رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أيمن عبدالله 8 فبراير، 2022 0 تعليق

واحة الكتب – المجموع المعتمد لعلوم الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد

 

إصدار جديد، متميز في بابه، فريد في نظمه وتأليفه، عظيم نفعه، قد حوى علوم عَلَم من أعلام الدعوة السلفية في دولة الكويت، وهو الشيخ: عبد الرحمن عبد الصمد -رحمه الله-، وقد حمل هذا الإصدار عنوانا جميلا دالا على مضمونه، ألا وهو: (المجموع المعتمد لعلوم الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد)، وقد تألق مؤلفاه: الدكتور خالد سلطان السلطان، والشيخ: بدر الفيلكاوي في إنجازه، حتى جاء على وجه مُرضٍ؛ إذ انتهجا في إعداده نهجًا رائعًا كما سيأتي بيانه.

منهج المؤلفيـْـن

     ترجم المؤلفان للشيخ -رحمه الله- بحسب ما وقفا عليه من سيرته، من خلال ابنه الأكبر الشيخ يوسف عبد الصمد، وصهره الشيخ: إبراهيم حميد الساجر، ثم أضافا كلمات محبيه وطلابه حول شخصيته وسيرته، كما قاما بتفريغ أشرطته، وصاغا كلامه تعديلا وإضافة وحذفا وتقديما وتأخيرا، بحسب ما اقتضاه السياق؛ بحيث يصبح مقروءا، ثم خرجا الأحاديث تخريجا مختصرا.

أقسام الكتاب

     قسم المؤلفان الكتاب ثلاثة أقسام، الأول: الرسائل، وهو مما كتبه الشيخ -رحمه الله- وطبع في حياته، والثاني: الدروس، وهي محاضراته المفرغة من تسجيلاته الصوتية، أما القسم الثالث فاشتمل على الفتاوى، وهي الأسئلة الملحقة بالدروس أو المستقلة في تسجيلاته.

التقديم للكتاب

قدم للكتاب نخبة من المشايخ: د. ناظم المسباح، والشيخ حاي الحاي، ود. خالد الخراز، و د. سليمان معرفي، والشيخ محمد الحمود النجدي، والشيخ حمد بن صالح الأمير، والشيخ سالم بن سعد الطويل، والشيخ د. فيحان الجرمان.

نسبه

هو الشيخ: عبد الرحمن بن يوسف ين محمود بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الإله الفقهاء، والفقهاء قبيلة كانت تسكن ضواحي مكة، ولد عام (1345هـ) الموافق (1927م) في بلدة عنبتا قضاء طولكرم التابعة لنابلس في فلسطين.

هواياته

كان محبا للرسم، وكانت لوحاته تزين صفوف مدرسته في عنبتا وكثيرا ما كان يرسم البرتقال، وكان يرسم صورا للبشر؛ فلما علم بعد ذلك حكم الرسم والتصاوير تخلص منها طاعة لله.

رحلته الشامية

     خرج الشيخ من فلسطين إلى لبنان، ومكث فيها زمنا، ثم غادرها إلى سوريا، واستقر في حلب عام (1944م)، وهناك تزوج من امرأة حلبية فاضلة، كانت خير معين له على الدعوة، وقد رزق منها بثلاثة بنين وأربع بنات، وقد توفيت أم يوسف -رحمها الله تعالى- في الكويت (2001م). ومن عجيب الابتلاءات التي نزلت بالشيخ، أنه رزق بأول مولود فسماه يوسف، لكنه مات بعد ستة أشهر، ثم رزق بآخر فسماه يوسف فمات أيضا، ثم رزق بثالث فسماه يوسف فمات، فأشار عليه الناس أن يغير الاسم، فقال: لو رزقت مئة لسميتهم يوسف حتى يكتب الله الحياة لمن شاء، فرزق بيوسف، وعاش حتى أصبح طبيبا الآن، وقد تبين بعد ذلك أن السبب امرأة عقيم كانت تأتيهم، وكانت حاسدة.

مع المتصوفة

     عندما استقر في سوريا تعرف على التصوف وأهله، فتصوف لبضع سنين، لكنه كان يكره كثيرا من أفعالهم، حتى منَّ الله عليه بأن جعله يصلي الجمعة عند أحد المشايخ (الوهابية) كما يسميهم الصوفية، لمدة ثماني سنوات، وهو الشيخ محمد الياقتي الذي كان له الفضل على الشيخ عبد الرحمن في أن يتحول إلى العقيدة الصحيحة، وقد تعرف على الشيخ الألباني آنذاك.

رحلة العلم إلى بلاد الحرمين

     حضر مع بعض الطلبة السوريين إلى السعودية للدراسة في المعهد العلمي بالرياض، وهناك تعرف على الشيخ ابن باز -رحمه الله-، ثم التحق بالجامعة الإسلامية عام (1380هـ) حتى حصل على الشهادة الثانوية الشرعية، ثم درس السنة الأولى في كلية الشريعة.

رحلة الشيخ إلى الكويت

قدم الشيخ -رحمه الله- الكويت في عام(1975م)، ونجح في وزارة الأوقاف، ثم استلم مسجد العوائل بالوفرة.

رحلة الشيخ إلى استراليا

وُجهت للشيخ دعوة من الجمعية الإسلامية في (ملبورن) باستراليا عن طريق جمعية إحياء التراث، فغادر الكويت عام (1988م).

وفاته

توفي -رحمه الله- في استراليا؛ بسبب حادث سيارة، ودفن هناك في مقابر المسلمين.

 

الكتاب في خمسة مجلدات

جاء الكتاب في خمسة مجلدات على النحو الآتي:

المجلد الأول

     بعد الترجمة والمقدمات عرض المؤلفان عنوانا وهو: (بعض النماذج الصادقة من مواقف الشيخ الخالدة) ومن هذه النماذج: (اقرأ وماذا تعني؟ - ملاحظة على الأذان - صلاة النافلة بعد الصلاة - حكم السترة للمصلي - القصر في السفر- في البيع والتقسيط...)، تلا ذلك العنوان عناوين أخرى وهي: (تعاز ومرئيات - رسالة التوحيد - رسالة الشرك - رسالة ملخص الحج والعمرة - أسئلة طال حولها الجدل).

المجلد الثاني

وينقسم إلى بابين، الأول: (دروس في العقيدة)، ويندرج تحته عناوين كثيرة، منها: (لماذا العقيدة أولا؟ - معنى التوحيد - من حقق التوحيد دخل الجنة - ما جاء في الذبح والنذر لغير الله - اجتناب الطاغوت...).

الثاني: (دروس في الفقه)، ويتفرع عنه عناوين، منها: (صلاة الجماعة - من صفة الصلاة - استقبال رمضان - حق الزوج على الزوجة - تربية الأبناء... ).

المجلد الثالث

وقد اشتمل على عشرة دروس، جاءت على النحو الآتي:

- أولا: (دروس في التفسير) وتحته عناوين مثل: (مقدمة في التفسير- تفسير سورة الفاتحة - عباد الرحمن...).

- ثانيا: (دروس في البحث) وقد اشتمل على: ( مقدمة في علم الحديث - الحديث وكيف يؤخذ؟).

- ثالثا: (دروس في الأذكار)، ويتبعه ( ذكر الله - أفضل ذكر الله).

- رابعا: (دروس في الأخلاق)، وتحته: (أخلاق الصحابة مع الله - أخلاق الصحابة مع الناس).

- خامسا: (دروس في الرقاق) ويندرج تحته عناوين عدة، منها: (الخوف من الله - الحياء من الله - الخضوع له - الصدق مع الله...).

- سادسا: (دروس في الدعوة)، ويتبعه: (الأمور المعينة على الدعوة - صفات الدعاة - نصائح الدعاة - أمانة الدعوة...). سابعا: (دروس في السيرة).

- ثامنا: (دروس في القصص).

- تاسعا: (دروس في المنهج).

- عاشرا: (دروس في قضايا معاصرة).

المجلد الرابع

وقد اختص بفتاوى الشيخ -رحمه الله- في العقيدة والفقه: فأما في العقيدة: (التوحيد - نواقض التوحيد - مسائل في العقيدة - الجن والعين والحسد...) أما فتاوى الفقه: (الطهارة والصلاة والجنائز).

المجلد الخامس

وقد استُكملت فيه فتاوى الفقه: (الزكاة - الصيام - الحج - البيوع -..).

 

طارق العيسى: ترك الشيخ آثارا حميدة

     قال عنه الشيخ طارق العيسى: ترك الشيخ آثارا حميدة وإرثا علميا في دولة الكويت؛ حيث بذل جهده ووقته وعلمه لنشر الدعوة السلفية، وكان الشيخ من الذين تحبهم إذا ما جلست معه؛ لتواضعه وعدم تكلفه ولدعابته وابتسامته مع الجميع، وكان جوادا كريما شديد التمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ديدنه البحث عن الدليل للمسائل التي تعرض عليه، وكان غيورا على محارم الله إذا انتهكت، وشجاعا في كلمة الحق، عزيز النفس، وقد اعتنت جمعية إحياء التراث بدروسه، ولقد التقيته قبل سفره لوداعه وتزويده بما يحتاجه لرحلته الدعوية العلمية التي لم نكن نعلم أنها رحلته الأخيرة.

 

النجدي:كان زاهدا متقشفا محارباً للبدع

     قال عنه الشيخ محمد الحمود النجدي: تعرفت على الشيخ أبي يوسف في بدايات طلبي للعلم في أواخر السبعينيات، وكنا نصلي معه، ونسمع قراءته المميزة في القرآن، ونحضر دروسه في العقيدة والفقه والحديث، ومصطلح الحديث، وكان لا يبالي بمتاع الدنيا وزينتها، فكان زاهدا متقشفا، وقد تميز الشيخ بالتركيز في خطبه ودروسه على علم التوحيد وأنواعه، ومحاربة الشرك والبدع والخرافات، وكان يحذر من الأحاديث الضعيفة والمكذوبة؛ فقد كان محبا للشيخ الألباني وكثير الرجوع لكتبه ومحاضراته، وكذا الشيخ ابن باز.

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك