رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.وائل الحساوي 11 أبريل، 2011 0 تعليق

وراه وراه… إلى الأبد!!

 


      يقول لي أحد النواب: هل تعلم ما هو السيناريو السياسي القادم في الكويت؟ قلت له: ما هو؟ قال: سيتقدم بعض النواب باستجواب الشيخ ناصر المحمد فورا بعد تشكيل الحكومة ثم سيصوت المجلس بعدم التعاون مع حكومته، ثم سيتم حل مجلس الأمة خلال شهر.

       لا أريد ان اعلق على ذلك السيناريو؛ لأنه  لا أحد يعلم ما سيحدث ولكن اود ان أسأل ان كانت العملية السياسية برمتها هي عبارة عن سياسة كسر عظم بين المؤيدين للشيخ ناصر والمعارضين له وإن كان هناك تحد بين هؤلاء وهؤلاء فيمن سينتصر اخيرا؟ وما هو مصير البلد في ظل ذلك الصراع الذي لا ينتهي؟

      سيرد انصار اسقاط الشيخ ناصر بأن وزاراته الست التي سقطت هي اكبر دليل على عدم قدرته على المحافظة على الوزارة القادمة مهماكانت تشكيلتها متميزة.

       لاشك ان منطق اولئك له وجاهة فلا شك ان تساقط الوزارات بهذه الطريقة يدل على مشكلة حقيقية وينذر بمزيد من الفشل، وقد شاهدنا انشقاق المجتمع الكويتي بهذا الشأن وتحرك الكثيرين من اجل منع اعادة تعيين الشيخ ناصر رئيسا للوزراء، ولكن دعونا نفكر بمنطق ولا ننجرف مع الأهواء:

- أولا: الدستور يعطي سمو أمير البلاد الحق المطلق لتعيين رئيس وزرائه، وقد قام الامير بالتشاور مع الكثيرين لكنه قرر أخيرا تعيين الشيخ ناصر لاسباب يدركها ويراها من المصلحة، فهل يظل اصحاب الرأي المعارض على رأيهم ويصرون على رفض ذلك الى درجة السعي لاسقاط الحكومة حتى قبل ان تتشكل؟!

- ثانيا: نحن نعلم بأن الفشل الذي اصاب الوزارات المتعاقبة لا يتحمل الشيخ ناصر نتيجته وحده بل هنالك عوامل كثيرة، فالمجلس يتحمل جزءا كبيرا من ذلك الفشل من حيث الفوضوية التي يتعامل بها مع شؤون البلد والسعي لمناكفة جميع الوزراء دون تمييز بين ما يجب أن يكون مادة للإستجواب وما يجب ألا يكون، فهل يعقل أن يقدم نائب استجوابا لوزير الخارجية لأنه لم يدافع عنه عندما انتقده برنامج تلفزيوني في دولة أخرى؟! أإلى هذا الحد قد وصل بنا تردي الطرح البرلماني وتفريغ الدستور من محتواه؟!

       وماذا عمن قدموا استجوابا لوزير فلما انحلت الحكومة هددوا بتقديم نفس الاستجواب لنفس الوزير حتى لو ذهب لأي وزارة، والسعي لاسقاطه؟!

       إن هذا يذكرني بمشاجرات الأطفال في «الفريج» سابقا وإصرار بعضهم على ملاحقة الآخرين مهما انتقلوا من ذلك «الفريج»!

- ثالثا: العديد من الإستجوابات التي قدمت لرئيس الوزراء أو ستقدم واضح فيها الشخصانية وتقصّد الشيخ ناصر، فاستجواب «ديوانية الحربش» يعلم الجميع أن الشيخ ناصر لا دخل له بها، وكذلك استجواب عدم ذهاب القوات الكويتية إلى البحرين، وكذلك استجواب إزالة الدواوين التي جاءت تطبيقا لقوانين واضحة، وهكذا.

        إذاً فالشخصانية التي واجه بها النواب رئيس الوزراء لها دخل كبير في سقوط حكومات الشيخ ناصر.

- رابعا: وقد شاهدنا الشيخ ناصر يتعامل بكل أدب واحترام مع المجلس بالرغم من ذلك الحشد الكبير ضده من بعض النواب، وأعتقد أن طيبة الشيخ ناصر قد تكون أكبر محرض للبعض على استسهال استجوابه في كل شاردة وواردة حتى ولو كان الموضوع يخص الوزير المعني.

       ما يهمني في الموضوع هو أن أحذر بأن ما في القفص أكبر من العصفور وأن هنالك من لايرون سعادتهم وأمجادهم إلا بتقويض الحياة السياسية في الكويت انتقاما من أشخاص أو حروباً بالوكالة أو جهلا بمفهوم العمل البرلماني، فهل نرضى بأن نسلم رقابنا لهم ونرفع شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» تقليدا للآخرين؟!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك