رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أيمن عثمان 28 مارس، 2018 0 تعليق

واحة الفرقان

 

من مشكاة النبوة

قال صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر هذه الأمة خسف و مسخ و قذف» قيل: يا رسول الله، أنهلك و فينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا ظهر الخبث» رواه الترمذي و صححه الألباني

وقال صلى الله عليه وسلم: «ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف و مسخ؛ وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف» رواه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي و صححه الألباني.

 

 من أسباب النزول

     قوله -تعالى-: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ}( يونس: 2). قال ابن عباس: لما بعث الله -تعالى- محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولا أنكرت عليه الكفار، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشـرًا مثل محمد فأنـزل الله -تعالى- هذه الآية.

قوله -تعالى-: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}(يونس: 15).

     قال مجاهد: نـزلت في مشركي مكة. قال مقاتل: وهم خمسة نفر: عبد الله بن أبي أُمية المخزومي، والوليد بن المغيرة، ومكرز بن حفص، وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري، والعاص بن عامر؛ قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أئت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزّى، وقال الكلبي: نـزلت في المستهزئين، قالوا: يا محمد أئت بقرآن غير هذا فيه ما نسألك.

 

نبي رفعه الله إلى السماء الرابعة

إنه إدريس -عليه السلام- ‏قال الله -تعالى-: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.

     كان  إدريس -عليه السلام‏- أول بني آدم أُعطي النبوة، بعد آدم وشيث -عليهما السلام- وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين، وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي، لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الخط بالرمل فقال: « إنه كان نبي يخط به؛ فمن وافق خطه فذاك». رواه مسلم.

وقوله -تعالى-: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}، هو كما ثبت في (الصحيحين)، في حديث الإسراء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به «أي: بإدريس»، وهو في السماء الرابعة.

     وقد روى ابن جرير، عن يونس، عن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعبًا، وأنا حاضر؛ فقال له: ما قول الله -تعالى- لإدريس: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}؟ فقال كعب: أما إدريس؛ فإن الله أوحى إليه، أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم، لعله من أهل زمانه، فأحب أن يزداد عملًا؛ فأتاه خليل له من الملائكة؛ فقال له: إن الله أوحى إليَّ كذا، وكذا؛ فكلِّمْ ملك الموت حتى أزداد عملًا؛ فحمله بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة، تلقاه ملك الموت منحدرًا؛ فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس؛ فقال: وأين إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري؛ فقال ملك الموت: فالعجب بعثت، وقيل لي: اقبض روح إدريس في السماء الرابعة؛ فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة، وهو في الأرض؟ فقبض روحه هناك؛ فذلك قول الله -عز وجل-: { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.

سحر البيان

مَا طابَ عيشُ الحريصِ قَطُّ ولاَ

 فارَقَهُ التّعسُ مِنْهُ والنّصَبُ

البَغْيُ والحِرْصُ والهَوَى فِتَنٌ

 لم يَنْجُ عنها عُجْمٌ ولا عَربُ

ليَسَ على المَرْءِ في قَناعَتِهِ

 إنْ هيَ صَحّتْ، أذًى ولا نَصبُ

مَن لم يكِنْ بالكَفافِ مُقْتَنِعاً

 لَمْ تكفِهِ الأرْضُ كلُّهَا ذَهَبُ

مَنْ أمكَنَ الشَّكَّ مِنْ عزِيمتِهِ

 لَمْ يَزَلِ الرّأْيُ مِنْهُ يضْطَرِبُ

مَنْ عَرَفَ الدَّهْرُ لمْ يزلْ حذراً

يَحذرُ شِدَّاتِهِ ويرْتقِبُ

مَنْ لَزِمَ الحِقْدَ لم يَزَلْ كَمِداً

تُغرِقُهُ، في بُحُورِها، الكُرَبُ

المَرْءُ مُستَأنِسٌ بمَنْزِلَة

تُقْتَلُ سُكّانُها، وتُستَلَبُ

والمرءُ فِي لهوهِ وباطِلِهِ

والمَوْتُ مِنْهُ فِي الكُلِّ مقتَرِبُ

يا خائفَ الموتِ زالَ عنكَ صِبّاً

والعُجْبُ واللّهْوُ مِنكَ واللّعِبُ

دارُكَ تَنعَى إلَيكَ ساكِنَهَا

 قَصرُكَ تُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ

يا جامِعَ المالِ منذُ كانَ غداً

 يأْتِي عَلَى ما جمعتَهُ الحرَبُ

إيَّاكَ أنْ تأْمَنَ الزَّمَانَ فَمَا زالَ

 عَلَيْنَا الزّمانُ يَنْقَلِبُ

إيَّاكَ والظُّلْمَ إنَّهُ ظُلَمٌ

 إيَّاكَ والظَّنُّ إِنَّهُ كذِبُ

 

 

من طرائفهم

 قيل لأعرابيّ : ما يمنعك أن تغزو؟ فقال: والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي اليه راكضاً؟!

 

ما قل ودل

 قال قتادة: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول»

قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله -تعالى. قال الشافعي -رحمه الله-: «العلم ما نفع، ليس العلم ما حفظ». كان ربيعة يقول: «العلم وسيلة إلى كل فضيلة»

 

 

تراجم الأعلام

 أبو عبد الله سفيان

بن سعيد بن مسروق الثورى

(97 هـ-161 هـ)

فقيه كوفي، وأحد أعلام الزهد عند المسلمين، وإمام

     من أئمة الحديث النبوي، وواحد من تابعي التابعين، وصاحب واحد من المذاهب الإسلامية المندثرة، الذي ظل مذهبه متداولاً حتى القرن السابع الهجري، الذي قال عنه الذهبي: «هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد مصنف كتاب الجامع»، كما قال عنه بشر الحافي: «سفيان في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما».

نشأ سفيان الثوري في الكوفة وتلقّى العلم بها، وسمع من عدد كبير من العلماء، حتى صار إمامًا لأهل الحديث في زمانه،

طلبه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ومن

بعده ابنه المهدي لتولي القضاء، فتهرّب منهما

وأعياهما، حتى غضبا عليه وطاردوه

حتى توفي متخفيًا في البصرة

سنة 161هـ .

 

 

 

 

 

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك