واحة الفرقان
من مشكاة النبوة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في كل يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذاك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك».
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قال عشرا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل».
متفق عليهما.
الدر المنثور
عن سفيان الثوري قال: قام أبو ذر الغفاري عند الكعبة فقال: يأيها الناس، أنا جندب الغفاري، هلموا إلى الأخ الناصح الشفيق! فاكتنفه الناس، فقال: أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفرا أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلّغه؟ قالوا: بلى، قال: فإن سفر طريق القيامة أبعدُ ما تريدون؛ فخذوا ما يصلحكم، قالوا: وما يصلحنا؟ قال: حجوا حجة لعظائم الأمور، وصوموا يوما شديدا حره لطول النشور، وصلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، كلمة خير تقولها أو كلمة شر تسكت عنها لوقوف يوم عظيم، اجعل الدنيا مجلسين: مجلسا في طلب الحلال، ومجلسا في طلب الآخرة، والثالث يضرك ولا ينفعك لا ترده، واجعل المال درهمين: درهما تنفقه على عيالك من حٍلّه، ودرهما تقدمه لآخرتك، والثالث يضرك ولا ينفعك لا ترده.
الإعلام عن الأعلام
أبو علي الفارسي (288-377هـ):
هو الحسن بن أحمد بن عبدالغفار بن محمد بن سليمان، الفارسي الأصل، أبو علي، أحد الأئمة في علوم العربية.
ولد في «فسا» من مدن فارس، ودخل بغداد سنة 307هـ، وتجّول في كثير من البلدان، وقدم حلب سنة 341هـ، فأقام مدة عند سيف الدولة، ثم عاد إلى فارس، فصحب عضد الدولة بن بويه وكان مقدما عنده، ثم رحل إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي.
كان متهما بالاعتزال، وله شعر قليل. أخذ عن الزجّاج وابن السرّاج ومَبْرَمان، ومن أشهر تلامذته: ابن جني وعلي بن عيسى الرّبَعي، وحكى عنه ابن جني أنه كان يقول: أخطئ في مائة مسألة لغوية، ولا أخطئ في واحدة قياسية.
من مصنفاته: الإيضاح (في النحو)، والحجة (في علل القراءات)، والإغفال (فيما أغفله الزجاج من معاني القرآن).
سحر البيان
قال أبو الحسن التهامي يرثي ابنه:
يـا كوكبـا مـا كــان أقـصـر عـمـره
وكــذاك عـمــر كـواكــب الأسـحــار
وهـلال أيــام مـضـى لــم يسـتـدر
بـدراً ولــم يـمـهــل لــوقــت ســــرار
عجل الخسـوف عليـه قبـل أوانـه
فـمـحــاه قــبــل مـظـنــة الإبــــدار
واستُل من أترابه ولداته
كالمقلة استلت من الأشفار
فــكـــأن قـلــبــي قـــبـــره وكـــأنـــه
فـــي طـيــّه ســــر مــــن الأســــرار
ولدُ المعزَّى بعضه فإذا مضى
بعض الفتى فالكل في الآثار
أبـكـيـه ثـــم أقـــول مـعـتــذرا لــــه:
وفــقـــت حــيـــن تــركـــت ألأم دار
جـــاورتُ أعـدائــي وجـــاور ربـــه
شـتـان بـيــن جـــواره وجـــواري
معجم المعاني
في ذكر القرابات والعلاقات:
- الختَن: المتزوج بابنة الرجل أو بأخته، والجمع: أختان.
- الأيّم: من لا زوج له، رجلا كان أو امرأة.
- بنو الأعيان: الإخوة من الأب والأم، أي الأشقاء.
- بنو الأخياف: الإخوة من الأم.
- بنو العَلّات: الإخوة من الأب، والعَلّة هي الضَرّة.
- السَّلِف: المتزوج بأخت امرأة الرجل، والكنّة: امرأة الأخ.
- السِّبط: ولد الولد، ذكرا كان الابن أو أنثى.
ما قل ودل
- من لم يصبر على الأهوال، لم يظفر بالآمال.
- لا تكن رطبا فتعصر، ولا يابسا فتكسر.
- رضا كل الناس غاية لا تدرك؛ فأرضِ الله وكفى.
- إذا حلت المقادير بطلت التدابير.
- من أيقن بأن الله مطلع عليه، فليستحْيِ أن يراه حيث نهاه.
- بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا.
من الأوهام الشائعة
- خلط بعضهم بين السين والصاد في بعض الكلمات، فيقولون مثلا: برد قارص، وهذه الحادثة قسمت ظهر فلان.
- والصواب: برد قارس، وقصمت ظهر فلان.
من طرائفهم
يروى أن أبا دلامة دخل على المهدي وعنده إسماعيل بن علي وعيسى بن موسى والعباس بن محمد وجماعة من بني هاشم، فقال له المهدي: والله لئن لم تهج واحدا ممن في هذا البيت لأقطعن لسانك، فنظر إلى القوم وتحير في أمره، وجعل ينظر إلى كل واحد فيومئ إليه أن عليه إرضاءه.
قال أبو دلامة: فازددت حيرة؛ فما رأيت أسلم لي
من أن أهجو نفسي، فقلت:
ألا أبلغ لديك أبا دلامه
فلست من الكرام ولا كرامه
جمعت دمامة وجمعت لؤما
كذاك اللؤم تتبعه الدمامه!
لاتوجد تعليقات