رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 2 يوليو، 2012 0 تعليق

وانكشفت الغمة عن مصر – الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب بإرادة شعبية حقيقية

 

قال تعالى:{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}. شاءت حكمة الله وتدبيره وتصريفه لشؤون خلقه، أن ينزع الملك من رجل ظل متمتعًا به أكثر من ثلاثين عامًا، ويلقي به في غيابات السجون، ويخرج رجلاً من غيابات السجون ويورثه الملك، فسبحان الله ما أعظم صنعه وتدبيره! لحظات من الإثارة والترقب والتحفز حبس المصريون فيها أنفاسهم قبل النطق باسم أول رئيس مصري مدني منتخب بحق، حقًا كانت لحظة فارقة ومصيرية في تاريخ مصر بل في تاريخ الأمة بأسرها، ورغم محاولات بعضهم تشويه هذا الحدث التاريخي الهائل أو التقليل من شأنه، إلا أننا أمام حقيقة تكاد تقارب الخيال، وهي أن مصر الآن يحكمها رئيس إسلامي نظن فيه الصلاح والتقوى، فلا شك أنه ميلاد جديد للأمة المصرية، وبداية لحقبة تاريخية جديدة لابد أن يؤرخ لها المؤرخون بمداد من ذهب.

       ولا يختلف أحد على أن الانتخابات الرئاسية كانت حالة استثنائية لم تشهدها مصر من قبل على مدى تاريخها القديم والحديث، ولقد جاءت نتيجتها تتويجًا لسنوات طوال من صبر المصريين على نظام أذاقهم الذل والقهر، ومارس معهم جميع أنواع الظلم والفساد، فأبى الله إلا أن يدخل الفرحة على قلوب المصريين ويقر أعينهم بهذا النصر الذي نسأل الله أن يجعل عاقبته إلى خير.

الشيخ حسان يهنئ

       تقدم الشيخ محمد حسان بتهنئته للشعب المصري واصفًا إياه بالأصيل والعبقري والكريم، كما وصفه أيضًا ببذور الزهور التي إذا طمست ووضع التراب والطين عليها لا تموت ولا تتسلم، ولكنها تدفع هذا الطمي وتدفع هذا التراب لتخرج ونراها في ورد جميل وزهرات أخاذة الشذى والمنظر واللون والعبير، ثم ذكَّر الشعب المصري بأن يخر ساجدًا لله سبحانه وتعالى شاكرًا له عز وجل، فالفضل فضله والأمر أمره، والملك ملكه، والحكم حكمه، والتدبير تدبيره، وعلينا جميعًا أن نذعن، وأن نخضع، وأن نستسلم ونقر لله تبارك وتعالى بالفضل كله، فالفضل كله لله.

       ثم قدم التهنئة لرجال القضاء والمؤسسة العسكرية والمؤسسة الشرطية الأمنية وهنأ الشرفاء والأمناء فيها، وهنأ أيضًا أقباط مصر ووعدهم بعيش آمن بإذن الله في ظلال الشريعة، فشريعة الله أمن كلها وأمان كلها، وعدل كلها، ولن نقبل أبدًا أن يظلم واحد منهم بين ظهرانينا.

       كما أكد الشيخ على ضرورة عدم التفريق بين فصيل وفصيل، بين من صوتوا للدكتور مرسي وبين من صوتوا للفريق شفيق، كلهم مصريون، وضرورة أن يبدأ أهل مصر جميعًا بداية واحدة للبناء والاستعلاء على الجراحات والآلام لبناء مصر الجديدة ينعم فيها كل مصري بالأمن والأمان، والرخاء والاستقرار، والسعة والبركة في ظلال منهج الله تبارك وتعالى.

       ثم تقدم بالتهنئة للدكتور محمد مرسي وقال إنه مشفق عليه غاية الإشفاق، ثم دعا الله عز وجل أن يعينه على أداء هذه الأمانة الثقيلة، وهذا الحمل العظيم الكبير، وأن يوفقه، وأن يفتح صفحة جديدة مع كل مصري يعيش على أرض مصر، وأن يعينه على أن يوحد الصف ويضمد الجراح، ليلملم الشمل ويبدأ الجميع معًا، ودعا: أسأل الله عز وجل أن يسعدنا جميعا بنصر الإسلام وعز المسلمين وأن يرزقنا شكر نعمه والتذلل إليه والتواضع له سبحانه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أمام الرئيس الجديد مشوار طويل

       وفي تعليقه على نتائج الانتخابات بارك الدكتور وائل الحساوي للشعب المصري اختياره، وأوضح أننا نفرح لذلك ليس من باب التعصب لوصول مرشح إسلامي لرئاسة الجمهورية، ولكن لأننا نعتقد أن هذه النتيجة تدل على أن الانتخابات كانت نزيهة ولم يحدث بها تزوير، والأمر الآخر هو أن فوز مرشح إسلامي بهذه النسبة الكبيرة من الأصوات هو أبلغ رد على من يراهنون على أن الشعب المصري قد تخلى عن المتدينين واستيقظ من نومه بعد أن لدغ منهم في الانتخابات البرلمانية.
        كما أكد أن أمام الدكتور مرسي مشوارًا طويلاً ليقطعه لوجود مشاكل ضخمة تنتظره منها السياسية والاقتصادية، فضلاً عن مشكلة الإعلام الفاسد الذي ترسخ بقوة وهيمن على الساحة المصرية، وهنالك الأحزاب المتصارعة التي تتحين الفرص لتنقض على الحكم، وهنالك تحديات خارجية كبيرة لا حصر لها، منها النظام الصهيوني الحاقد الذي يحرص على إبقاء مصر معزولة عن العالم العربي والإسلامي، والذي أوثق رباط مصر بمعاهدات وتنازلات لا حصر لها، وطالب الرئيس المصري بأن يتعامل بحكمة مع تلك الأمور وبشفافية مطلقة، وأن يتخذ منهج التدرج ولا يقفز على الأمور كما فعلت جماعته عند اختيار لجنة كتابة الدستور.

       كما شكر الدكتور الحساوي السلفيين في مصر على موقفهم وتعاونهم مع جماعة الإخوان المسلمين ودعمهم لمرشحهم في الانتخابات، مما أعطاه قوة ودعمًا قويًا للفوز، وأوضح أن هذا هو المنهج السليم الذي لابد من العمل به، ولو انشغل كل منهم بخلافاته مع الآخر لتمزق الصف ولفقدوا قوتهم.

ثم دعا الله تعالى أن يعين الشعب المصري على اجتياز المرحلة المقبلة بكل ثقة وأن يوفقهم الله تعالى إلى ما فيه خير المصريين والعرب والمسلمين.

أوصي الرئيس بتقريب العلماء والصالحين

       أما الشيخ محمد الحمود النجدي فقال: نرجو أن يوفق الرئيس المنتخب فيحكم بما يحب الله تبارك وتعالى ويرضى من الأحكام الشرعية، وأن يقيم العدل، وأن يعمل على إزالة المظالم الموجودة بسبب النظام السابق أو من آثاره، وأن يرتقي ببلده على كل المستويات سواء الاقتصادي أم التعليمي أم الصحي، والعمل على إعانة الفقراء والمحتاجين، والله تبارك وتعالى إنْ علم منه صلاح النية وصلاح القصد والإخلاص فسيكون عونًا له، كما أعان الله يوسف عليه السلام على ملك مصر، وقد جاء في وقت شدة وضيق حتى خرج بمصر من هذه الأزمة التي مرت بها وقام بمهمته خير قيام.

       وتابع: وأنا أوجه له رسالة خاصة فأقول: إن شعب مصر المخلص قد اختارك ووثق بك وبأمانتك وبدينك، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينك على أن تكون في محل الثقة وحسن الظن عند الناس، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك ويكون لك عونًا على ما يحب الله ويرضى من الأعمال التي تكون خيرًا للأمة وصلاحا لأهل مصر خاصة وللأمة عامة، وأوصيه بتقريب العلماء وتقريب الدعاة واستشارتهم؛ فإن هذا إن شاء الله تبارك وتعالى هو سلوك الجادة الصحيحة، فقد كان عمر رضي الله عنه يقرب القراء وحفظة القرآن والعلماء صغارًا كانوا أو كبارًا في السن.

كنا قلقين على مستقبل مصر

       وعبر الشيخ حاي الحاي عن سعادته البالغة بهذه النتائج فقال: لا شك أننا كنا قلقين على مستقبل مصر من عدم نجاح الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية وعودة النظام القديم؛ لأن مصر لها مكانة خاصة في قلوب الأمة جميعًا، وفي قلوب الكويتيين بالذات، فنحن نحبها حبًا كبيرًا> لأنها نبض العروبة ومادة الإسلام، وقد أحدث هذا الفوز فرحًا شديدًا وسعادة غامرة لنا، وخاصة أنه رجل إسلامي يحمل كتاب الله عز وجل، وقد سمعت الشيخ محمد حسين يعقوب وهو يقول إنه جلس مع الدكتور محمد مرسي ووجد أنه يحمل العقيدة السلفية، ولما تحدث معه عن التخوفات التي لدى الكثير من السلفيين من انتشار المد الصفوي في مصر، أكد أنه لن يقبل بذلك تمامًا وسيقف له بالمرصاد، وهذا دليل على أن المصريين أصحاب دين وشعب متدين وحبهم للإسلام أصيل في نفوسهم.

       ونحن نسأل الله أن يوفق الدكتور مرسي لنهضة مصر وريادتها، وBن يكتب على يديه الفتح إن شاء الله، وأنا أؤكد عليه أن يلزم شرع الله عز وجل، مع علمي بصعوبة هذه المهمة حيث أن الفساد موجود في مصر منذ سنوات عديدة، فليس من السهولة القضاء عليه في يوم وليلة.

جهود مشكورة

       وقد وجه حزب الحرية والعدالة الشكر لحزب النور وعلماء الدعوة السلفية على جهودهم التي بذلوها خلال هذه الانتخابات، وكان لها أثر بالغ في ترجيح كفة الدكتور محمد مرسي؛ حيث تحرك ملايين من شباب التيار السلفي ورجاله ونسائه وصاغوا ملحمة سياسية وإنسانية رائعة، حسمت المعركة في أكثر من موقعة حساسة ومفصلية، مثل الإسكندرية والجيزة ومطروح والإسماعيلية وكفر الشيخ والبحيرة، لقد وفَّت الدعوة السلفية بوعدها وتجاوزت آلام الجولة الأولى، وشاركت بقوة في تحقيق النصر الكبير، رغم كل محاولات التأثير النفسي فيها والتخويف وبث الإحباط التي حاولت جهات كثيرة كسر إرادتها بها، وهذا تحوُّل كبير في صلابة الدعوة سيكون له قيمته أكثر في مستقبل الدعوة السلفية بكل تأكيد.

بيان الدعوة السلفية

       وفي السياق ذاته أصدرت «الدعوة السلفية» بيانًا بهذه المناسبة جاء فيه: نحمد الله تعالى على ما مَنَّ به على الشعب المصري مِن فوز «مرشح التيار الإسلامي والثورة» الدكتور «محمد مرسي»، وبعد حمد الله تشكر الدعوة السلفية جميع طوائف الشعب المصري التي تسامت على انتماءاتها: الفكرية والحركية، واتحدت لإنجاح «مرشح الثورة».

       كما تتقدم «الدعوة السلفية» بخالص التهنئة إلى الدكتور «محمد مرسي»، وتدعو الله أن يعينه على ما ابتلاه به، وتشكر له ولحزب «الحرية والعدالة» وجماعة «الإخوان المسلمين» سرعة الوفاء بأول وعودهم، وهو استقالته من الحزب والجماعة؛ ليكون رئيسًا لكل المصريين، وعلى رأسهم الذين انتخبوا المرشح المنافس.

       وندعو الدكتور «محمد مرسي» أن يكون على رأس أولوياته في المرحلة القادمة: إتمام المصالحة الوطنية، وإنجاز تقدم ملموس في ملفات: «الأمن، والوقود، والغذاء».

ثم أكد البيان أن الدعوة السلفية ستكون معه في كل الأحوال، في الصواب: بالدعم والتأييد، وفي الخطأ: بالنصح والإرشاد.

إعادة الاعتبار للثورة المصرية

        فيما أكد الأستاذ جمال سلطان أن فوز الدكتور محمد مرسي كان له دلالات كثيرة من أهمها أنه أعاد الاعتبار إلى الثورة المصرية، كما أعاد الاعتبار أيضًا إلى القضاء المصري الذي أثبت أنه أشرف على أشرف انتخابات مرت بمصر منذ تاريخها، كما أعاد الاعتبار أيضًا إلى المؤسسة العسكرية التي راهن عليها الكثيرون وأنها على استعداد أن تصل إلى أبعد الحدود لمنع وصول رئيس مدني منتخب حتى لو احترق الوطن كله.

       وعن الدور المطلوب الآن من المجلس العسكري لترسيخ هذه المصداقية قال: أعتقد أن المجلس العسكري ربح الكثير بعد الإعلان عن هذه النتيجة، ويبقى أن يعزز صورته الوطنية بفتح حوار جدي مع الرئيس الجديد وشيوخ القضاء والرموز الوطنية من أجل حل الإشكالات المتعلقة بقضية الإعلان الدستوري المكمل وحل البرلمان، فالحوار الجاد والمسؤول يمكن أن يحل الكثير من المشكلات إذا حسنت النيات، فتكامل الجهود والحوار المسؤول هما بوابة مصر إلى مستقبل أفضل للجميع وغياب التكامل والحوار والإحساس بالمسؤولية سيجعل الجميع خاسرًا بلا استثناء.

النتائج في الصحف الغربية واليهودية

       تباينت ردود الأفعال في الصحف الغربية حول نتائج الانتخابات المصرية إلا أن أغلبها حمل طابع التخويف منها ومن دلالاتها، فقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن فوز سياسي إسلامي سوف يبعث برسائل وموجات صدمة عبر العالم العربي الذي كان خاضعًا على مدار عقود لسيطرة حكام أوتوقراطيين علمانيين مدعومين من الغرب.

       وقالت الصحيفة: إن رئاسة مرسي تهدد بقلب التوازن الدبلوماسي الأمريكي رأسًا على عقب، مشيرة إلى أن حكم مبارك ضمن سلامًا هشًا بين مصر وإسرائيل التي اعتمدت على مبارك في تفعيل معاهدة السلام لمدة 30 عامًا، وهو ما ضمن نوعًا من الاستقرار في منطقة مضطربة وحمى الحدود الغربية للدولة اليهودية.

       أما صحيفة لوس (أنجليس تايمز) فقد قالت إن الرئيس الجديد يرمز لصراع طويل ودموي لم يحسم بين الإسلام السياسي والحرس القديم العلماني، وذكرت أن إمكانية صعود إسلامي ملتح إلى سدة الحكم كان أمرًا لا يمكن أن يخطر على البال، لكن صعود مرسي يؤكد حاليًا الهيمنة السياسية الجديدة للإسلاميين ويرسم خطًا جديدًا لبلد مضطرب.

أما الصحف اليهودية فقد خيم عليها الحزن والكآبة من فوز مرسي بالرئاسة، وجاءت أغلب عناوين تلك الصحف مليئة بالخوف والحزن من هذه النتيجة.

       وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن بعض المسؤولين بالحكومة الإسرائيلية دعوا إلى إعادة النظر في طبيعة العلاقات بين الأطراف في المنطقة من خلال ترميم محور الاعتدال وتعزيز العلاقات السعودية والأردن والسلطة الفلسطينية.
        وأوضح الإعلام الإسرائيلي أن تل أبيب استيقظت على شرق أوسط إسلامي جديد بفوز مرسي وباتت أكثر عزلة في المنطقة بعد ضياع نظام كان حليفًا لها للأبد وهو نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وخسارة المرشح الأكثر اعتدالاً بالنسبة لها الفريق أحمد شفيق، مضيفةً أنه بفوز مرسي ازدادت المخاوف من إلغاء معاهدة “كامب ديفيد” للسلام مع مصر.
        وتحاول الحكومة الإسرائيلية إظهار رد فعل منضبط وحذر فيما يتعلق بنتائج الانتخابات المصرية، في حين أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوامره لجميع المسؤولين بعدم الإدلاء بتصريحات حيال النتائج، وذلك من أجل عدم زعزعة العلاقات الحساسة مع القاهرة.

       وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه خلال حديثه لصحيفة معاريف الإسرائيلية: إن المجتمع الدولي الذي سخر منا عندما حذرناه في البداية من الثورات العربية بات يدرك اليوم أن الحديث يدور عن شتاء إسلامي وليس ربيعًا عربيًا كما يزعمون، وعليهم أن ينظروا لحالنا أين أصبحنا؟ على حد تعبيره. 

رئيس مصر يصر على صلاة الفجر بالمسجد

       وفي ظاهرة جديدة على منصب رئيس الجمهورية أصر الدكتور محمد مرسي على صلاة الفجر في المسجد كعادته، إلا أن الحرس الخاص به نصحه بعدم صلاة الفجر في المسجد حرصًا على حياته، فأصر وقال: لن أغير طبيعة حياتي التي كنت عليها، ويتم تدارس كيفية تأمين الرئيس في هذا الوقت، فسبحان مغير الأحوال ومقلب الليل والنهار!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك