وداعا.. أفجينيا
يداها ترتجفان، وقلبها يكاد يطير شوقا إلى عالم جديد..
قالت: (أشهد) توقفت وكأنها تتلمس عمرها الغابر!
أمضت 90 عاما في ديانتها السابقة..
والآن تغير كل شيء، فهي على مشارف الإسلام..
لماذا أنا هنا في الكويت ولست في بلدي؟
أكملت: (أن لا إله إلا الله)..
نعم زوج ابنتي (الكويتي) كم هو كريم، وطيب المعشر..
فقد تزوج ابنتي قبل 20 عاما، ورعاها بأجمل ما تكون الرعاية، فأسلمت..
أكملت: (وحده لا شريك له)..
وهو يريدني ألا أكون وحيدة، ولا سيما بعد وفاة زوجي قبل 7 سنوات في اليونان، ويريدني قريبة من ابنتي وأحفادي..
أكملت: (وأشهد)..
وكم من مرة حاول أن يكلمني عن الإسلام والقرآن..
ولا سيما بعد وفاة زوجي وكان عمري وقتها 83 عاما..
لغته اليونانية الركيكة كانت تغطي عليها كلماته المفعمة بالصدق والإيمان..
أكملت: (أن محمدا رسول الله)..
كان يوما مفصليا في حياة أفجينيا..
كان يوم السبت 19/9/2020م
حينما نطقت بالشهادتين ودخلت الإسلام..
ثم ختمت الشهادتين بقولها: (وإني بريئة من كل دين يخالف الإسلام)..
كانت أزمة كورونا سببا في بقائها داخل الكويت..
والتعرف أكثر على حياة ابنتها اليونانية (المسلمة) وزوجها..
قالت : وكلما جدَّ عليَّ أمر سألت ابنتي وزوجها..
حتى شرح الله صدري للإسلام ؛ فأسلمت ..
فكان أعظم نعمة أنعم الله بها عليَّ ...
وأعظم هدية أُهديت إليَّ من ابنتي وزوجها...
ثم قالت أفيجينيا: هاهو ذا فيروس كورونا يتغلغل في جسدي المنهك..
وأنا صابرة محتسبة..
وراضية بقضاء الله وقدره..
فأنا مسلمة والحمد لله..
أكملت اليونانية (أفجينيا باترار خيا) يومها الثلاثين في الإسلام ثم توفيت - رحمها الله تعالى - أيضاً يوم السبت 19/10/2020م
وقد سارع المسلمون في الكويت ليودعوها في مقبرة (الصليبيخات) يوم الأحد 20/10/2020م عصرا..
وقد صدق نبينا - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ يقول: «فإنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ، حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ الجَنَّةِ، حتَّى ما يَكونُ بيْنَهُ وبيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عليه الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بعَمَلِ أهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ». (صحيح البخاري).
26/10/2020م
لاتوجد تعليقات