رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أيمن عثمان 15 مارس، 2018 0 تعليق

واحة الفرقان

 

من مشكاة النبوة

     عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الأنصار, فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله, أي المؤمنين أفضل؟  قال: «أحسنهم خلقا»، قال: فأي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم للموت ذكرا, وأحسنهم لما بعده استعدادا, أولئك الأكياس». صححه الألباني. الكيس: العاقل المتبصر في الأمور, الناظر في العواقب.

 

من أسباب النزول

قال الله -عز وجل-: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيه وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}(طه 131)

     عنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَنَّ ضَيْفًا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ فَدَعَانِي فَأَرْسَلَنِي إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ يَبِيعُ طَعَامًا، يَقُولُ لَكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِنَّهُ نَزَلَ بِنَا ضيف ولم يلق عِنْدَنَا بعض الذي نصلحه؛ فَبِعْنِي كَذَا وَكَذَا مِنَ الدَّقِيقِ أَوْ أَسْلِفْنِي إِلَى هِلَالِ رَجَبٍ؛ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: لَا أَبِيعُهُ وَلَا أُسْلِفُهُ إِلَّا بِرَهْنٍ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَمِينٌ فِي السَّمَاءِ أمين في الأض، وَلَوْ أَسْلَفَنِي أَوْ بَاعَنِي لَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ، اذْهَبْ بِدِرْعِي»، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَعْزِيَةً لَهُ عَنِ الدُّنْيَا {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} الْآيَةَ.

 

دخل الجنة و لم يصل لله صلاة واحدة

     إنه الصحابي الجليل عمرو بن ثابت بن وقيش، وكان يلقب أصيرم، كان يمنعه من الإسلام أن له مالا من الربا، يخشى إن أسلم أن يضيع عليه، فكره أن يسلم حتى يأخذه؛ فلما كانت غزوة أحد قذف الله في قلبه الإسلام، وجاء يسأل عن بني عمه، وعن أناس من قومه؛ فقيل له: إنهم خرجوا لقتال المشركين بأُحد؛ فخرج للجهاد، فرآه بعض المسلمين، فقالوا له: إليك عنا؛ فقال: إني آمنت، ثم قاتل حتى أثبتته جراحه، وأشرف على الموت؛ فحملوه إلى قومه بني عبد الأشهل؛ فسألوه عن سبب مجيئه أهو حمية لقومه، أم غضب لله ورسوله؟ فقال: بل غضب لله ورسوله، ثم مات شهيدا، ولم يصل لله صلاة واحدة، ثم ذكروا أمره للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فشهد له بالجنة قائلا: إنه لمن أهل الجنة .

     فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ: حَدِّثُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ لَمْ يُصَلِّ قَطُّ؛ فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ سَأَلُوهُ: مَنْ هُوَ؟ فَيَقُولُ: أُصَيْرِمُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ، قَالَ الْحُصَيْنُ: فَقُلْتُ لِمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: كَيْفَ كَانَ شَأْنُ الْأُصَيْرِمِ؟ قَالَ: كَانَ يَأْبَى الْإِسْلَامَ عَلَى قَوْمِهِ؛ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ: بَدَا لَهُ الْإِسْلَامُ؛ فَأَسْلَمَ؛ فَأَخَذَ سَيْفَه؛ فَغَدَا حَتَّى أَتَى الْقَوْمَ، فَدَخَلَ فِي عُرْضِ النَّاسِ؛ فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا رِجَالُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَلْتَمِسُونَ قَتْلَاهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ إِذَا هُمْ بِهِ ، فَقَالُوا: وَاللهِ إِنَّ هَذَا لَلْأُصَيْرِمُ، وَمَا جَاءَ؟ لَقَدْ تَرَكْنَاهُ وَإِنَّهُ لَمُنْكِرٌ لِهَذَا الْحَدِيثَ؛ فَسَأَلُوهُ مَا جَاءَ بِهِ؟ قَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ يَا عَمْرُو ، أَحَدَبًا عَلَى قَوْمِكَ، أَوْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ؟ قَالَ: بَلْ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، آمَنْتُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَسْلَمْتُ، ثُمَّ أَخَذْتُ سَيْفِي؛ فَغَدَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ فَقَاتَلْتُ حَتَّى أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي، قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فِي أَيْدِيهِمْ! فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ فَقَالَ: « إِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». صحح إسناده ابن حجر في فتح الباري.

 

من طرائفهم

      قال إبراهيم بن المنذر الحزاميُّ: قدم أعرابيٌّ من أهل البادية على رجلٍ من أهل الحضر؛ فأنزله، وكان عنده دجاجٌ كثيرٌ، وله امرأة وابنان وبنتان، قال: فقلت لامرأتي: اشوي دجاجةً، وقدميها إلينا نتغدى بها، وجلسنا جميعاً ودفعنا إليه الدجاجة؛ فقلنا: اقسمها بيننا. نريد بذلك أن نضحك منه، قال: لا أُحْسِن القسمة؛ فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم. قلنا: نرضى.

     فأخذ رأس الدجاجة فقطعه؛ فناولنيه، وقال: الرأس للرئيس؛ ثم قطع الجناحين، وقال: الجناحان للابنين، ثم قطع الساقين، وقال: الساقان للابنتين، ثم قطع الزَّمِكَّى، وقال: العجز للعجوز، ثم قال: والزَّوْر للزائر؛ فلمّا كان من الغد، قلت لامرأتي: اشوي لي خمس دجاجاتٍ؛ فلمّا حضر الغداء، قلنا: اقسم بيننا، قال: شفعاً أو وتراً؟ قلنا: وتراً، قال: أنت وامرأتك ودجاجةٌ ثلاثةٌ، ثم رمى بدجاجةٍ، وقال: وابناك ودجاجةٌ ثلاثةٌ، ورمى إليهما بدجاجةٍ، وقال: وابنتاك ودجاجةٌ ثلاثةٌ، ثم قال: وأنا ودجاجتان ثلاثةٌ؛ فأخذ الدجاجتين، فرآنا ننظر إلى دجاجتيه؛ فقال: لعلَّكم كرهتم قسمتي الوتر، قلنا: اقسمها شفعاً.

فقبضهن إليه، ثم قال: أنت وابناك ودجاجةٌ أربعةٌ، ورمى إلينا دجاجة، ثم قال: والعجوز وابنتاها ودجاجةٌ أربعة، ورمى إليهنَّ دجاجةٌ، ثم قال: وأنا وثلاث دجاجات أربعةٌ، وضمَّ ثلاث دجاجاتٍ، ثم رفع رأسه إلى السماء، وقال: الحمد لله أنت فهَّمْتَنِيهَا.

 

من الأخطاء الشائعة

من الخطأ قولك: البند الأول، والصحيح: الفقرة الأولى؛ لأن البند كلمة فارسية تعني الحيلة والخديعة.

 من الخطأ قولك: طـُرُق (قاصدا جمع طريقة)، والصحيح: طرائق (جمع طريقة)؛ لأن طـُرُق (جمع طريق) .

من الخطأ قولك: ماجد شاطر (المقصود نبيه)، والصحيح: ماجد نبيه؛ لأن الشاطر هو الذي أعيا أهله خبثا.

من الخطأ قولك : كلام هام ، و الصحيح: كلام مهم؛ لأن هام من الهم.

من الخطأ قولك: انحط إلى أسفل الدرجات، والصحيح: انحط إلى أسفل الدركات؛ لأن الدرجة منزلة علوية.

من الخطأ قولك: يُشفيك الله وأشفاك (للمريض)، والصحيح: يَشفيك الله وشفاك، والمعنيان هنا نقيضان لمعنى يُشفيك الله وأشفاك ؛ لأن أشفاك دعوة على المريض وليست له .

 

 تراجم الأعلام

الإمام الترمذي

      هو: محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك. وُلِد مطلع القرن الثالث الهجري في ذي الحجة سنةَ تسعٍ ومائتين من الهجرة، في قرية من قرى مدينة ترمذ تسمى (بُوغ)، بينها وبين ترمذ ستة فراسخ، وقد عاش الترمذي للحديث، ورحل إليه حيثما كان؛ فأخذ العلم، وسمع من الخراسانيين والعراقيين والحجازيين, وهو تلميذ إمام المحدثين الإمام البخاري. تميز الترمذي بحبه للعلم وقوة الحفظ، ومن مؤلفاته (الجامع للسنن، العلل الصغرى، كتاب الشمائل المحمدية) وغيرها كثير، وقد قال: «صنَّفت هذا المسند الصحيح وعرضته على العلماء فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبيٌّ ينطق».  قال ابن الأثير: «كان الترمذي إمامًا حافظًا، له تصانيف حسنة، منها الجامع الكبير، وهو أحسن الكتب»؛ وقال عنه الإمام الذهبي: الحافظ العالم،

صاحب الجامع، ثقة، مجمع عليه.

وفاة الإمام الترمذي: تُوُفِّي الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى-

 ببلدته (بُوغ) في رجب سنةَ 279هـ، بعد حياة حافلة

 بالعلم والعمل، بعد أن أصبح ضريرًا في آخر عمره .

 انظر: (شذرات الذهب).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك