالية إلى النظام الفدرالي، الذي يكفل حقوق الأقاليم ضمن حكومة اتحادية تراعي التوازنات القبلية في تقسيم الثروة والسلطة، ولنا تجارب مديدة في الحكم، وتتم عملية التحول بطريقة سلمية وديمقراطية لا تراق فيها الدماء، بل تتم عبر صناديق الانتخاب من قبل نواب  مجلس الوكلاء (البرلمان)، وحكومة  (بونتلاند) تتمتع باستقرار شامل منذ نهاية التسعينيات وتعمل فيها جميع المجالس التنفيذية (وزراء) ومجالس النواب والقضاء، وأجهزة الأمن والشرطة، وهذا ما منح الإقليم الأمن والاستقرار، وجنّبه الكثير من القلاقل الأمنية والسياسية.

 - بصفتكم وزيرا للتربية والتعليم العالي كيف هي أوضاع التعليم في مناطق (بونتلاند) الصومالية؟

- وزارة التربية والتعليم بدأت مع بداية تكوين أول حكومة في إقليم (بونتلاند) عام 1998، وأنا حاليا خامس وزير يتولى الحقيبة منذ انطلاق الوزارة بوصفها كياناً يمثل المنظومة التعليمية في المنطقة، وأوضاعنا التعليمية تشهد تحسناً مقارنةً مع ما كان عليه الوضع في السابق، لدينا 600 مدرسة ابتدائية وإعدادية و 65 مدرسة في المرحلة الثانوية، إلى جانب 224 مدرسة لتعليم الكبار و8 جامعات تمنح - حتى الآن-  درجة البكالوريوس لخريجي المدارس والمعاهد الثانوية المنتشرة في معظم إقليم بونتلاند.

     وتهتم الوزاة بالمعلم؛ لأنه نقطة الارتكاز والعمود الفقري في المنظومة التربوية والتعليمية؛ وإيماناً منا برسالة المعلم دربنا -منذ تسلمنا المهام حتى اليوم- 1000 معلم يمارسون مهنة التدريس في المدن والقرى النائية، ويساعدنا معهد (تدريب المعلمين في بونتلاند) في مهمة صقل مهارات المعلم، وتزويده بالمعلومات وطرائق التدريس، وكيفية التعامل مع الطالب في أسلوب يضمن استمرار الرسالة التعليمية، وحصول نتائج مثمرة تعم فائدته الجميع، وتنعكس إيجابياً على المجتمع.

 -  حدثنا عن واقع اللغة العربية في الصومال.

- لغة (الضاد) تشهد إقبالاً منقطع النظير في معظم الأقاليم الصومالية، والدستور الصومالي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الثانية في البلاد بعد الصومالية؛ بينما دستور إقليم بونتلاند ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الأولى في المنطقة إلى جانب اللغة الصومالية المحلية، وهذا الاستحقاق لم يأتِ من فراغ؛ إنما هو نتاج جهود متضافرة بذلتها الهيئات والمؤسسات الخيرية العربية، وعلى رأسها المؤسسات الخيرية الكويتية. لكن هذا الاستحقاق ومكانة اللغة العربية في المنطقة بحاجة إلى ضمان استمرار الجهود، حتى لا تذهب هذه الإنجازات سدى، ومع الأسف الشديد تشهد العربية في هذه الأيام تراجعاً؛ بسبب تزايد المؤسسات الغربية الداعمة للغة الإنجليزية، وعدم وجود مؤسسات عربية مهتمة وداعمة للغة العربية التي ينبغي أن توضع في قمة سلم الأولويات؛ من حيث الاهتمام كونها أهم ركيزة للتكامل الثقافي العربي.

 -  وهل من مدارس ومعاهد حكومية عربية في إقليم (بونتلاند)؟

- لا توجد مدارس متخصصة باللغة العربية،اجتهدنا – فقط-  أن تكون العربية ضمن المواد المقررة في المنهج، مثلها مثل باقي المواد، لكنها تحظى بإقبال واسع من قبل المجتمع، ولها مكانة خاصة في قلوب الصوماليين، وانتشارها وسط المجتمع يأتي من خلال الجهود  الذاتية في  ظل غياب جهات عربية داعمة لها، تولي اهتماماً خاصاً في نشر هذه اللغة المجيدة، وتوفر لها  كل الإمكانيات المادية والمعنوية، ماعدا معهد الأزهر الشريف في مدينة قرضو ومدرسة حمدان بن راشد آل المكتوم في مدينة بوصاصو الساحلية.

 -  نسمع دائما مشكلات الحروب والمجاعات والقراصنة في الصومالي فكيف هو الوضع الآن؟

- في حقيقة الأمر أن العديد من المناطق الصومالية أصبحت مستقرة وآمنة ولاسيما وفي ولاية بنوتلاند التي تم تكوين إدارتها منذ عام 1998م، ومازالت هنا بعض البؤر المتوترة في جنوب الصومال، ولكنها لم تعد عقبة لتنمية البلاد الآن؛ حيث إن الحكومة الفدرالية وبدعم من القوات الأفريقية استطاعت معالجة العديد من هذه المشكلات الأمنية، وقد تم فتح العديد من السفارات الأجنبية في مقديشو العاصمة؛ مما يؤكد هذا التحسن النوعي، وفي هذا الصدد نستطيع أن نقول: إن الصومال الآن خرج من مرحلة الدعم الإغاثي المرحلي ودخل في مرحلة البناء والتنمية والمطلوب من أشقائه العرب دعم مرحلة التنمية والبناء قبل أن يسبقهم الآخرون، ولاسيما أن الدور التركي في هذا الشأن أصبح متميزا في العاصمة حتى الآن.

     وفي الختام أنتهز هذه الفرصة لأؤكد لقرائكم الكرام أننا ما زلنا نسعى حثيثا إلى إيصال الصومال إلى بر الأمان حتى تتمكن من استعادة دورها الحقيقي من تقديم ثقافة أهلها وتراثه الحضاري وحبهم للسلام، واحترامهم للمشاعر الإنسانية النبيلة، عكس الصورة النمطية التي يكرسها الإعلام عن الصومال، وكأننا مستنقع للأزمات ووكر للقراصنة، وهي صورة كاذبة ومشوهه، يعرضها الإعلام، لخطف الأضواء عن هذا البلد الاستراتيجي، وتركه فريسة الجهل والتخلف، وهو أمر  نرفضه، ونسعى إلى مد جسور التفاهم مع محيطنا العربي والإسلامي، ونرجو أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير لهذا التفاهم المنشود، ولا يفوتني أن أشير إلى دور الكويت المتميز لدعم الصومال والوقوف إلى جانبه في أثناء محنته الأخيرة، كما لا ننسى دور سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح -حفظه الله- الذي ما زال يقدم الدعم تلو الدعم للصومال عموما ولولاية (بونتلاند) خصوصا، وكان آخرها دعمه السخي لبناء مطار مدينة جراوي عاصمة الإقليم وبناء جامعة، وما زال العمل في إنجاز هذه المشاريع على قدم وساق، وهذا كله يؤكد دور أمير الكويت -حفظه الله- قائداً للعمل الإنساني، وفي هذا الصدد نيابة عن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس ولاية (بونتلاند) الدكتور عبد الولي محمد جاس أهنئ أشقاءنا في الكويت أميرا وحكومة وشعبا باحتفالات اليوم الوطني ويوم التحرير، وأسأل الله العلي القدير أن يحفظ الكويت وأهلها من كل سوء. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك