رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الخريف 1 أبريل، 2014 0 تعليق

(هو شي منه) يتخلى عن مبادئه ويأكل (الهمبرجر)

     شيوعي خاض حروبًا متواصلة؛ أولا ضد الاستعمار الفرنسي لبلاده عام 1917، ومن ثم الاستعمار الياباني عام 1940 وأخيرا الاحتلال الأميركي حتى وفاته عام 1969 هذا هو (العم اللطيف) كما يسميه أتباعه، (هو شي منه) (1890-1969)، الزعيم الفيتنامي الشهير، ومؤسس الدولة الفيتنامية الشمالية ورئيس وزرائها(1945 -1955)، ثم رئيسها الأول (1945 -1969)، وقد ظل رفاقه يقاتلون حتى حرروا عاصمة فيتنام الجنوبية (سايغون) وأطلقوا عليها اسم زعيمهم (هو شي منه) في 30/4/1975، كان يخوض حربا شعواء ضد كل ما هو رأسمالي غربي وبمساعدة مكثفة من الصين وروسيا؛ فكانت أشياء مثل شراب الكولا ووجبة (الهمبورجر) وموسيقى (الروك) الصاخبة محرمات لا يمكن أن تخترق الستار الحديدي للشيوعية.

     وبعد اندحار الأمريكان وخروجهم من فيتنام ظن الجميع ألا عودة للرأسمالية، وبعد 40 سنة افتتح (هنري نوين) صهر رئيس الوزراء (نكوين تان دونك) Nguyn Tn Dũng، الذي فر من بلاده وعمل في مطاعم (الهمبورجر) في أمريكا افتتح في العاصمة الفيتنامية فرعها الأول، لقد سقطت المبادىء الشيوعية أمام (الهمبورجر) الرأسمالي هكذا بكل سهولة!! وظهر للجميع أن المبادىء تتنحى جانبا عند الماديين والليبراليين والشيوعيين والاشتراكيين بهذه السهولة وأكثر!

     فيتنام ظلت تحت الهيمنة الفرنسية قرابة 100 عام واليابانية 5 أعوام الأمريكية 10 أعوام، ولم تفق إلا قبل 40 عاما بعد أن قتل أكثر من 4 ملايين نفس، وجرح أكثر من 4 ملايين، وشرد أكثر من 20مليون لاجيء، رغم كل هذا الصراع وهذه الحروب المتوالية، والقتلى والجرحى والتدمير إلا أن فيتنام خضعت للنظام الرأسمالي دون حروب؛ وها هي ذي تدخل (الهمبروجر) عاصمتها (هوشي)منه من خلال افتتاح مطعم (ماكدونالد) الشهير في هذا فبراير الماضي.

     هذه الخطوة الجريئة لم تأت من فراغ؛ فقد أدركت فيتنام هشاشة النظام الاقتصادي الشيوعي فتخلت عنه عام 1986، ودعت إلى الإصلاح الاقتصادي من خلال فتح الاقتصاد وتحولت من المركزية إلى نظام سوق واحد وموجه، لتحقيق التوازن في الميزانية وتشجيع الصادرات، فعمدت إلى تصدير أكثر من طن من الأرز سنويا وخفض معدل التضخم فتحسنت مستويات المعيشة، وتعززت الديمقراطية، وتخلصت من الحصار والعزلة، وفي 1991 أكد الكونغرس عزمه على مواصلة عملية التجديد والتغلب على الصعوبات والتحديات، والحفاظ على استقرار الوضع السياسي ودحر الظلم والأنشطة السلبية، وأقر أيضا السياسة الخارجية للتعددية والتنوع.

ومع عملية التجديد، تم تحقيق نتائج كبيرة، وبلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة عام 2000 نحو 36 مليار دولار، وصنفت فيتنام ضمن الأسواق الناشئة التي تتميز باقتصاد ديناميكي ومتنوع. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك