واحة الفرقان
من مشكاة النبوة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».
وعنه -أيضا- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة»، وزاد في رواية أخرى: «وهو وتر يحب الوتر».
متفق عليهما.
من الأوهام الشائعة
- قول بعضهم: معي نيِّف وعشرون دينارا، مثلا.
- والصواب: معي عشرون ونيف، بتأخير «نيف».
قال المبرد: الذي حصّلناه من أقاويل حذاق البصريين والكوفيين أن النيّف من واحدة إلى ثلاث، والبضع من أربع إلى تسع.
وقال اللحياني: يقال: عشرون ونيف، ومائة ونيف، وألف ونيف، ولا يقال «نيف» إلا بعد عَقْد، وإنما قيل «نيف»؛ لأنه زائد على العدد الذي حواه ذلك العقد.
الإعلام عن الأعلام
العُكبري (538 - 616هـ):
هو الإمام العلامة النحوي البارع عبدالله بن الحسين، أبو البقاء محب الدين العكبري البغدادي، عالم بالأدب واللغة والفرائض والحساب.
أصله من عُكْبرا، وهي بلدة على نهر دجلة بالعراق، ومولده ووفاته ببغداد، وكان قد أصيب في صباه بالجدري فعمي.
قال ابن النجار: قرأت عليه كثيرا من مصنفاته، وصحبته مدة طويلة، وكان ثقة متدينا حسن الأخلاق متواضعا.
قيل: كان إذا أراد أن يصنف كتابا جمع عدة مصنفات في ذلك الفن، فقرئت عليه، ثم يملي بعد ذلك، فكان يقال: أبو البقاء تلميذ تلامذته.
وذكر الذهبي في «السير» أنهم أرادوه على أن ينتقل عن مذهب الإمام أحمد -رحمه الله- فأقسم: لو صببتم الذهب علي حتى أتوارى به ما تركت مذهبي.
من تصانيفه: شرح ديوان المتنبي، التبيان في إعراب القرآن، وهو أشهرها، ويسمى: إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن.
معجم المعاني
في ذكر الشِّجاج:
- الشجاج: جمع «شَجَّة»، وهي الإصابة في الرأس.
- فأولها: الحارصة، وهي التي تحرص الجلد، أي تشقه قليلا.
- ثم الباضعة: وهي التي تشق اللحم بعد الجلد.
- ثم المتلاحمة: وهي التي تمتد في اللحم.
- ثم السِّمْحاق: وهي التي تبلغ الجلدة الرقيقة بين اللحم والعظم.
- ثم الموضحة: وهي التي تكشف عنها ذلك الجلد حتى يبدو وضح العظم.
- ثم الهاشمة: وهي التي تهشم العظم.
- ثم المنقِّلة: وهي التي تنقل أجزاء العظام.
- ثم الآمَّة أو المأمومة: وهي التي تبلغ أم الرأس والدماغ.
الدر المنثور
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية؛ لكي تكون هذه بهذه.
وقال -أيضا- رضي الله عنه: ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمِّل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راض عنه. وثلاث أحزنتني حتى أبكتني: فراق محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي ربي عز وجل ولا أدري إلى جنة أم إلى نار.
سحر البيان
قال الشاعر الشيخ إبراهيم بديوي في «كافيّته» المشهورة:
بك أستجير ومن يجير سواكا
فأجر ضعيفا يحتمي بحماكا
إني ضعيف أستعين على قُوى
ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت يا ربي وآذتني ذنو
بمالها من غافر إلاكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواكا
ذقت الهوى مرا ولم أذق الهوى
يا رب حلوا قبل أن أهواكا
أنا كنت يا ربي أسير غشاوة
رانت على قلبي فضلّ سناكا
واليوم يا ربي مسحت غشاوتي
وبدأت بالقلب البصير أراكا
ما قل ودل
- إذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فافتخر أنت بحسن صمتك.
- من نقل إليك نقل عنك.
- ما ذهب من مالك ما وعظك.
- من نظر في العواقب سلم من النوائب.
- من لم يغنه ما يكفيه، أعجزه ما يغنيه.
- من أهان ماله، أكرم نفسه.
من طرائفهم
يروى أن حسودا وبخيلا دخلا على أحد الملوك، فقال لهما: تمنيا مني ما تريدان، فإني سأعطي الثاني ضعف ما يطلبه الأول، فصار أحدهما يقول للآخر: أنت أولا، فتشاجرا طويلا، وكان كل منهم يخشى أن يتمنى أولا؛ لئلا ينال الآخر ضعف ما يأخذه، فقال الملك: إن لم تفعلا ما آمركما قطعت رأسيكما؛ فقال الحسود: أيها الملك، اقلع إحدى عينيّ!!
لاتوجد تعليقات