رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 26 أكتوبر، 2022 0 تعليق

وداعا علياء

- تعيش كثير من الأسر الوافدة في الكويت عيشة كريمة هادئة، يعملون بجد ويبذلون أقصى ما يمكن لمساعدة أبنائهم على الدراسة والتحصيل العلمي.

- وترى هذه الأسر أن النقلة النوعية في حياتها، هي في تميز أبنائها ونجاحهم ودخولهم الجامعة في تخصصهم المطلوب، سواء في الكويت أم في بلادهم.

- وعبر هذه المسيرة الشاقة من الرعاية والاهتمام والحرص قد تخبو العاطفة أحيانا، وقد يقلق الآباء والأمهات على أبنائهم؛ فينتقل هذا القلق إلى صدور أبنائهم شيئا فشيئا حتى تختلط الأولويات، أيهما أهم: الدراسة والتحصيل والتفوق، أم العاطفة والاهتمام وإضفاء كلمات التشجيع والتقدير؟

- يبدو أن هذا ما حصل مع أسرة علياء، هذه الأسرة الكريمة التي بذلت جهدا كبيرا في التربية والنصح لأبنائها، حتى جعلتهم طلابا متميزين وفاعلين في المجتمع.

- وهكذا كانت علياء (19 عاما) متفوقة ومتميزة طيلة مشوارها الدراسي؛ فقد نالت درع التفوق من مدرسة النجاة الأهلية الثانوية للبنات في الصف الحادي عشر للعام الدراسي 2019/2020، وهي مدرسة خاصة في الكويت.

- وشقَّت (علياء) طريقها إلى جامعة الكويت -قسم العلوم في كلية التربية- وكان عطاؤها أكبر؛ حيث ساهمت بفاعلية مع أنشطة الطلبة، ودخلت إلى الحياة الطلابية بتفاؤل وحماس؛ حيث انضمت لإحدى القوائم الطلابية، وبسبب نشاطها المتميز كرمها القائم بأعمال عميد كلية التربية بالجامعة على ما بذلته من جهد وعمل دؤوب في خدمة الصرح الأكاديمي (كلية التربية)، وذلك بتاريخ 12/6/2022م.

- وقد هنأ القائم بأعمال العميد والدها على حُسن تربيته لابنته في هذا اللقاء التكريمي الخاص بالطالبة، ولكن بعد 4 أشهر من هذا التكريم حدث ما لم يكن في الحسبان؛ فقد أعلنت النيابة العامة أنها تلقت بلاغًا من شرطة ضاحية عبدالله المبارك يفيد بسقوط طالبة من علوّ بكلية العلوم في الحرم الجامعي بمدينة صباح السالم الجامعية ووفاتها، بعد نقلها إلى مستشفى الفروانية في محاولة لإسعافها. وصدق الله -تعالى- إذ يقول : {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.

- وقدمت القائمة الإسلامية التربوية بالجامعة واجب العزاء في وفاة الطالبة، وحزنت الكويت كلها على هذا المصاب الذي آلم جموع الطلبة والمربين في الكويت.

- والحمد لله اتفقت مجموعة من الطلبة والمحسنين على بناء مسجد باسم علياء، وكذلك حفر بئر ماء لها، كل ذلك مشاركة من الطلبة للتخفيف عن أسرة علياء في هذا المصاب الكبير.

- إن المصائب والمحن قد تأتي للإنسان المسلم من حيث لا يحتسب؛ فعليه بالصبر واليقين بما عند الله، وأن القدر حق، وأن المسلم عليه أن يثبت على الإيمان ولا ينزعج، ولاسيما إذا أدى ما عليه تجاه ربه أولا، وتجاه من يتحمل مسؤوليتهم ثانيا. قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أصاب أحدَكم مصيبةٌ فليقُلْ : إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندَك أَحتَسِبُ مُصيبَتي، فأَجِرْني فيها، وأَبدِلْني بها خيرًا منها». صحيح.

 

 

سالم الناشي - لندن

رئيس تحرير مجلة الفرقان

24/10/2022م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك