رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبوهاشم مغربي 15 أكتوبر، 2012 0 تعليق

واحة الفرقان

 من مشكاة النبوة

     عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإن وجدوا قوماً يذكرون الله، تنادوا:  هلموا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً. قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون، لا والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها، كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبة. قال: يقول: فممّ يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة. قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان، ليس منهم؛ إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء، لا يشقى بهم جليسهم».    متفق عليه.

 

الدر المنثور

     عن أبي ذر رضي الله عنه قال: في المال ثلاثة شركاء: القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيره أو شره من هلاك أو موت، والوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقه وأنت ذميم، وأنت الثالث؛ فإن استطعت ألا تكون أعجز الثلاثة فلا تكونن؛ فإن الله عز وجل يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.

وعنه أيضاً رضي الله عنه  أنه قال: يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح.

     وعن جعفر بن سليمان قال: دخل رجل على أبي ذر، فجعل يقلب بصره في بيته، فقال: يا أبا ذر، أين متاعكم؟ فقال أبو ذر: إن لنا بيتا نوجه إليه صالح متاعنا، قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا! فقال أبو ذر: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه.

الإعلام عن الأعلام

ابن جني (ت392هـ):

     هو عثمان بن جني الموصلي، أبو الفتح، من أئمة النحو والأدب والتصريف، صاحب التصانيف الفائقة في اللغة.

     ولد في الموصل وتوفي ببغداد، وكان أبوه (جني) عبدا روميا مملوكا لسليمان ابن فهد الأزدي الموصلي، ولم يعرف عنه شيء قبل مجيئه إلى الموصل.

     صحب أبا علي الفارسي أربعين سنة، واعتنى بالتصريف، قال ياقوت في «معجم الأدباء»: فما أحد أعلم منه به، ولا أقوم بأصوله وفروعه، ولا أحسن أحد إحسانه في تصنيفه.

     وكان لابن جني علاقة خاصة بأبي الطيب المتنبي، فكان أبو الطيب يقول عنه: هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس. ولتمكن ابن جني من شعر أبي الطيب قال عنه: ابن جني أعرف بشعري مني.

- من تصانيفه: شرح ديوان المتنبي، والمحتسب، وسر صناعة الإعراب، والخصائص، واللمع، والتصريف الملوكي.

سحر البيان

قال الشاعر أبو الحسن التهامي في صدر مرثيته لابنه:

حكم المنية في البرية جار

                                   ما هذه الدنيا بدار قرار

بينا يُرى الإنسان فيها مخبراً

                                   حتى يرى خبراً من الأخبار

طبعت على كدر وأنت تريدها

                                   صفواً من الأقذار والأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعها

                                   متطلب في الماء جذوة نار

وإذا رجوت المستحيل فإنما

                                   تبني الرجاء على شفير هار

فالعيش نوم والمنية يقظة

                                   والمرء بينهما خيال سار

فاقضوا مآربكم عجالى إنما

                                   أعماركم سفر من الأسفار

وتراكضوا خيل الشباب وبادروا

                                          أن تسترد فإنهن عوار

 

 

 

معجم المعاني

في ذكر القرابات

- السليل: الولد، كأنه سُلَّ من الوالد.

- وكذلك النجل، ويقال: رحم الله ناجليه، أي: والديه، ونَجَله: أي وَلَده, وأصله من الظهور.

- وعَصَبة الرجل: قرابته لأبيه لأنهم عصبوا به، أي أحاطوا به، وكل شيء استدار بشيء فقد عصب به، ومنه: العصائب، وهي العمائم لإحاطتها بالرؤوس.

- والكلالة: أن يموت الرجل ولا يترك والدا ولا ولداً.

 

ما قل ودل

 

 - اعقل لسانك إلا في أربعة: حق توضحه، وباطل تدحضه، ونعمة تشكرها، وحكمة تظهرها.

- سئل حكيم: أي عز  يكون بالذل متصلاً؟ فقال: العز في خدمة السلاطين.

- زعموا أن إبليس قال: العجب لبني آدم، يحبون الله ويعصونه، ويبغضونني ويطيعونني!

- قيل: إذا أردت أن تصاحب رجلا فأغضبه، فإن أنصفك فلا تدع صحبته، وإلا فاحذره.

- من أطاع غضبه، أضاع أدبه.

- من جار على شبابه، جارت عليه شيخوخته.

 

 

من الأوهام الشائعة

- خطأ بعضهم في استعمال كلمة «امرئ» نطقاً وكتابة.

- والصواب أن نطق هذه الكلمة وكتابتها يختلفان رفعاً ونصباً وجرًّا: ففي الرفع تكتب هكذا «امرُؤ» وتنطق بضم الراء، وفي النصب تكتب هكذا «امرَأ» وتنطق بفتح الراء، وفي الجر تكتب هكذا «امرِئ» وتنطق بكسر الراء، وقد انفردت هذه الكلمة بظهور حركة الإعراب على الحرفين الأخيرين منها معاً.

من طرائفهم

       يروى أن رجلا ادعى النبوة في زمن المهدي العباسي، فاعتقله الجنود وساقوه إلى المهدي، فسأله: أأنت نبي؟! فقال الرجل: نعم، فقال المهدي: إلى من بعثت؟

فقال المدعي: وهل تركتموني أبعث إلى أحد؟!

بعثت في الصباح واعتقلتموني

في المساء!!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك