واقع الطلبة المشردين
حق الطالب على بلاده أن توفر له التعليم في مراحله جميعها، وتكون المدارس قريبة من منزله، وتوفر له الوسائل كافة التي تهيئه لتلقي العلوم حتى يبدع ويخدم دينه وبلاده، وكم آلمنا أننا نرى واقع الطلبة والطالبات في كثير من البلدان بين مشرد ولاجئ وفقير! ولا توجد عنده الأموال ليستفيد ويتفوق ويبدع.
وكم بذلت دولنا الأموال الكبيرة لبناء المدارس وطباعة الكتب وتجهيز الملابس والمختبرات وغيرها من أجل صناعة رجل المستقبل.
وهذه نعمة كبيرة من الله -عز وجل- أن جعلنا نعيش في وطن، آمن نستمتع فيه بمجانية التعليم، وتهتم الدولة فيه بالتعليم في مراحله جميعها.
ومع الأسف فإن هناك ضغوطات لتعطيل الهدف من التعليم وتجريده من المعارف الأساسية وأهمها الدين وإلباسه ثوب الاختلاط بين الذكور والإناث الذي يفسد ولا يصلح، فضلا عن جلب مفاهيم خطيرة على القيم والأخلاق.
ومع ذلك فإن الطالب نراه يتغيب كثيرا عن الحضور وعن المشاركة في الاختبارات، وهمه الأول الحصول على الشهادة بأي سعر في أي تخصص وفي أي مرحلة، وهم قلة، لكن هذا مدخل شر على التعليم، لاسيما الجامعات والمعاهد الخاصة.
لقد أصبح التعليم منفراً؛ وذلك من خلال الابتعاد عن الأنشطة الثقافية والاجتماعية وغيرها.
ومما يؤسف عليه أن بعض المعلمين قد فقدوا دورهم، ولم يصبحوا قدوة رائدة لا في المنطق ولا في اللبس ولا في التعامل الكريم ولا في إيصال المعلومة، فضلا عن فَقْد النصيحة والسلوك الإسلامي المحبب والتنبيهات، وانشغال الطالب بالأجهزة الالكترونية داخل الفصل؛ مما يحول بينه وبين الاستفادة والانتباه.
ومع الأسف يُدفع للطالب أموال ضخمة حتى يصل إلى مرحلة النجاح من معاهد ودروس ومذكرات وكتب ممن سبق في المرحلة وبرامج عبر وسائل التواصل.
وأعتقد أن جهود الجميعات الخيرية وأهل الخيريجب أن تنصب على الاهتمام باليتيم والأطفال والشباب من النواحي التعليمية من توفير مدارس، وإعداد المعلمين، وتوفير كل المتطلبات؛ لأنهم الثروة الحقيقية لهذه الأمة، ولا تكتفي اللجان بتوفير السكن والأكل والشرب والملابس والعلاج أو الرعاية الصحية ولكن لابد من الرعاية التعليمية؛ فهذا أعظم ما نقدمه لضحايا الحروب والتشريد، ونسأل الله القبول. جعلكم الله جميعا مفاتيح للخير مغاليق للشر.
لاتوجد تعليقات