رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبوهاشم مغربي 7 يناير، 2013 0 تعليق

واحة الفرقان

 من مشكاة النبوة

     عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن رجلا كان قبلكم رَغَسه الله مالاً، فقال لبنيه لما حُضِر: أيّ أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإني لم أعمل خيرا قط، فإذا متّ فأحرقوني ثم اسحقوني، ثم ذرُّوني في  يوم عاصف، ففعلوا، فجمعه الله عزّ وجلّ فقال: ما حملك؟ قال: مخافتك؛ فتلقّاه برحمته».

     وعنه -أيضا- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا، ثم خرج يسأل، فأتى راهبا، فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا؛ فقتله، فجعل يسأل فقال له رجل: ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت، فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه: أن تقرّبي، وأوحى الله إلى هذه: أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوُجد إلى هذه أقرب بشبر؛ فغفر له».

متفق عليهما.

 

 

الدر المنثور

     قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.

     العلم خير من المال: العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة، العلم حاكم والمال محكوم عليه، صنيعة المال تزول بزواله ومحبة العالم دين يدان بها، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد مماته، مات خُزّان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة.. أولئك هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يحفظ الله حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعر المترفون، وأنِسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة في المحل الأعلى.

الإعلام عن الأعلام

ابن قتيبة (213 - 276هـ):

     هو عبدالله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد، من أئمة الأدب ومن المصنفين المكثرين. ولد في الكوفة ونشأ ببغداد، وأخذ من مشاهير علمائها، فسمع الحديث من إسحاق بن راهويه، وأخذ اللغة والنحو والقراءات عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي وعبدالرحمن ابن أخي الأصمعي.

عمل قاضيا لمدينة (الدينور) من بلاد فارس، وإليها نُسب، ثم عاد إلى بغداد واتصل بأبي الحسن بن خاقان وزير المتوكل، وأهدى له كتابه «أدب الكاتب».

     وفي سبب وفاته يقول ابن كثير في «البداية والنهاية»: وكان سبب وفاته أنه أكل لقمة من هريسة، فإذا هي حارة، فصاح صيحة شديدة، ثم أغمي عليه إلى وقت الظهر، ثم أفاق، ثم لم يزل يشهد أن «لا إله إلا الله...» إلى أن مات وقت السَّحَر.

من مصنفاته: غريب الحديث، وعيون الأخبار، ومشكل القرآن، وتأويل مختلف الحديث، والمعارف.

 

سحر البيان

.. وما زلنا مع أبي الحسن التهامي في «رائيّته» إذ يقول:

نزداد همّاً كلما ازددنا غنًى

                         والفقر كل الفقر في الإكثار

ما زاد فوق الزاد خُلِّف ضائعاً

                         في حادث أو وارث أو عار

إني لأرحم حاسدىَّ لحرِّ ما

                         ضمنت صدورهمُ من الأوغار

نظروا صنيع الله بي فعيونهم

                         في جنة وقلوبهم في نار

لا ذنب لي، قد رُمْتُ كَتْم فضائلي

                         فكأنما برقعتُ وجه نهار

وسترتها بتواضعي فتطلعت

                         أعناقها تعلو على الأستار

ومن الرجال معالم ومجاهل

                         ومن النجوم غوامض ودراري

والناس مشتبهون في إيرادهم

                         وتفاضل الأقوام في الإصدار

 

 

 

 معجم المعاني

في أسماء الطعام

- الوليمة: هي طعام الزواج.

- والخُرْس أو الخُرْسة: طعام الولادة.

- والوكيرة: طعام بناء الدار.

- والإعذار: طعام الختان، والختان نفسه أيضا.

- والنقيعة: طعام القادم من السفر.

- والمأدبة: الدعوة إلى الطعام عامة.

- والخبيرة: الدعوة إلى عقيقة المولود.

 

 

 

ما قل ودل

 

 

 

- المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن.

- تجارة الآخرة لا تبور، والتهافت على الدنيا لا يغير المقدور.

- المخلص كالماشي على الرمل الناعم لا يسمع صوته، ولكن يرى أثره.

- ما أعجب أمرك يا من توقن بأمر ثم تنساه، وتتحقق ضررا ثم تغشاه، تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن!

- لا تزال سالما ما سكتّ؛ فإن تكلمت فلك أو عليك.

- سرور الدنيا أن ترضى بما رزقت، وغمّها أن تأسى على ما لم ترزق.

 

 

من الأوهام الشائعة

- قول بعضهم: أدمج، وأشغل، وأثنى (بمعنى: منع أو

كف إنسانا عن شيء)، فيجعلون الفعل المتعدِّي

 بنفسه، متعديا بالألف.

- والصواب: دمج، وشغل، وثنى، فيقال: دمج كذا

في كذا، أو: دمج الأمرين معا، و: شغله عن موعده،

وثناه عن رأيه أو عزمه.

من طرائفهم

زعموا أن رجلا شكا إلى طبيب وجعا في بطنه، فسأله الطبيب: ما الذي أكلت؟ فقال الرجل: أكلت رغيفا محترقا.

     فدعا الطبيب بكحل ليكحل به المريض، فقال المريض: إنما أشتكي وجعا في بطني لا في عيني، فقال الطبيب: قد عرفتُ، ولكن أكحلك لتبصر المحترق فلا تأكله!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك