واجبنا تجاه صناعة الأزمات
الأمن أولوية مهمة في جميع الدول؛ لذلك قال -تعالى-: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}؛ فما أن يخيم التوتر على دول المنطقة إلا والقلق ينذر بتداعيات غير مسبوقة للأمن، وتجد أن الخيارات المقترحة صعبة وحرجة جدا؛ فهناك دول تريد للخليج العربي السوء من خلال تقسيم المنطقة، وهناك دول تريد التوسع والهيمنة والدول الخليجية صامدة للحيلولة دون تحقيق مآرب وأغراض تهدد الأمن في عقر دارها.
لذلك لم يعد مقبولا ولا مسموحا تحت أي مسوغ التساهل في ملف الإرهاب وموجات تصاعده وتربص أتباع الأعداء المخربين الطامعين في مقدرات المنطقة وثرواتها وتدخلاتهم السافرة في شؤون دولنا.
وهناك اتفاق لإدارة الأزمة وحلها والالتزام بالبنود وعدم نكث العهود أو التملص من تنفيذها؛ فهذا قرار استراتيجي ولاسيما بعد اكتشاف بعض الخلايا الإرهابية والقبض عليها، فضلا عن دعم خارجي وتهديدات بالغة وواضحة منظمة من أطماع طائفية وتوسعية وطموح لا سقف له، وقيادة إلحاق الأذى والتخريب؛ فلا يمكن أن تضيع البوصلة في ظل الإمساك بخيوط المؤامرة؛ فلا تحتاج إلا إلى إعادة ضبط وتوجيه؛ لتعرف الصديق من العدو؛ لقوله -تعالى-: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
فكل المعطيات خلال أكثر من ثلاثين سنة مضت تبين أن هناك إرهابا وفوضى وإفسادا واقعيا، وتزداد هذه المعطيات وضوحا من خلال القرائن الواضحة المتمثلة في القبض على العصابات المنظمة شهريا، ولولا فضل الله -تبارك وتعالى- الذي هدى الأمن لليقظة والعثور على هذا الكم من الأسلحة وانتشار تلك الخلايا والميليشيات والتمويل لها سياسيا وماليا وإعلاميا لحدثت أمور كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنها: لست بالخب ولا الخب يخدعني.
وأصبحت هناك مطالبات شعبية وتعاون غير مسبوق بين دول المنطقة للوقوف بحزم لاتخاذ إجراءات تناسب الحدث لوقف النهج العدواني ضد دولنا.
والدافع الإيماني وصوت العقل والمنطق يتطلب الصراحة ضد المهاترات العقيمة لسوء الفعل وفداحة الجرم: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}.
فالأمن والتنمية صنوان متلازمان وضرورة ملحة للاستقرار والرخاء ومكافحة الإرهاب بكل أنواعه وهما يمثلان تحديا وخيارا للتكامل المشترك ومقومات جامعة ومصير واحد.
فالأمر يستدعي موقفا مسؤولا ضد كل من ثبتت عليه التهم بالدليل القاطع والبرهان الساطع، وتتقاطع معها متطلبات الأمن وأحلام الطموح الجامح؛ فلا نقبل بعيش الخونة المتواطئين مع الأعداء بيننا، كما حدث في عهد النبوة عندما ثبت أن أهل النفاق تعاونوا مع اليهود؛ فكان الطرد والحذر والموقف الصلب في التعامل.
والمطلوب توحيد الكلمة ورص الصفوف وتحديد الهوية؛ ليكون ذلك سدا منيعا في وجه الأعداء.
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطئنا وسائر بلاد المسلمين، ووفق ولي أمرنا لما فيه الخير والصلاح للعباد ولحاضر البلاد ومستقبلها، وارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير.
لاتوجد تعليقات