رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبوهاشم مغربي 30 نوفمبر، 2010 0 تعليق

واحة «الفرقان»


 
من مشكاة النبوة

عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله [: «الطاعون رِجْسٌ، أُرسِل على طائفة من بني إسرائيل، أو على من كان قبلكم؛ فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه».

وعن أبي هريرة ] قال: إن رسول الله [ قال: «لا عدوى ولا صَفَر ولا هامَة»، فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال إبلي تكون في الرمل كأنها الظِّباء، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيُجرِبُها؟ فقال: «فمن أعدى الأول؟».

وعنه - أيضا - قال: قال النبي [: «لا يُوردنّ مُمْرِضٌ على مُصِحّ».

متفق عليها.

 

الإعلام عن الأعلام

أبوعبيد (157-224هـ)

هو القاسم بن سلّام الهروي الأزدي الخزاعي، بالولاء، الخُراساني، البغدادي: من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقه. من أهل هَرَاة، وُلد وتعلم بها. كان مؤدِّبًا، ورحل إلى بغداد فولي القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة. وحج فتوفي بمكة. قال الجاحظ: لم يكتب الناس أصح من كتبه، ولا أكثر فائدة. وقال أبوالطيب اللغوي: أبوعبيد مصنِّف حسن التأليف إلا أنه قليل الرواية.

وعدّه عبدالله بن طاهر أحد علماء الإسلام، وكان أبوعبيد منقطعًا له، كلما ألف كتابا أهداه إليه؛ فأجرى له عشرة آلاف درهم.

من كتبه: «الغريب المصنَّف» في غريب الحديث، و«الأمثال»، و«الأموال».

 

معجم المعاني

في ذكر الأنف:

< من أسماء الأنف: المَعْطِس، والعِرْنين، والخُرطوم، والمَخَنَّة، والخيشوم.

< وقصبة الأنف: عظمه من أعلاه.

< والمارن: ما لان من أسفله.

< والأرنبة: مقدَّم الأنف.

< والوَتَرة: الحاجز بين المَنْخِرين.

< والغضروف: ما كان من الأنف بين العظم واللحم.

< والخياشيم: عظام رِقاق داخل الأنف، واحدها: خيشوم، وبه سمي الأنف كما مر آنفاً.

 

الدر المنثور

قيل لبعض الحكماء: بمَ يعرف عقل الرجل؟ فقال: بقلة سقطه في الكلام، وكثرة إصابته فيه، فقيل له: فإن كان غائبا؟ فقال: بإحدى ثلاث: إما برسوله، وإما بكتابه، وإما بهديته؛ فإن رسوله قائم مقام نفسه، وكتابه يصف نطق لسانه، وهديته  عنوان همته؛ فبقدر ما يكون فيها من نقص يحكم به على صاحبها.

وقيل: لكل شيء غاية وحدّ، إلا العقل فلا غاية له ولا حد، ولكن الناس يتفاوتون فيه تفاوت الأزهار في المروج.

وقالوا: العاقل لا تُبطره المنزلة السَّنية، كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت عليه الريح، والجاهل تبطره أدنى منزلة كالحشيش يحركه أدنى ريح.

 

ما قل ودل

< من لم يكن له من دينه واعظ، لم تنفعه المواعظ.

< من سره الفساد، ساءه المعاد.

< كلٌّ يحصد ما زرع، ويُجزى بما صنع.

< لا تغرنّك صحة نفسك وسلامة أمسك؛ فمدة العمر قليلة، وصحة النفس مستحيلة (أي: متحولة).

< من رضي بقضاء الله لم يُسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد.

< خير الناس من أخرج الحرص من قلبه، وعصى هواه في طاعة ربه.

< البخيل حارس لنعمته، خازن لورثته.

 

من الأوهام الشائعة

> قول بعضهم: كلما تدارستَ ما تعلمه، كلما ثبت في ذهنك، بتكرار «كلما».

< والصواب: كلما تدارست ما تعلمه، ثبت في ذهنك، بحذف «كلما» من الجملة الثانية؛ قال تعالى: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا}، وقال: {كلما دخلت أمة لعنت أختها}، وقال: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها}.

 

سحر البيان

قال أحمد شوقي:

أخا الدنيا أرى دنياك أفعى

تبدّل كل آونةٍ إهابا

ومن عجبٍ تشيّب عاشقيها

وتفنيهم وما برحت كَعابا

فمن يغتر بالدنيا فإني

لبستُ بها فأبليت الثيابا

فلم أرَ غير حكم الله حكمًا

ولم أر دون باب الله بابا

ولا عظّمتُ في الأشياء إلا

صحيحَ العلم والأدبَ اللُّبابا

ولم أر مثل جمع المال داءً

ولا مثل البخيل به مصابا

فلا تقتلْك شهوته وزنْها

كما تزن الطعام أو الشرابا

وخذ لبنيك والأيام ذخرًا

وأعطِ الله حصته احتسابا

 

من طرائفهم

يقال: إن رجلا ادعى النبوة أيام الرشيد؛ فأمر بإحضاره إليه، فلما مَثَل بين يديه قال له الرشيد: ما الذي يقال عنك؟! قال: نبي كريم، قال: فأي شيء يدل على صدق دعواك؟! قال: سل عما شئت، قال: أريد أن تجعل هؤلاء المماليك المُرْد - أي: الذين هم دون لِحَى - القائمين الساعة بلحى؛ فأطرق ساعة يفكر، ثم رفع رأسه، وقال: كيف أجعل هؤلاء المرد بلحى وأغيّر هذه الصورة الحسنة؟! وإنما أجعل أصحاب هذه اللحي مردا في لحظات قليلة؛ فضحك منه الحضور.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك