واحة الفرقان
من مشكاة النبوة
عن أبي سعيد الخُدْري] عن النبي[ قال: «إياكم والجلوس على الطرقات»، فقالوا: ما لنا بُدّ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: «فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها»، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌ عن المنكر». متفق عليه.
الدر المنثور
قيل: من تمام المروءة أن تنسى الحق لك، وتذكر الحق عليك، وتستكبر الإساءة منك، وتستصغرها من غيرك.
وقيل: خطب المأمون يوماً فقال: اتقوا الله، عباد الله، وأنتم في مهل، بادروا الأجل ولا يغرنكم الأمل، فكأني بالموت قد نزل؛ فشغلت المرء شواغله، وتولت عنه فواصله، وهُيِّئت أكفانه، وبكاه جيرانه، وصار إلى التراب الخالي، بجسده البالي؛ فهو في التراب عفير، وإلى ما قدم فقير.
معجم المعاني في ذِكْر الوجه:
< يقال للخطوط التي في الجبهة: أسرّة، وأسارير،
والواحد: سِرَر.
< والوجنة: ما برز من الوجه، والقَسمة: أعلى الوجنة،
وقيل: أعلى الوجه.
< والعَوَس: دخول الخدين حتى يكون فيهما كالحفرتين،
فالرجل أعوس، والمرأة عوساء.
< وإذا كان في وجه الرجل خال أو شام، قيل: هو أخيل وأشيم.
< والمَحْجِر: ما يبدو من النقاب، والحَجاجان: العظمان اللذان ينبت عليهما الحاجبان، وقيل: الحجاجان: غارا العينين.
< والقَرَن: أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما، والبَلَج: الفرجة بينهما، والزَّجَح: أن يطولا ويمتدا إلى مؤخر العين.
< والكَلْثَمة: استدارة الوجه
واجتماع لحمه، والرجل: كُلْثوم.
من الأوهام الشائعة
- قول بعضهم: فلان نسيب فلان، يريدون: زوج ابنته أو أخته، وأبو زوجته أو أخوها.
< والصواب أن يقال: فلان صهر فلان؛ لأن «النسيب» هو القريب. وقد ذهب الأصمعي إلى أن من كانوا من قِبَل الزوج: أحماء، ومن كانوا من قِبَل الزوجة: أختان، جمع «خَتَن»، وأن الأصهار لهم جميعاً. وقال ابن الأعرابي: الصهر: زوج بنت الرجل وزوج أخته، والختن: أبو امرأة الرجل وأخو امرأته.
سحر البيان
قال القاضي الجرجاني -
في أبيات أوردنا بعضها فيما مضى-:
يقولون لي فيك انقباض وإنما
رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجــــما
وما زلت منحازاً بعرضيَ جانباً
عن الذم أعتد الصيانــــــــــــــة مغنــــما
أرى الناس من داناهم هان عندهم
ومن أكــــرمته عـــــــزة النفس أُكــــــرما
إذا قيل هذا مورد قلت قد أرى
ولكن نفــس الحر تحتــــــــمل الظـــــما
أنهنهها عن بعض ما قد يشينها
مخافة أقــــــوال العـــــــــــدا فيـــمَ أو لما
فأصبح من عيب اللئيم مسلَّماً
وقد رحــت في نفس الكريم معـظَّما
وكم نعمة كانت على الحر نقمة
وكـــم مغنـــــم يعتـــــــده الحــــــــر مغرماً
ما قل ودل
< المرء من حيث يثبت، لا من حيث ينبت.
< من كثر ظلمه واعتداؤه قرب هلاكه وفناؤه.
< من طال تعديه كثرت أعاديه.
< من لم يرحم العبرة سُلِب النعمة، ومن لم يُقِل العثرة سُلِب القدرة.
< من كبرت همته عظمت قيمته.
< خير النوال ما وصل قبل السؤال.
< إذا اصطنعت المعروف فاستره، وإذا اصطُنع إليك فانشره.
الإعلام عن الأعلام
يونس بن حبيب (94-182هـ):
هو يونس بن حبيب، الضبي بالولاء، أبو عبدالرحمن، ويعرف بالنحوي. علامة بالأدب، وكان إمام نحاة البصرة في عصره. وهو من قرية «جَبُّل» على دجلة بين بغداد وواسط. أعجمي الأصل. أخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم. قال ابن النديم: كانت حلقته بالبصرة ينتابها طلاب العلم وأهل الأدب وفصحاء الأعراب ووفود البادية. وقال ابن قاضي شهبة: هو شيخ سيبويه الذي أكثر عنه النقل في كتابه. وقال أبو عبيدة: اختلفت إلى يونس أربعين سنة أملأ كل يوم ألواحي من حفظه. من كتبه: «النوادر»، و«الأمثال»، و«اللغات». ومن كلامه: ليس لعَيِيٍّ مروءة، ولا لمنقوص البيان بهاء. هكذا كان يرى، رحمه الله!!
من طرائفهم!
كان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه، واعتلّ الأب علة شديدة أشرف منها على الموت؛ فاجتمع عليه أولاده، وقالوا: ندعو لك فلانا أخانا - يعنون النحوي - فقال: لا؛ إن جاءني قتلني بكلامه، فقالوا: نحن نوصيه ألا يتكلم. فدعوه، فلما دخل عليه قال له: يا أبت، والله ما شغلني عنك إلا فلان؛ فإنه قد دعاني أمس، فأهرس، وأعدس، واستبذج، وسكبج، وطهبج، وأفرج، ودجّح، وأبصل، ولوزج، وأفلوذج؛ فصاح أبوه: غمضوني؛ فقد سبق هذا ملكَ الموت إلى روحي!
لاتوجد تعليقات