همسة تصحيحية د. بســـام الشـطـي إقصاء الإسلام عن الحراك السياسي
الإسلام منهج حياة يسعدالبشر ويحل مشكلاتهم ويتعايش معهم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم دون تعصب ولا اتباع الهوى، ولا يؤصل فيهم حب الذات، بل دعو إلى التعارف وتبادل المنافع والمصالح بين الدول، ولا يرى فضلا لأحد على الآخر إلا بالتقوى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير}. والإسلام يدعو إلى منهج الحوار بالبيان والحكمة والجدال بالتي هي أحسن، والتفاعل مع الحضارات بإيجابية والاستفادة من الصلات والروابط، والذي يحكم سلامة هذه القواعد هو ما أنزل الله تبارك وتعالى: {وإن أُحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم وإحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فأعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون}. فالمسلمون حينما يعرضون مبادئ الإسلام وتعاليمه على الناس تحكمهم قيم وآداب لا ينبغي تجاوزها ومخالفتها، ولابد من الالتزام بالعدل والإنصاف، ويؤكد على عدم بخس الناس أشياءهم وعدم تحقير كدحهم وجهدهم: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون}. فالإسلام يدعو الإسهامات الإيجابية في معترك التدافع البشري لإقامة نظام عادل ينهي حالة القلق والذعر التي تحيق بالبشرية وتصرف أسباب الفساد عن الأرض ويضع حدا لتدهور العلاقات في أكثر من موقع، ويزيل عوامل الاضطراب والصراع السياسي والاقتصادي بين الأمم، ويقيم موازين القسط للتعايش، ويرتقي بمنهج التبادل والتكامل الثقافي بما يحقق للناس تطلعاتهم لحياة آمنة مطمئنة تنعم بالأمن والاستقرار والعدل. الأهم من ذلك هو الابتعاد عن الفساد بكل صوره: {الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون}. فللأسف فأن هناك من يحاول جاهدا إقصاء الإسلام عن كل جوانب الحياة، فكم مر من القرون لم يجعلوا ميزانا للإسلام في الاقصاد، وها هم أولاء يعودون للإسلام في كل صور والمعاملات المالية أثبت صدارته وتنافسه وإقبال الناس وثقتهم والجوانب الطيبة حتى عاد الناس ووثقوا به وأصبح الطب البديل يثبت جدارته. والجوانب السياسية، فقدم الملتزم صورة طيبة عن جملة اقتراحات وتشريعات نافعة ورقابة صارمة وإنكار للمنكر وأمر بالمعروف ونال ثقة الآخرين بهم. والجوانب التعليمة فقد أصبح المعلم الملتزم أكثر إخلاصا وورعا وتقوى وعطاءٍ وإنتاجية وابتكارا. وأما في النواحي الاجتماعية فقد قدم الملتزمون في الإصلاح الأسري نماذج رائعة ومعدلات مرتفعة في إصلاح ذات البين وسقف عال في هذا الشأن حتى في علاج المدمنيين من خلال نظريات إيمانية عملية، مما قلل نسبة الجرائم والعودة إليها من خلال هذا المفهوم المتميز وأصبحت السجون والمؤسسات العقابية تفضل الواعظ الملتزم عن غيره، لأنه مؤثر تأثيرا إيجابيا. فالإسلام منهج تربية وأخلاق وتصحيح للمسارات البشرية، فمن أخذه عاش في سعادة وتوفيق في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلماذا هذه المحاولات الكثيرة عن طريق الإعلام لإقصاء الشريعة ووصمها أنها لا تصلح لهذا الزمان رغم أن الأمة الإسلامية جربت كل شيء من اشتراكية وقومية وعلمانية ورأسمالية ولم تجرب الإسلام لترى النور والهداية والاستقرار.
لاتوجد تعليقات