رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبوهاشم مغربي 11 فبراير، 2013 0 تعليق

واحة الفرقان

 من مشكاة النبوة

     عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن عبدا أصاب ذنبا -وربما قال: أذنب ذنبا- فقال: رب أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟! غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا، أو أذنب ذنبا، فقال: رب أذنبت، أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟! غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا- وربما قال: أصاب ذنبا- قال: قال: رب أصبت، أو أذنبت آخر، فاغفره لي، فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟! غفرت لعبدي ثلاثا، فليعمل ما شاء».

     وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَلهُ أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة، ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش -أو ما شاء الله- قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده».

متفق عليهما.

 

الدر المنثور

- قيل: لو تفكرت النفوس فيما بين يديها، وتذكرت حسابها فيما لها وعليها، لبعث حزنُها بريدَ دمعها إليها، أما يحق البكاء لمن طال عصيانه: نهاره في المعاصي وقد طال خسرانه، وليله في الخطايا وقد خفّ ميزانه، وبين يديه الموت الشديد فيه من العذاب ألوانه؟!

- وقيل: يا من معاصيه أكثر من أن تحصى، يا من رضي أن يطرد ويقصى، يا دائم الزلل وكم ينهى ويوصّى، إن كان قد أصابك داء داود فنُحْ نَوْح نُوح تحيا بحياة يحيى.

- وقيل: يا هذا لو علمت ما يفوتك في السَّحَر ما حملك النوم، تقوم حينئذ قوافل السهر على قلوب الذاكرين، وتحط رواحل المغفرة على رِباع المستغفرين، من لم يذق حلاوة شراب السحر، لم يبلغ عرفانه بالخبر، ومن لم يتفكر في عمره كيف انقرض، لم يبلغ من الأمر الغرض.

- وقيل: يا قاسي القلب هلّا بكيت على قسوتك، ويا ذاهل العقل في الهوى هلا ندمت على غفلتك، ويا مقبلا على الدنيا كأنك في حفرتك، ويا دائم المعاصي خَفْ من غبّ معصيتك، ويا سيئ الأعمال نح على خطيئتك.

 

الإعلام عن الأعلام

 

ابن فارس (329-395هـ)

هو أحمد بن فارس بن زكرياء  بن محمد بن حبيب، القزويني الرازي المالكي اللغوي، أبو الحسين.

من أئمة اللغة والأدب، أصله من قزوين، وأقام مدة في همذان، ثم انتقل إلى الري وتوفي بها.

قرأ عليه بديع الزمان الهمذاني والصاحب بن عباد وغيرهما من أعيان البيان.

     قال عنه الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: كان رأسا في الأدب، بصيرا بفقه مالك، مناظرا متكلما على طريقة أهل الحق، ومذهبه في النحو على طريقة الكوفيين،  جمع إتقان العلم إلى ظرف أهل الكتابة والشعر. ا هـ.

ومن نظم ابن فارس:

إذا كنت تؤذى بحرّ المصيف           ويبس الخريف وبرد الشتا

ويلهيك حسن زمان الربيع             فأخذك للعلم قل لي متى؟!

من مصنفاته: مقاييس اللغة، والمجمل، والصاحبيّ- في علم العربية- الذي ألّفه للصاحب بن عباد.

 

سحر البيان

قال أبو تمام مادحا المعتصم:

جلا ظلمات الظلم عن وجه أمة

                                       أضاء لها من كوكب الحق آفِلُهْ

بيمن أبي إسحق طالت يد العلا

                                       وقامت قناة الدين واشتد كاهلُهْ

هو اليمّ من أي النواحي أتيته

                                       فلُجّته المعروف والجود ساحلُهْ

تعود بَسْط الكفِّ حتى لوَ انّهُ

                                       ثناها لقبض لم تُجِبْه أنامله

ولو لم يكن في كفه غير روحه

                                       لجاد بها؛ فليتق اللهَ سائله

إمام الهدى وابن الهدى، أيُّ فرحة

                                       تعجّلها فيك القريضُ وقائله

رجاؤك للباغي الغني عاجلُ الغنى

                                       وأول يوم من لقائك آجله

 

 

معجم المعاني

 في أسماء الطعام

 

- الأَقِط: اللبن يجمّد ويؤكل، وقد يخلط بتمر.

- والحَيْس: التمر يخلط بالسمن.

- والحنيذ: اللحم المشوي.

- والمفرّض: اللحم المشوي على الرماد، وإذا غُيِّب في الجمر فهو المملول.

- والدُّقّة: الملح الطيب لأنه يدق مع التوابل.

-  والعَرْق: العظم الذي ليس عليه كثير لحم.

- والمُشاش: العظم الهش الذي يُمص فيخرج دسمه.

 

ما قل ودل

 

- لسان العاقل وراء عقله، وعقل الأحمق وراء لسانه.

- إذا أردت العزة فبالطاعة، وإذا أردت الغنى فبالقناعة.

- إن كان الله معك فمن تخاف، وإن كان عليك فمن يجيرك؟!

- موت الصالح راحة لنفسه، وموت الطالح راحة للناس.

- لا تحقرن أن تتصدق بالقليل؛ فإن الحرمان أقل.

- من زرع «لو» و«ليت»، حصد «لا شيء».

- من كان الحياء ثوبه، لم ير الناس عيبه.

 

من الأوهام الشائعة

- قول بعضهم: فلان يصدح بالحق، يريدون أنه

لا يخشى في قوله لومة لائم.

- والصواب: يصدع- بالعين، لا الحاء- قال تعالى: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} (الحجر: 94)، أما صدح فمعناه: رفع صوته متغنّياً.

 

من طرائفهم

     يحكى أن الحجاج انفرد يوما من عسكره في سواد واسط، فمر ببستاني يسقي ضيعته، فوقف عليه وقال: يا بستاني كيف حالكم مع الحجاج؟ فقال البستاني: لعنه الله، المبيد المبير، الحقود الحسود، وعاء النقمة ومزيل النعمة، سافك الدماء بغير حلها، المفرق بين المرأة وحليلها، جاعل النساء أيامى، والولدان يتامى،  والروح شيئا معدوما، والمال إرث مقسوما، عجل الله منه  بالانتقام، وصرف معرّته ومضرته عن المسلمين

 والإسلام!  فقال الحجاج: أتعرفني؟! قال: لا، قال: فأنا الحجاج!

 فرفع البستاني عصا كانت بيده وقال للحجاج: أتعرفني؟!

 أنا أبو ثور المجنون، وهذا يوم صرعي! وأزبد وأرغى

 وهاج،  وأراد أن يضرب رأسه بالعصا،

 فضحك الحجاج ومضى!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك