اعداد: وائل رمضان
17 يناير، 2024
0 تعليق
وزارة العدل تسجل زيادة حالات الطلاق في عام ٢٠٢٣ – السلطان: الجفاف العاطفي .. أكبر تهديد للحياة الزوجية
- قول الرجل لزوجته أنتِ عليّ حرام يكون يميناً وفيه كفارة إلا إذا نوى به طلاقا
- تسري عـلى الطــلاق الأحكام التـكـــليـفيـة الخمسة الإباحة والاستحباب والوجوب والكراهة والتحريم
- من طلق زوجته ثلاثاً بكلمة واحدة فهو طلاق بدعي ومخالف للشرع وصاحبه آثم
- المؤسسات الاجتماعية والخيرية حصن حصين للمجتمع من خلال تفاعل الناس معه، ويحظى باحترام الجمهور وثقته
- الرجل وحده هو من يملك حق الطلاق لحرصه على بقاء الزوجة ويجوز للمرأة أن تطلب الطلاق أمام القاضي إذا تضررت ضرراً لا تستطيع الحياة في ظله
سجلت وزارة العدل 6759 حالة زواج خلال الـ 154 يوما، الأولى من العام الحالي بمعدل 43.8 حالة يوميا، مقابل 3913 حالة طلاق من مطلع يناير حتى نهاية يونيو الماضيين، أي نحو 21.5 حالة يوميا، وأظهرت إحصائية الوزارة، التي شملت الفترة من مطلع يناير 2023 حتى يونيو 2023، أن إحصائيات الطلاق قد شهدت الفترة من بداية العام حتى نهاية شهر يونيو الماضي 3913 حالة طلاق، منها 2947 حالة كان فيها الزوج كويتيا. وفي تفاصيل الحالات، شهدت أروقة محاكم الأسرة 2450 حالة طلاق لزوج كويتي من زوجة كويتية، و497 حالة طلاق لزوج كويتي من زوجة غير كويتية، وعن حالات الطلاق للزوج غير الكويتي، أشارت الإحصائية إلى أن إجمالي الحالات بلغ 966 حالة، منها 270 حالة كانت فيها الزوجة كويتية و696 حالة طلاق لزوج غير كويتي من زوجة غير كويتية، وذكرت الوزارة في الإحصائية الصادرة، أن حالات الطلاق هي حالات عامة لا حالات خاصة في الفترة نصف السنوية المذكورة.
وقد التقت الفرقان المحكم المرجح في محكمة الأحوال الشخصية سابقًا وعضو إدارة الإصلاح الأسري سابقا د. خالد السلطان الذي سألناه بداية عن أهم أسباب الطلاق فقال:
هُنالك العديد من الأسباب والعوامل المُختلفة التي تؤثّر سلبيا على العلاقات الزوجيّة، وقد تكون سبباً في الانفصال لاحقًا، ومنها ما يلي:
من أهم أسباب الطلاق ضعف الإيمان ومراقبة الله -تعالى- في التصرفات، والغفلة عن ذلك، والوقوع في المعاصي والظلم، والجهل بالحقوق الزوجية، والواجبات الأسرية.
كذلك زيادة الغيرة عن الحد المعقول من أكبر المشكلات التي تؤدي للطلاق؛ لأنها تولد الشكوك وسوء الظن، وإن انعدمت الغيرة أو قلت فالمصيبة أعظم؛ لأنها ستولد عند صاحبها الدياثة والبرود العاطفي، وكلا الأمرين خطر ومرض فتاك على العلاقة الزوجية، ومن الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق.
كذلك اختلال مفهوم القوامة يعد سببًا رئيسًا من أسباب الطلاق؛ فبعض الأزواج ظَن بأنَّ القوامة تعني التسلط على الزوجة، واستعبادها، أو أنَّ القوامة مسوغ للاستهانة بالزوجة وإسقاط كرامتها، أو عدم الاعتداد بالزوجة وبرأيها وعقلها، وغيرها من الظنون السيئة.
وعلى النقيض من ذلك هناك بعض الأزواج تخلى عن قوامته، فسلم للزوجة كل شيء حتى أصبح الزوج في الواقع لا يمثل شيئا في وسط الأسرة، فلا يستطيع أن يأمر أو ينهى؛ لأنه سلم قيادة الأسرة للزوجة فرضي أن يكون تابعًا منقادًا.
ومن أهم المشكلات التي تؤدي للطلاق أيضًا الجفاف العاطفي، فهو أكبر تهديد لسعادة شريك الحياة؛ إذ يصبح حاجزًا يحول بين الزوجين، ويمنع الحوار بينهما، ويجعل حياتهما جافة بلا عواطف، ما ينتج عنه حالة عدم ثقة في الآخر؛ مما يترتب عليها مشكلات زوجية كثيرة قد تؤدي إلى الطلاق، فأصل الزواج المودة والرحمة، ونقيضه حالة من انعدام الحب والتعاطف بين الزوجين رغم وجودهما في منزل واحد.
- ما الحلول المناسبة للتقليل من زيادة نسبة الطلاق؟
- حرصت على هذا الأمر من خلال مشروعي: (مسرة للاستشارات) وهو الدعوة للتعلم الشخصي أو حضور الدورات المباشرة أو غير المباشرة عبر وسائل التواصل، واستشارة المختصين وأصحاب الخبرة، ومنها مركز (مسرة) الذي يحتضن مثل هذه القضايا، فيفرض دورات من قبل وزارة العدل للمتزوجين قبل تصديق عقود الزواج.
- ما أهم أسباب الوفاق الزواجي والسعادة الزوجية؟
- من أهم أسباب الوفاق الزواجي أن تضع الطرفين على جادة الطريق في معرفة الحقوق والواجبات، وكيفية إقامتها في العلاقة الزوجية، وهي كفيلة -بعد الله عز وجل- بعمل توافق كبير، فقد أقامت الشريعة العلاقة بين الزوجين على أساس المودة والرحمة، وهي كما قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، والآيات والأحاديث في حسن معاشرة الزوجين كل منهما للآخر كثيرة، ولو فقهنا ما جاء به هذا الدين العظيم لاسترحنا ولسعدنا في دنيانا وفي أخرانا، والزواج ما هو إلا حقوق متبادلة بين الرجل والمرأة الذين جمعت بينهما المودة والرحمة.
- كيف يمكن تلافي الآثار السلبية للطلاق في حال وقوعه؟
- عادةً ما يترك الطلاق الكثير من الآثار النفسيّة السلبيّة على نفسية الرجل أو المرأة، لكن القرآن ضبط هذه العلاقة بعد حدوث الانفصال فقال -تعالى-: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}؛ فمن سرح بإحسان وطبق شريعة الرحمن وعمل بسنة النبي العدنان -صلى الله عليه وسلم -، فهو سياج العدل والإحسان وآثاره كلها طيبة.
- من الآثار السلبية لظاهرة الطلاق عزوف بعض الشباب والفتيات عن الزواج لوجود تصورات خطأ عن الزواج، فما رأيكم في ذلك؟
- هذا الكلام صحيح، ولكن من الخطأ بمكان أن أديم التركيز على الجانب السلبي في قضية الطلاق وآثاره وأترك الجانب الإيجابي والفطري في القضية نفسها، وقد عالجت -من خلال كتابي- الموضوع معالجة حلول أولا، ثم وسائل حماية ووقاية ثانية، وهو الأمر المطلوب لمن يقدم على مشروع الزواج، فكم من السعداء يعيشون بيننا في ظل حياة زوجية ناجحة!؛ لأنها بنيت على البر والتقوى والخلق الحسن.
- هل ترى أن الحركات النسوية أثرت في زيادة المشكلات الزوجية وتمرد المرأة على قواعد العلاقات الأسرية وأسسها؟
- لا شك في ذلك، فهي منظمات شيطانية، ترعاها منظمات ماسونية، تكن العداء للإنسانية عمومًا وللإسلام خصوصًا، فتحذير الناس منها ومن شرها مهم وواجب على كل الناس، وأولهم الدولة بمؤسساتها المعنية؛ لتحمي المجتمع من الأفكار الشاذة ومنها النسوية الشيطانية.
- لكل من: (الإعلام، والدعاة، والمؤسسات الاجتماعية والخيرية) دور في بناء الوعي المجتمعي وبناء علاقات أسرية سوية؛ فكيف ترون ذلك؟
- للإعلام سلطة كبيرة وآثار أكبر وقوة جبارة، والفرقان -بتاريخها- لها جهود لا تنكر في التعليم والتوعية والإرشاد، أما الدعاة فهم رافد كبير ومهم وسند للفرد والمجتمع، وأثرهم واضح وسلطتهم كبيرة، ومشايخنا السلفيون في ساحاتهم داخل المساجد والدواوين وغيرها لهم أثر مباشر، ولله الفضل والمنة.
وكذلك فإن المؤسسات الاجتماعية والخيرية حصن حصين للمجتمع من خلال تفاعل الناس معه، ويحظى باحترام الجمهور وثقته؛ فعليه دور كبير، وجمعية إحياء التراث وإدارتها الكلمة الطيبة، وفرعها التابع لها، ومراكز قيم وهمم، ولجان الدعوة والإرشاد، والثقافية والفتوى، يقومون بدور لا نشك في أثره.
- متى يجوز للمرأة طلب الطلاق؟
- يجوز لها ذلك إذا تضررت تضررًا لا تستطيع الحياة في ظله، أو إذا قصر الزوج في النفقة، أو أضر الزوج بزوجته أو أكرهها على منكر، أو غاب عنها وتضررت بغيابه أو حبس الزوج مدة طويلة، وإذا رأت المرأة في زوجها عيبا مستحكما، كالعقم أو مرض خطير، أو إذا كرهت المرأة سوء أخلاقه أو سوء عشرته، أو نقص دينه، أو بُخله الشديد وتقتيره في النفقة، وهكذا إذا وجدت في نفسها نفرة منه وبُغضًا شديدًا في قلبها ولو لم تعرف سبب ذلك، فإنها معذورة في طلب الطلاق، وفي هذه الحال يُستحب لزوجها أن يُطلقها إذا رأى منها عدم التحمل والصبر؛ بحيث يُعوزها ذلك إلى الافتداء والخُلع؛ فإن في طلبها للطلاق تفريجا لما هي فيه من الكُربات، ولا إثم عليها في ذلك.
- ما صيغ الطلاق المتعارف عليها عند علماء الشريعة؟
- ينقسم الطلاق من حيث اللفظ الى قسمين، طلاق صريح وطلاق بالكناية، والطلاق الصريح يكون بالألفاظ التي لا تحتمل الا الطلاق ولا تحتمل غيره كقول الزوج: طلقتك أو أنت طالق أو أنت مطلقة ونحو ذلك، ويقع باللفظ الصريح لظهور معناه بلا خلاف عند العلماء، وهناك الطلاق بالكناية، أي بلفظ يحتمل الطلاق وغيره، كقول الزوج: أنت بائن، أو الحقي بأهلك، أو ليس لك مكان في بيتي، ونحوها، وألفاظ الكناية لا يقطع بها الطلاق إلا بنية مقارنة للفظ بلا خوف عند العلماء.
- إذا قال الرجل لزوجته «أنت عليّ حرام»، هل يعد طلاقا؟
- هناك ألفاظ مشهورة عمت بها البلوى، وقول الرجل: «أنت عليّ حرام»، ليس التحريم طلاقا، وإنما يكون يمينا وفيه كفارة يمين إلا إذا كانت نية الزوج الطلاق، فعند ذلك تكون طالقة منه ولا كفارة عليه، والكفارة تكون بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
- ما حكم طلاق الهازل، ومتى يقع الطلاق؟
- يقع الطلاق من الجاد، كما يقع من الهازل إن قصده، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة»، ويقع الطلاق بحسب اللفظ والنية.
- ما الفرق بين الطلاق السني والطلاق البدعي؟
- الطلاق السني ما وافق الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وهو نوعان: الطلاق السني عددا وهو أن يطلق الرجل زوجته تطليقة واحدة فقط في مجلس واحد حتى تنتهي عدتها أو يراجعها، والطلاق السني وقتا أن تكون الزوجة حاملا قد استبان حملها أو وهي طاهر في طهر لم يجامعها فيه، فالطلاق السني من جهة العدد، فطريقته أن يطلق الزوج امرأته من غير دخول بها طلقة واحدة فقط، وله مراجعتها ما دامت في العدة، أما الطلاق البدعي فهو المخالف للشرع، وهو نوعان: طلاق بدعي عددا وهو أن يطلق الرجل زوجته ثلاثا بكلمة واحدة كقوله «أنت طالق بالثلاثة»، أو يطلقها ثلاث طلقات متفرقات في مجلس واحد «أنت طالق.. أنت طالق.. أنت طالق» ثلاث مرات متتاليات، وهذا الطلاق محرم لمخالفته للشرع وفاعله آثم، وهناك الطلاق البدعي وقتا وهو أن يطلق الرجل زوجته وهي في حيضها أو في نفاسها.
لاتوجد تعليقات