رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 18 مايو، 2015 0 تعليق

هل يلتزم الحوثيون وحليفهم الهدنة أم يحاولون الاستمرار في الخداع؟

تاريح صالح وجماعة الحوثي يثبت أنه لا يمكن الحديث عن دولة جديدة ما لم يتم التخلص منهم

هدف الانقلابيين وحلفائهم هو تدمير كل شيء جميل في اليمن؛ ولذلك تمثل الهدنة رسالة إحراج لهم

بعد شهر ونصف من بدء عاصفة الحزم أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام، ورغم التعنت الذي أبداه الحوثيون في بداية الأمر إلا أنهم أعلنوا بقبولهم لهذه الهدنة، ودخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ وسط مخاوف من تقويضها من قبل الحوثيين وحليفهم صالح بسبب خروقاتهم غير المسوغة واستمرارهم في مهاجمة المدن اليمنية.

     ورغم أن غارات التحالف استهدفت في الأيام الأخيرة التي سبقت الهدنة مخازن أسلحة ومؤن للحوثيين في التلال المحيطة بالعاصمة اليمنية صنعاء، وبعض المدن الأخرى التي وصفت أنها كانت الأعنف منذ بدء التحالف هجماته الجوية، ومن المنتظر أن تستمر الهدنة الإنسانية بشرط التزام الحوثيين، ومع إعلانهم لموافقة الهدنة إلا أن خروقاتهم استمرت حتى بعد سريان الهدنة بساعات، وفي السياق نفسه أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريحات له عن أمله في نجاح الهدنة في اليمن، مشيرا إلى أن نجاحها يعتمد على التزام الحوثيين بها.

-الجامعة العربية ترحب

     ومن جانبها أعربت الجامعة العربية عن أملها في أن تتجاوب جميع الأطراف اليمنية مع مبادرة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، لاستئناف الحوار الذي يعد ضرورة وأولوية لحل الأزمة، وقال نائب الأمين العام للجامعة، السفير أحمد بن حلي، في تصريحات صحافية له قبل يوم من دخول الهدنة حيز التنفيذ: إن الجامعة ترحب بالهدنة الإنسانية التي اقترحتها المملكة العربية السعودية في اليمن لمدة 5 أيام، وأشار بن حلي إلى أن هناك أهمية لتمكين الشعب اليمني للخروج من هذه الحالة الخطيرة التي تسببت فيها جماعة لم تحترم الشرعية الدستورية، ولم تحترم الحوار الوطني وبنوده والاتفاقيات التي كانت تتم بين الفرقاء والقوى السياسية اليمنية، كما طالب الأطراف المعنية الالتزام بالهدنة للتخفيف من المعاناة الإنسانية، مشدداً على أهمية تمكين الجهات والمؤسسات لتقديم العون والمساعدة لليمنيين، وقال نائب الأمين العام للجامعة: إن هناك أوضاعاً صعبة جداً تتطلب ضرورة أن تترسخ الهدنة، وتتبعها عودة الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار انطلاقاً من نتائج ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.

-المليشيات الانقلابية والهدنة

وفي حديث ذو صلة حذر محللون يمنيون من عدم التزام جماعة الحوثي وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح بأي هدنة، وأكدوا أنهم سيستخدمونها في نهب مواد الإغاثة وتوزيعها على أنصارهم وإعادة تمركز قواتهما والتقدم ميدانيا.

ورأى رئيس مركز منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب أن «جهود الإغاثة الإنسانية في اليمن تحتاج إلى منظومة محايدة تكون قادرة على توزيع الإغاثة على اليمنيين المتضررين من حرب صالح والحوثيين»، واستغرب أن تسلم الإغاثة للحوثيين المنقلبين على الشرعية.

     وقال غلاب: «إذا قدّم الحوثيون والمخلوع صالح تنازلا في وقف إطلاق النار فإنهما سيركزان على الاستيلاء على مواد الإغاثة والتعامل معها باتجاهين، توزيع جزء منها على أنصارهما، وتحويل ما يوزعونه إلى دعاية وكسب تعاطف من يمنحونه هذه الإغاثة»، وأكد غلاب أن «الانقلابيين الحوثيين وصالح لا يريدون أي هدنة، فالحرب غاية بالنسبة لهم، وتعذيب الناس وتجويعهم هدف لهم، ولا يهمهم الإضرار بالشعب اليمني أو قتله بآلتهم العسكرية المدمرة».

-الهدنة ضرورة إنسانية

ومن جانبه عد المحلل السياسي صادق الروحاني أن «الهدنة ضرورة إنسانية، وهي تمثل رسالة إحراج للحوثيين وحليفهم صالح، مفادها أن السعودية ودول التحالف العربي تجنح للسلم، بينما الحركة الحوثية الانقلابية تجنح للإرهاب إن لم توافق على الهدنة».

     وفي السياق نفسه يقول الكاتب اليمني وسيم القرشي: ما لم تكن تلك الهدنة هي أيضا فرصة لهما لدعم مجهودهما الحربي من المساعدات على حساب اليمنيين، وسيكون بوسع الحوثي نقضها في الوقت الذي يريده كما يشهد بذلك تاريخه، ويضيف أيضا: لا يقتصر الدمار الذي تخلفه حروب صالح والحوثي على المدنيين والرافضين لهما، فأتباعهما أكبر ضحاياها باعتبار أن الحرب في اليمن -وإن طالت- محسومة النتائج لصالح شرعية يقف خلفها شعب مقاوم ودول شقيقة تشارك اليمنيين آلامهم ومجتمع دولي يعترف بهذه الشرعية ويدعم الحرب ضد الانقلاب، في مواجهة رئيس مخلوع لفظه شعبه، وجماعة طائفية تفتقد لأبسط عوامل البقاء سوى استخدام القوة، وهوالعامل المتغير ببساطه.

     ويقول القرشي أيضا: تاريخ صالح وجماعة الحوثي يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن الحديث عن دولة جديدة ما لم يتم التخلص نهائيا من تأثير صالح وأبنائه ونفوذهم في داخل اليمن وخارجه، وأن جماعة الحوثي لن تكون طرفا شريكا في الحياة اليمنية ما لم تكسر عسكريا وتسلم كل سلاحها لسلطة الدولة.

ويختم القرشي بقوله: لا أحد يرغب في الحرب، لكن الحرب أحيانا تصنع سلاما، كما أن في القصاص حياة؛ ولذا لا يجب تأجيل المشكلة بالقبول بحل سياسي دون القضاء على أسباب هذه المشكلة، كما لا يمكن تجاهل الوضع الإنساني أو المخاطر اللاحقة المحتملة.

     ومن هذا المنطلق فإنه  يكاد أن يجمع المحللون اليمنيون على عدم التزام الحوثي وحليفهم صالح للهدنة الإنسانية ولا لأي تعهدات؛ بل سيستمرون في مماطلتهم، كما أنهم يتلذذون بتجويع الشعب اليمني وتعذيبه؛ حيث إن هدفهم الرئيس هو تدمير كل شيء جميل في اليمن بينما يمثلون دور الضحية والمدافع عن الوطن من الأعداء مع أنهم تسببوا بخراب الوطن وتدمير مقدراته من أجل مغامرات شخصية وعمالة إقليمية.

المبعوث الأممي: لن تحل إلا بالحوار

ومع أن المليشيات الحوثية الرافضة لشرعية الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي ما تزال تتمسك بشرعية الانقلاب إلا أن مبعوث الأمم المتحدة الجديد إسماعيل ولد الشيخ يتوقع أن تعود الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار للوصول إلى الحل.

     وأوضح ولد الشيخ في تصريح له بعد وصوله إلى صنعاء في زيارة لليمن تستغرق أيام عدة أن الزيارة ستبحث موضوع الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها، فضلا عن بحث جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي، مؤكدا أن الهدنة يجب أن تكون غير مشروطة لتتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات لكل اليمنيين في كل المناطق اليمنية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب مشيرا إلى أن هناك فريقاً من المنظمات الإنسانية كاليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى، وقال ولد الشيخ: «إننا مقتنعون أنه ليس هناك حلا للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنيا».

-وقف سيل الدم

     وأشار المبعوث الدولي إلى أن لقاءاته السابقة شملت الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح، ومسؤولين في مجلس التعاون الخليجي، ونائب وزير الخارجية الإيراني، أكدت أن هناك رغبة من الجميع في إيجاد حل يوقف سيل الدم اليمني، ويعيد الهدوء والاستقرار إليه، معدًّا أنه لا بديل عن الحل السياسي المبني على المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها، ومخرجات الحوار اليمني، مشددا على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي، التي يجب أن تظل حاضرة على طاولة أي حوار سياسي.

- تحذير من تسييس المساعدات

     حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس من “تسييس المساعدات الإنسانية إلى اليمن”، وقالت آموس في بيان لها: “نظرا للدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة في تنسيق أنشطة الإغاثة في حالات الطوارئ بطريقة نزيهة ومحايدة؛ فإنني أرجو أن يتم توجيه المساعدة الإنسانية إلى اليمن عبر الأمم المتحدة وقنوات المنظمة الإنسانية الدولية القائمة، ومن الضروري عدم تسييس تقديم المساعدات”.

     وفي السياق نفسه طالبت الولايات المتحدة إيران بتغيير مسار سفينة تنقل مساعدات إنسانية إلى اليمن لتتوجه إلى جيبوتي؛ حيث تشرف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع اليمني، محذرة إياها من القيام بأي عمل «استفزازي»، وقال المتحدث باسم البنتاغون العقيد ستيف وارن: إنه «إذا حرّك الإيرانيون السفينة إلى ميناء في جيبوتي عبر قنوات الأمم المتحدة فسيكونون قد فعلوا الشيء الصحيح، و«غير ذلك لن يكون صحيحا».

     وأوضح وارن أن أتباع هذا السبيل «سيسمح بتوزيع المساعدات توزيعا وافٍيا وسريعاً على المحتاجين إليها في اليمن»، مشيرا إلى أن واشنطن مطلعة على «إعلان الإيرانيين التخطيط لمرافقة سفن حربية إيرانية لبواخرهم»، وعدَّ المصدر ذاته أن هذه الخطوة «لن تكون ذات جدوى، في الحقيقة فإنها ستهدد وقف إطلاق النار الذي تم تنفيذه بشق الأنفس».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك