والده شيخ مشايخ الحرمين – وداعًا إمام المسجد النبوي الشيخ محمد خليل القارئ
خيمت حالة من الحزن والأسى على المملكة العربية السعودية خصوصا، والأمة الإسلامية عموما؛ حيث انتقل إلى رحمة الله، الشيخ محمد خليل القارئ (إمام الحرم النبوي) سابقا (وإمام مسجد قباء) بالمدينة المنورة عن عمر 47 عامًا، بعد معاناة مع المرض؛ حيث أعلنت وسائل إعلام سعودية أن الشيخ القارئ انتقل إلى رحمة الله عند الساعة الثانية من صباح يوم الاثنين 18 من شوال 1444ه، الموافق 8 مايو 2023م، وصلي عليه بعد صلاة المغرب في المسجد النبوي.
وأصيب الشيخ محمد خليل القارئ -رحمه الله- بوعكة صحية أدت إلى دخوله العناية المركزة، ليلحق بأخويه ووالده؛ حيث ينحدر الشيخ محمد خليل القارئ من أسرة قرآنية، حظي اثنان منهما بشرف الإمامة في الحرم النبوي، هما الشيخ محمد وشقيقه محمود الذي توفي قبله بعام في يونيو العام الماضي، وقبل 5 أعوام توفّي أخوهما أحمد وكان قارئًا من أشهر قراء المملكة العربية السعودية، والقراء الثلاثة هم أبناء شيخ أئمة الحرمين الشريفين الشيخ خليل عبدالرحمن القارئ الذي توفي في سبتمبر عام 2018، وينحدر الشيخ محمد خليل صاحب من أصول باكستانية، ويعد من أشهر أئمة المملكة العربية السعودية وخطبائها؛ حيث تميز بسعة علمه وكفاءته في الخطابة وتلاوة القرآن الكريم بطريقة جميلة.
تشييعه ودفنه
شارك في تشييع الشيخ ودفنه بالبقيع أئمة الحرم النبوي: الشيخ: علي الحذيفي، والشيخ: أحمد بن طالب، والشيخ: عبدالله البعيجان وجمع عظيم من أهل القرآن وطلبة العلم وأهل المدينة وعموم المسلمين.
الشيخ القارئ في سطور
الشيخ محمد خليل القارئ باكستاني الأصل من مظفر أباد، ولد في المدينة المنورة عام 1975 م، ويحمل الجنسية السعودية، كُلف بمهام الإمامة في مسجد قباء، ثم تولى إمامة المسجد النبوي في عام 1437هـ - 1438 هـ، وتولى إمامة المصليين في صلاة التهجد والترويح رمضان 1437 هـ.
عائلة قرآنية
ينتمي الشيخ محمد خليل القارئ إلى عائلة معروفة بحملها وقراءتها للقرآن الكريم؛ فهو نجل القارئ الشيخ خليل الرحمن القارئ، وشقيق كل من القارئ الشيخ محمود خليل القارئ، والقارئ الشيخ أحمد خليل القارئ، وقد ورث الشيخ محمد قدراته وموهبته من عائلته، وأصبح من أشهر القراء في العالم الإسلامي، ويعد رحيله خسارة كبيرة للمجتمع الإسلامي عامة وللمملكة العربية السعودية خاصة.
رحلته مع القرآن
حفظ الشيخ محمد القارئ القرآن الكريم كاملًا في سن العاشرة، وحصل على شهادات في القرآن الكريم مكنته من تدريس القرآن الكريم في المدارس والمعاهد، يحمل إجازة في القراءات السبع، وحصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية.
الطابع الحجازي الرخيم
تميزت قراءة الشيخ محمد خليل القارئ بالطابع الحجازي الرخيم الشجي، الذي أسر قلوب المصلين والمستمعين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقد كان الشيخ محمد خليل القارئ إمامًا وقارئًا في المسجد النبوي الشريف، كما كلف بإمامة صلاة التراويح والتهجد في مسجد قباء لسنوات عدة برفقة الشيخ محمد أيوب والشيخ أحمد الحذيفي.
عائلة الشيخ محمد خليل القارئ
تعرضت عائلة القارئ الشيخ محمد خليل القارئ لابتلاءات عدة خلال السنوات الأخيرة؛ حيث توفي شقيقه القارئ الشيخ أحمد خليل القارئ في عام 1438، وبعدها بعام توفي والدهم شيخ مشايخ الحرمين خليل القارئ في أواخر عام 1439، وفي العام الماضي، توفي شقيقهم القارئ الشيخ محمود خليل القارئ في أواخر ذي القعدة من عام 1443، مما ترك أثرًا كبيرًا على عائلتهم والمجتمع الإسلامي عموما.
والده شيخ أئمة الحرمين الشريفين
يعد الشيخ خليل بن عبدالرحمن القارئ شيخ أئمة الحرمين الشريفين، وأحد مُؤسسي النهضة القرآنية الحديثة، ولدَ في مظفر أباد عام 1940، ودرس على يد الشيخ محمد سليمان في لاهور، وعلى يد القارئ أنور الحق، كما حفظَ القرآن الكريم على يد الشيخ فضل كريم، ثُم درس القراءات على قراء باكستان والتحق بأحد معاهدها، وعمل في باكستان قارئًا بالإذاعة في منطقة مظفر أباد، وفي عام 1963 هاجرَ إلى مكة المكرمة، ودَرس بمسجد ابن لادن وفي المسجد الحرام، وكان يُدرس لمدرسي التحفيظ، كما درس للشيخ محمد السبيل درسًا خاصًّا بالمسجد الحرام، ودرس بمعهد الأرقم بن أبي الأرقم بالصفا، ثم انتقل بعدها إلى المدينة المنورة، وعُين مُدرسًا لمعهد المدينة المنورة التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واستقر فيها وتفرغ لتعليم القرآن الكريم، وقد لُقب بـ(شيخ أئمة الحرمين)؛ في إشارةٍ إلى أنَّ ستة من تلاميذه السابقين في التحفيظ هم أئمة للحرم المكي، بجانب طلاب آخرين معروفين، بينهم الشيخ محمد أيوب والشيخ علي جابر.
رائد المدرسة الحجازية
كما يعد رائد المدرسة الحجازية في قراءة القرآن وإقرائه، وأحد المؤسسين الذين شاركوا في تأسيس الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن في السعودية، وهو مُؤسس حلقات تحفيظ القرآن السعودية، وهو والد محمد ومحمود أئمة الحرم النبوي وأحمد، وتُوفي يوم الاثنين 23 ذو الحجة 1439 هـ الموافق 3 سبتمبر 2018 في المدينة المنورة، عن عمرٍ يناهز 78 عامًا، وُدفنَ فجر في بقيع الغرقد.
لاتوجد تعليقات