رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبوهاشم مغربي 30 أبريل، 2013 0 تعليق

واحة الفرقان

من مشكاة النبوة

     عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قُبلة، فأتى النبي  صلى الله عليه وسلم فأخبره؛ فأنزل الله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات...}، فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟ قال: «لجميع أمتي كلهم».

     وعن صفوان بن محرز المازني قال: بينما أنا أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما آخذا بيده إذ عرض رجل فقال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا أقر بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم. فيعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين».

متفق عليهما.

 

الدر المنثور

     خطب أبو الدرداء  رضي الله عنه فكان مما قال: لو تعلمون ما أعلم لخرجتم إلى الصُّعُدات تجأرون وتبكون على أنفسكم، ولتركتم أموالكم لا حارس لها ولا راجع إليها إلا ما لا بد لكم منه، ولكن يغيب عن قلوبكم ذكر الآخرة وحضرها الأمل؛ فصارت الدنيا أملك بأعمالكم، وصرتم كالذين لا يعلمون؛ فبعضكم شر من البهائم التي لا تدع هواها مخافة مما في عاقبته، ما لكم لا تحابّون ولا تناصحون وأنتم إخوان على دين الله؟! ما فرق بين أهوائكم إلا خبث سرائركم، ولو اجتمعتم على البر لتحاببتم، ما لكم تناصحون في أمر الدنيا ولا تناصحون في أمر الآخرة؟! لو كنتم توقنون بخير الآخرة وشرها كما توقنون بالدنيا لآثرتم طلب الآخرة لأنها أملك لأموركم، فإن قلتم: حب العاجلة غالب، فإنا نراكم تدعون العاجل من الدنيا للآجل منها، تكدّون أنفسكم بالمشقة والاحتراف في طلب أمر لعلكم لا تدركونه، ما لكم تفرحون باليسير من الدنيا تصيبونه وتحزنون على اليسير منها يفوتكم، حتى يتبين ذلك في وجوهكم ويظهر على ألسنتكم، وعامتكم قد تركوا كثيرا من دينهم بما لا يتبين ذلك في وجوهكم، ولا يتغير حالكم؟!

الإعلام عن الأعلام

ابن عقيل (694 - 769هـ):

     هو عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد، القرشي الهاشمي، بهاء الدين، ابن عقيل، من أئمة النحاة، وفقيه الشافعية. من نسل عقيل بن أبي طالب، مولده ووفاته بالقاهرة.

     كان مهيبا، مترفعا عن غشيان الناس، ولا يخلو مجلسه من المترددين إليه، كريما كثير العطاء لتلاميذه، ولي قضاء الديار المصرية مدة قصيرة، ثم تركه لخلاف وقع بينه وبين ابن جماعة.

     برع في علوم كثيرة وصنف التصانيف المفيدة في الفقه والعربية والتفسير، أخذ النحو عن أبي حيان الأندلسي ولازمه اثنتي عشرة سنة، حتى قال فيه أبو حيان: «ما تحت أديم السماء أنحى من ابن عقيل». من أشهر مصنفاته: شرح ألفية ابن مالك، والتعليق الوجيز على الكتاب العزيز، والجامع النفيس (في فقه الشافعية).

سحر البيان

قال السموأل بن عادياء:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

                                           فكل رداء يرتديه جميل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها

                                           فليس إلى حسن الثناء سبيل

تعيّرنا أنا قليل عديدنا

                                           فقلت لها إن الكرام قليل

وما قل من كانت بقاياه مثلنا

                                           شباب تسامى للعلا وكهول

وما ضرنا أنا قليل وجارنا

                                           عزيز وجار الأكثرين ذليل

صفونا فلم نكدر وأخلص سرَّنا

                                           إناثٌ أطابت حملنا وفحول

إذا سيد منا خلا قام  سيد

                                           قؤول بما قال الكرام فعول

معجم المعاني

في الأيام والليالي

- سرار الشهر: آخر ليلة منه؛ لاسترار القمر فيها، أي اختفائه.

- والبراء: مثل السرار؛ لتبرؤ الشمس من القمر.

- والمُحاق: آخر ثلاث ليال من الشهر؛ لامّحاق القمر فيها.

- والنحيرة: آخر يوم من الشهر؛ لأنه ينحر الشهر.

- والهلال: يكون في أول ثلاث ليال، ثم هو قمر إلى آخر الشهر.

- والبدر: لأربع عشرة ليلة؛ وسمي بذلك لامتلائه وكماله، وقيل: لمبادرته الشمس بالطلوع كأنه يُعجلها المغيب.

 

ما قل ودل

 

- قيل: من غلب شهوات نفسه، فذلك الذي يَفْرَق الشيطان من ظله.

- لكل قدَر حكمة، لو علمتها لرأيت المصيبة هي النعمة.

- أشد البلاء مخالفةُ دواعي النفس والطبع والشهوة.

- لا تلم من أفشى لك سرا، وأنت قد ضقت به صدرا.

- المؤمن لا يستقبل النعمة ببطر، ولا يودّعها بجزع.

- حسب الحليم أن الناس أنصاره على الجاهل.

- استح من الله بقدر قربه منك، وخفه بقدر قدرته عليك.

 

من الأوهام الشائعة

- قول بعضهم: سوف لن آتيك غدا، و: إن فلانا لمّا يأتِ بعد.

- والصواب: لن آتيك غدا، و: إن فلانا لمّا يأتِ، أو: لم يأتِ بعد؛ لأن «لن» تفيد نفي الفعل في المستقبل؛ فتغني عن «سوف»، و«لمّا» تفيد نفي الفعل في الماضي مع توقع حدوثه مستقبلا، ومن ثم فإنها تغني عن «بعدُ»، أما «لم» فتنفي وقوع الفعل في الماضي فقط فيصح استعمالها مع «بعد».

 

من طرائفهم

      يروى أن أشعب الطفيلي مر على قوم يأكلون، فقال: السلام عليكم أيها اللئام، فقالوا: لا والله، بل كرام، فقال: اللهم اجعلني كاذبا واجعلهم صادقين. وجلس معهم ليأكل قائلا: ماذا تأكلون؟ قالوا: سمّاً، فقال: العيش بعدكم حرام. وشاركهم طعامهم، فسألوه: أتعرف منا أحدا؟! فأجابهم: أعرف هذا، وأشار إلى الطعام.

ووقف سائل على باب قوم فقال: تصدقوا علي فإني جائع،

فقالوا: إلى الآن لم نخبز، فقال: فكفّاً من طحين،

فقالوا: ليس عندنا طحين، فقال: فشربة ماء، فقالوا:

 إلى الآن لم يأت السقّاء، فقال: فما قعودكم

 هنا؟! قوموا فاشحذوا معي!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك