واحة الفرقان
من مشكاة النبوة
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما قضى الله الخلق، كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي».
- وعنه -أيضا- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها؛ خشية أن تصيبه».
- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه طارحة ولدها في النار؟!» قلنا: لا وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال: «لَلهُ أرحم بعباده من هذه بولدها».
متفق عليها.
الدر المنثور
رأى مطرف بن عبدالله الشِّخِّير، يزيد ابن المهلّب بن أبي صفرة يسحب حُلّته تيهاً وكبرا، فقال له: إن هذه مشية يبغضها الله، قال: أو ما تعرفني؟! قال: بلى، أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة.
وقال وهب بن منبِّه: دع المراء والجدل، فإنك لن تعدم أحد رجلين: رجل هو أعلم منك؛ فكيف تعادي وتجادل من هو أعلم منك؟! ورجل أنت أعلم منه؛ فكيف تعادي وتجادل من أنت أعلم منه ولا يطيعك؟!
وعنه قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيِّمه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللّين أخوه.
وقال أيضا: المؤمن ينظر ليعلم، ويتكلم ليفهم، ويسكت ليسلم، ويخلو ليغنم.
ومن كلامه رحمه الله: الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.
الإعلام عن الأعلام
ابن بَرِّي (499-582هـ):
هو عبدالله بن بري بن عبدالجار بن أبي الوحش، أبو محمد، المقدسي الأصل، ثم المصري، النحوي، الشافعي.
من علماء العربية النابهين، ولد ونشأ وتوفي بمصر، وتصدر للتدريس بجامع عمرو بن العاص بالفسطاط، وقُصد من الآفاق، وتخرج به أئمة.
ممن أخذ عنه: ابن المفضل، وأبو عمر الزاهد، وابن الجميزي.
قال عنه القفطي: كان عالما بكتاب سيبويه وعلله، قيمّا باللغة وشواهدها، وإليه كان التصفح في ديوان الإنشاء؛ فلا يصدر كتاب إلى الملوك إلا بعد تصفحه.
من مصنفاته: شرح شواهد الإيضاح، وحواش على صحاح الجوهري، وحواش على درة الغواص للحراري.
سحر البيان
.. ويواصل أبو الحسن التهامي رثاء ابنه قائلا:
أشكو بعادك لي وأنت بموضع
لولا الردى لسمعت فيه سراري
والشرق نحو الغرب أقرب شقة
من بُعد تلك الخمسة الأشبار
هيهات قد علقتك أسباب الردى
واغتال عمرك قاطع الأعمار
ولقد جريتَ كما جريتُ لغاية
فبلغتها وأبوك في المضمار
فإذا نطقتُ فأنت أول منطقي
وإذا سكتُّ فأنت في إضماري
أخفي من البُرَحاء ناراً مثلما
يخفي من النار الزنادُ الواري
وأخفَّض الزفرات وهْي صواعق
وأكفكف العبرات وهْي جوار
وشهاب نار الحزن إن طاوعته
أورى وإن عاصيته متوار
وأكف نيران الأسى ولربما
غلب التبصر فارتمت بشرار
ثوب الرياء يشفّ عما تحته
وإذا التحفت به فإنك عار
معجم المعاني
في ذكر الحَلْي
- الحَلْي: جمع لا واحد له من لفظه، وجمع الجمع: حُلِيّ.
- والمَسَك: سوار من عاج كانت الأعراب تلبسه.
- والخَدَمة: الخلخال، وكذلك الحِجْل.
- والإكليل: مثل التاج؛ سمي بذلك لإحاطته بالرأس.
- والفَتَخة: خاتم يجعل في إصبع الرِّجْل، والجمع: فَتَخ.
- والنِّظام: السِّلك تنظم به الخرز، وجمعه: نُظُم.
- والسِّمْط: قلادة أوسع من المِخْنقة التي تكون ملاصقة للعنق، والجمع: سُمُوط.
ما قل ودل
- من كان في نعمة ولم يشكر، خرج منها ولم يشعر.
- كوخ تضحك فيه، خير من قصر تبكي فيه.
- من لزم الصمت ألبسه ثوب الوقار، وكفاه مؤنة الاعتذار.
- الصبر عن محارم الله، أيسر من الصبر على عذاب الله.
- ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما لدى الناس يحبك الناس.
- آفة الرأي الهوى، وآفة العلم النسيان.
- حسب الحليم أن الناس أنصاره على الجاهل.
- فوات الحاجة أيسر من طلبها من غير أهلها.
من الأوهام الشائعة
- خلط بعضهم بين الأفعال: نكث، ونكص،
ونكس، فيستعملون كلا منها مكان الآخرَيْن.
- والصواب: أن لكل منها استعمالا، فيقال:
نكث الحبل ونحوه، أي: نقضه، ونكث العهد أو اليمين: لم يَفِ بهما.
ونكس الشيءَ: قلَبه، ونكس رأسه: طأطأه، ونكس في الأمر: ردّه بعدما خرج منه.
ونكص: رجع إلى الخلف، ونكص عن الأمر: أحجم، ونكص على عقبيه: رجع عما كان اعتزمه.
من طرائفهم
يحكى أن أعمى وبصيرا جلسا معا يأكلان تمرا في ليلة مظلمة، فقال الأعمى: أنا لا أرى ولكن لعن الله من يأكل اثنتين اثنتين، ولما فرغا من الأكل، وانتهى التمر، صار نوى الأعمى أكثر من نوى البصير، فسأله البصير: كيف
صار نواك أكثر من نواي؟! فأجابه الأعمى: لأني
آكل ثلاثا، فقال له البصير منكرا: أما قلت:
لعن الله من يأكل اثنتين اثنتين؟!
فرد الأعمى: بلى، ولكني
لم أقل ثلاثا!!
لاتوجد تعليقات