وامعتصماه… عفوا وافشلتاه واخيبتاه
وامعتصماه صرخة مدوية أطلقتها إمراة مسلمة كان قد أسرها الروم في إحدى المعارك، فلما بلغ المعتصم النداء كتب إلى ملك الروم: «من أمير المؤمنين المعتصم بالله إلى كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل بعثت لك جيشا أوله عندك وآخره عندي».
ثم أسرع إليها بجيش جرار قائلا: «لبيك يا أختاه!» وقبل فترة قصيرة أستيقظ العالم على جريمة نكراء في حق الإنسانية جمعاء وبإنتهاك سافر لكل القوانين الدولية، حيث هاجمت القوات الإسرائيلية سفن المساعدات الإنسانية (أسطول الحرية) القادم من تركيا والمتجه إلى غزة لفك الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني الذي دام لمدة ثلاث سنوات على مرأى ومسمع العالم العربي والدولي، وبكل همجية هاجمت القوات الصهيونية البربرية أفراد القافلة المدنين العزل، ووسط هذا الصمت العربي والتخاذل الدولي، أطلق صرخة مدوية من الأراضى الكويتية: وامعتصماه... عفوا «وافشلتاه» واخيبتاه لأكبر كارثة إنسانية ووصمة عار في جبين البشرية أيعقل ونحن في القرن الحادي والعشرين أن يحاصر ويجوع شعب بأكمله؟! حيث إن 70% من أهل غزة يعيشون تحت خط الفقر ودخل الفرد لا يتجاوز 2 دولار بل أكثر من 70% من أهل غزة لاجئون يعيشون في 9 مخيمات فهو أكبر سجن في العالم، وأكثر من 80% من شعبها يعتمدون على المساعدات الإنسانية بسبب السيطرة على المعابر والاتفاقيات الجائرة المرتبطة بها.. أيعقل ونحن في زمن التقدم والحضارة والتشدق بمواثيق الحرية والأنظمة الديمقراطية أن يُقتل تسعة من نشطاء حقوق الإنسان الدوليين ويصاب ثـمانون آخرون ويعتقل البقية الباقية من أفراد سفن أسطول الحرية الإنساني؟!
ألست أيها العالم من وقعت على ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان؟!
ألست أيها العالم من أعطى الضوء الأخضر لمحاربة الإرهاب والتدخل في شؤون الدول لاستتباب الأمن والأمان كتدخلك في أفغانستان والعراق؟! والآن لِمَ الكيل بمكيالين؟! لماذا لا تطبق القوانين إلا على الشعوب الضعيفة ودول العالم الثالث؟! أين الضمير العالمي من مجزرة الحرية؟!
تساؤلات عديدة تقف مذهولة أمام سلسلة الجرائم الوحشية التي يرتكبها الصهاينة ضد الفلسطين في الأراضي المحتلة، وباسم الديمقراطية وبمباركة من الدول القوية الحريصة على مصالحها الإستراتيجية تتمادى إسرائيل في طغيانها وانتهاكتها فهي دولة فوق القانون ولا تخضع لسلطة مجلس الأمن، فهي الطفلة المدللة القوية وتستمد شرعيتها وقوتها من الغطاء الدولي المنحاز لها. كفانا استنكارات وشجبا ومظاهرات، بل نريد أفعالا تقف سدا منيعاً أمام هذا العدوان الغاشم؛ قال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم}، ويقول تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}
سوف ينزل الله المهابة للمسلمين في قلوب الآخرين وأولهم اليهود متى ما اعتصمنا بحبل الله المتين وأخلصنا النية لله رب العالمين، وليس للشهرة والثراء واعتلاء المناصب كما هو الحاصل لبعض القيادات العربية.
• توحيد الصفوف لنصرة المسجد الأقصى، فهذه أمانة ملقاة على عاتقنا أمام الله، وليس ذلك قصرا على الفلسطينين.
• الشكر موصول للحكومة المصرية لإعادتها فتح معبر رفح شريان الحياة العربي الوحيد لأهالي غزة، آملين في عدم إغلاقة مرة أخرى.
• نبذ الشقاق بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الجبهة الداخلية.
• قطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفراء من الدول الإسلامية والملاحق الثقافية.
• اللجوء إلى مجلس الأمن على الرغم من وجود «الفيتو» الأمريكي الجاهز لنصرة إسرائيل ومن ثم اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية التي لا تتبع أي دولة لمحاكمة القادة الإسرائيليين.
• إجراء تحقيق موضوعي وإيفاد بعثة دوليه لتقصى الحقائق ومساءلة إسرائيل عن هذه المجزرة الإنسانية.
• لابد من وقفة جادة من جميع دول العالم وتكاتف الجهود لفك الحصار الجائر عن أكثر من مليون ونصف المليون إنسان في غزة.
• على الدول الإسلامية تقديم الدعم المادي والمعنوي واللجوء إلى الله بالدعاء في تفريج كربة إخواننا في فلسطين.
وامعتصماه.. إذا كان المعتصم جهز جيشا جرارا لنصرة امرأة مسلمة فماذا كان سيفعل لنصرة شعب كامل محاصر وإنهاء هذه الكارثة الإنسانية؟!
الجواب متروك لكم.
لاتوجد تعليقات