رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 7 يوليو، 2015 0 تعليق

هكذا كفل الإسلام حق اللجوء

     60 مليون لاجئ هم حصيلة الحروب في العالم، وهم من أقطار شتى ولكن معظمهم من الدول العربية والإسلامية. فسوريا فقط تضم ما يقارب (10ملايين) بين لاجئ ونازح ، وفلسطين (5 ملايين)، وأفغانستان (مليونين ونصف)، والعراق (مليون ونصف)، وبورما( نصف مليون)، والصومال ( مليون لاجئ)،  واليمن وليبيا كذلك الأعداد فيها تتزايد وكذلك الدول الإفريقية، فكل يوم نسمع عن معاناة القوارب التي تطلب اللجوء إلى أوروبا وعلى متنها المئات في وضع مأساوي للغاية، هذه الدول وغيرها تعد دولا تمثل ثقلا في أعداد اللاجئين والمهجرين فرارا من الظروف السياسية السيئة أو الطائفية أو الحروب التي تؤدي عادة الى نوع من الاضطهاد أو التعرض لمضايقات من أي نوع. فضلا أن الدول المستقبلة للاجئين هي أيضا دول عربية وإسلامية كتركيا والأردن ولبنان وباكستان والمغرب رغم أن هذا العدد يعد عددا غير مسبوق؛ مما يستدعي دعوة الدول الغنية إلى تقديم المساعدات اللازمة لتخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين ولاسيما الأطفال، إلا أن العبء الأكبر يقع على الدول الإسلامية الغنية في تقديم العون وإيجاد حل لمشكلة ازدياد أعداد اللاجئين، لاسيما وأن ديننا الإسلامي حث على إغاثة الملهوفين ونجدة المحتاجين ومساعدة الفقراء والمساكين.

     لذا لا غرابة أن سبق الإسلام القوانين الدولية في إقرار حق اللجوء بنص الآية 6 من سورة التوبة في قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ}(التوبة: 6)، ومفهوم الآية يؤكد على حق اللجوء وعدم رد المستجير طلبا في «إعطاء الأمن لملهوف فار إلى دار الإسلام من اضطهاد وظلم أو وضع سيئ يمكن أن يتعرض له».

     كما رتبت الآية (9) من سورة الحشر القواعد الأساسية بخصوص الحق في اللجوء وكيفية استقبال اللاجئين أو معاملتهم، قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الحشر: 9)، فشعار المحبة والإحسان والإيثار هي القيم التي يستقبل فيها طالب اللجوء حتى وإن كان من يقدم عليهم هم في ضيق وحاجة وقلة موارد وندرة أموال، ويصبح اللاجئ جزءا من المجتمع القادم إليه.

     ولقد وضع الإسلام مبادئ لحق اللجوء منها: مبدأ عدم الإبعاد، فلا يجوز إرجاع اللاجئ إلى مكان يخشى عليه القتل أو التعذيب، أو المعاملة المهينة أو الإضرار به معنويا أو ماديا. انطلاقا من حفظ النفس البريئة، فضلا عن المسلمة. وكذلك مبدأ عدم جواز فرض عقوبات على اللاجئ الذي يعيش بطريقة غير مشروعة ، بل له الأمان وله جميع الحقوق المشروعة . وكذلك مبدأ عدم التمييز؛ فالإسلام يحمي حقوق الإنسان بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو الثروة، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا}(النساء: 1).

لذلك نص الإعلان الإسلامي العالمي لحقوق الإنسان (1981) على أن: «لكل شخص مضطهد أو مظلوم الحق في طلب الملاذ والملجأ، وهذا الحق مضمون لكل كائن إنساني بغض النظر عن العرق، أو الدين، أو اللون، أو النوع».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك