رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 3 فبراير، 2021 0 تعليق

وداعًا للربيع العربي

  

- لم يكن عام 2011 عامًا عاديًا، بل كان ممتلئا بالأحداث الجسام، فها هي ذكرى الربيع العربي تدق الأبواب إثْرَ حرق البوعزيزي جسده المنهك يوم الجمعة 17/12/2010، أمام مقر ولاية سيدي بوزيد في تونس؛ احتجاجًا على مصادرة السلطات البلدية لعربة كان يبيع عليها الخضار، وكانت الصفعة التي تلقاها في مركز الشرطة بداية الشرارة للثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق في (14/1/2011)، ثم توالت تلك الثورات في بعض البلدان العربية، حتى أطاحت ببعض الرؤساء .

- وقد ظنَّ الذين خرجوا في هذه الثورات أنَّ الثورة ستكون حلًّا لما يرونه من ظلم وفساد، وفقر، وارتفاعٍ في الأسعار، وانتشارٍ للبطالة، إلا أنَّ الوضع العام لهذه الثورات صار إلى الأسوأ.

- وبعد مرور 10 سنوات على هذه الثورات، وما آلت إليه من تداعيات، ينبغي دراستها دراسة جيدة، والوقوف على أسبابها ونتائجها، ومعرفة آثارها، وبحث السبل الكفيلة بالقضاء على مساوئها.

- إن الإصلاح الحقيقي يجب أن يبدأ من العودة إلى الدين، بشموليته على مستوى الأفراد والجماعات والدول؛ فالدين الحق فيه كل الفلاح والتقدم والسعادة في الدنيا والآخرة.

- والإصلاح الحقيقي يحتاج إلى بصيرةٍ تُقدم الأولويات، وتعمل على تطبيقها، قال -تعالى-: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر).

- وقد قدم الشيخ ابن باز -رحمه الله- وصية خالدة للمجتمعات التي تريد الإصلاح؛ حيث قال: معلوم أن العوامل التي بها صلاح المجتمع الإسلامي، هي العوامل التي قام بها إمام المرسلين، وخاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -، وقام بها صحابته الكرام -رضوان الله عليهم-، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، كما قال أهل العلم، ومن أراد صلاح المجتمع الإسلامي، بغير الطرائق والوسائل والعوامل التي صلح بها الأولون فقد غلط، وقال غير الحق؛ فليس إلى غير هذا من سبيل، إنما السبيل إلى إصلاح الناس وإقامتهم على الطريق السوي، هو السبيل الذي درج عليه نبينا -عليه الصلاة والسلام-، ودرج عليه صحابته الكرام، ثم أتباعهم بإحسان إلى يومنا هذا، وهو العناية بالقرآن العظيم، وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودعوة الناس إليهما والتفقه فيهما، ونشرهما بين الناس عن علم وبصيرة، وإيضاح ما دل عليه هذان الأصلان من الأحكام في العقيدة الأساسية الصحيحة.

- فالواجب على المصلحين والدعاة أن يسلكوا هذا السبيل، وأن يعالجوا مشكلات المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يخاطبوا كل إنسان بما يليق به، حتى ينجحوا في مهمتهم، ويصلوا إلى غايتهم.

 

 

1/2/2021م


لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك