رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: د. سلمى هاني 4 أكتوبر، 2016 0 تعليق

هشاشة العظام… الأسباب والوقاية

تمثل النساء نحو 80% من المصابين بهشاشة العظام وهو السبب الرئيس في حدوث كسور في حوالي نصف النساء بعد سن الـ50 عاما

تكمن خطورة المرض في أنه ليس له أعراض واضحة ويسبب ضعفا تدريجيا في العظام يؤدي إلى سهولة كسرها

 

مرض هشاشة العظام هو ضعف العظام إلى درجة تصبح فيها هشة، وإلى درجة أن القيام بأعمال بسيطة جدا تحتاج إلى أقل قدر من الضغط، كالانحناء إلى الأمام أو رفع مكنسة كهربائية أو حتى السعال، قد يسبب كسورا في العظام، ويعود سبب ضعف العظام في معظم الحالات، إلى النقص في مستوى الكالسيوم والفسفور، أو النقص في معادن أخرى في العظام، وبالرغم من الاعتقاد السائد بأن هذا المرض يصيب السيدات أساسًا، إلا أن هشاشة العظام قد تصيب الرجال أيضا.

     وتكمن خطورة المرض في أنه ليس له أعراض واضحة، ويسبب ضعفا تدريجيا في العظام يؤدى إلى سهولة كسرها، وتمثل النساء نحو 80% من المصابين به، وهو السبب الرئيس في حدوث كسور في حوالي نصف النساء بعد سن الـ50 عاما، وقد تنشأ بسبب قلة الكتلة العظمية لدى النساء مقارنة بالرجال في المرحلة العمرية نفسها، فضلا عن دور هرمونات الأنوثة والدخول المبكر في سن اليأس.

أعراض هشاشة العظام

     تتسم المراحل المبكرة من ضعف الكتلة العظمية (Bone mass)، بأنها تخلو عادة من الآلام أو أي أعراض أخرى، لكن منذ لحظة ظهور ضعف أو ضمور في العظام من جراء الإصابة بمرض هشاشة العظام، قد تبدأ بعض أعراض هشاشة العظام بالظهور، من بينها:

- آلام في الظهر، وقد تكون آلاماً حادة في حال حصول شرخ أو انهيار في الفقرات.

- فقدان الوزن مع الوقت، مع انحناء القامة.

- حدوث كسور في الفقرات، في مفاصل كفي اليدين، في حوض الفخذين أو في عظام أخرى.

أسباب خطر هشاشة العظام

     تتعلق متانة العظام بحجمها وبكثافتها. أما كثافة العظام فتتعلق بمستويات الكالسيوم والفسفور في الجسم، فضلا عن المعادن الأخرى التي تدخل في تكوين العظام. عندما تحتوي العظام على كمية من المعادن اقل من المطلوب، وإنها تفقد قوتها ثم تفقد -في منتهى الأمر- قدرة الدعم الداخلية الخاصة بها.

     ولم يتوصل العلماء بعد لفهم تام لمجمل الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، لكن هذه العملية تتعلق بكيفية بناء العظام. فالعظم يتبدل باستمرار؛ إذ تنشأ أنسجة عظمية جديدة، وتتحلل (تتفكك) أنسجة قديمة. وتعرف هذه العملية بعملية تجدد، أو إعادة بناء النسيج العظمي، أو تبدل نسيجة.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمرض

هنالك عوامل عدة قد تزيد من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام، من بينها:

- الجنس: حيث تبلغ نسبة الكسور الناجمة عن داء هشاشة العظام لدى السيدات ضعفي نسبتها لدى الرجال.

- السن: كلما ازداد عمر الإنسان ازداد معه احتمال الإصابة بمرض هشاشة العظام؛ إذ تضعف العظام مع زيادة العمر.

- التاريخ العائلي: يعد مرض هشاشة العظام من الأمراض الوراثية، ولاسيما إذا كان التاريخ المرضي للعائلة يشمل حالات من كسور العظام.

- بنية الهيكل العظمي (Skeleton): يزيد احتمال الإصابة بداء هشاشة العظام لدى الرجال والسيدات ذوي بنية الجسم الدقيقة أو صغار الحجم بشكل خاص؛ وذلك لأن الكتلة العظمية في أجسامهم صغيرة، منذ البداية.

- استهلاك التبغ: ليس من الواضح، بعد، الدور الذي يؤديه التبغ في نشوء هشاشة العظام، إلا أن الباحثين يجمعون على أن التبغ يؤدي إلى إضعاف العظام.

- انقطاع الطمث: وكلما كان ظهور الدورة الشهرية لدى المرأة مبكرًا أكثر ازداد خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام.

 -اضطرابات الأكل: يعد الرجال والسيدات الذين يعانون اضطرابات الأكل، كاضطراب فقد الشهية العصابي (القهم العصابي - Anorexia nervosa) أو اضطراب النهام العصابي (Bulimia nervosa)، ضمن مجموعة الخطر للإصابة في هشاشة العظام، وذلك نظرا لضمور الكتلة العظمية في منطقة أسفل الظهر والحوض.

- هرمون الغدة الدرقية: الكمية الزائدة من الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية (Thyroid)، قد تؤدي هي أيضا إلى فقدان الكتلة العظمية، أو نتيجة لتلقي علاجات تحتوي على الهرمون الذي تفرزه هذه الغدة لمعالجة حالات قصور الدرقية (Hypothyroidism).

- سرطان الثدي (Breast cancer): بعد انقطاع الطمث، تعد النساء المصابات بسرطان الثدي في دائرة الخطر؛ إذ يزداد احتمال الإصابة بمرض هشاشة العظام، ولاسيما عند تلقيهن العلاجات الكيميائية.

- نقص استهلاك الكالسيوم: يعد نقص استهلاك الكالسيوم الذي يستمر طوال العمر من العوامل الرئيسة التي تساهم في نشوء هشاشة العظام؛ وذلك لأن نقص استهلاك الكالسيوم يؤدي إلى تدني كثافة العظام، وفقدان الكتلة العظمية في سن صغيرة، نسبيا، وزيادة خطر الإصابة بالكسور.

- أسلوب الحياة الخالي من النشاط البدني: للنشاط البدني -على امتداد العمر- أهمية كبيرة جدًا؛ إذ بالإمكان زيادة الكتلة العظيمة في الجسم بواسطة النشاط البدني في كل المراحل العمرية.

- فرط استهلاك المشروبات الغازية: المعروف أن الكافيين قد يؤدي إلى اضطراب في امتصاص الكالسيوم، فضلا عن أن تأثيراته المدرة للبول قد تساهم في زيادة فقدان الجسم للمعادن، وإضافة إلى ذلك، فإن حمض الفسفوريك (Phosphoric acid)، الذي يحتوي عليه مشروب الصودا قد يساهم في فقدان الكتلة العظمية عبر تغيير توازن حمضية الدم.

- الاكتئاب (Depression): تظهر لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الحاد مستويات مرتفعة جدا من فقد الكتلة العظمية.

العوامل التي تساهم في تحسين صحة العظام:

هنالك ثلاثة عوامل حيوية تساهم في تحسين صحة العظام على امتداد سني العمر:

- ممارسة النشاط البدني المنتظم.

- استهلاك كميات كافية من الكالسيوم.

- استهلاك كميات كافية من فيتامين (د)، الذي يعد ضروريا لتحفيز امتصاص الكالسيوم في الجسم.

التشخيص والعلاج

     هناك العديد من الأساليب الحديثة لتشخيص هشاشة العظام، منها ما يتم عن طريق استخدام الأشعة السينية مثل جهاز الـ دكسا (DXA)، وهو أكثر الأجهزة استخداما وأكثرها دقة، ويُعد فحصا مأمونا وخاليا من الألم تماما، كما توجد أجهزة أخرى تستخدم الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) فضلا عن الفحوصات المختبرية التي يمكن أيضا استخدامها في التشخيص.

كيف تعالج هشاشة العظام؟

يتوافر الآن العديد من العلاجات لمرض هشاشة العظام نذكر منها على سبيل المثال:

- الإمداد اليومي بالكاليسيوم (1200 ملغم) وفيتامين دي (500 وحدة دولية) ولكن في معظم الأحيان لا يكفي ذلك وولاسيما فى حالة الإصابة بالمرض؛ إذ يصبح العلاج الدوائي ضرورة ملحة.

- العلاج التعويضى بالهرمونات ولاسيما (الأستروجين)، وقد ذكر العالم (روسو) وآخرين (Rossouw JE et al. JAMA, 2002) في دراسة أجريت على مرضى هشاشة العظام، أن العلاج بالهرمونات قد أظهر فعالية فى تقليل كسور الفقرات ومفصل الورك. إلا أن الدراسة أوقفت قبل اكتمالها بسبب زيادة حدوث سرطانات الثدي وجلطات الشرايين التاجية والسكتة الدماغية.

- العلاج بـ(معدلات مستقبلات الأستروجين الانتقائية) أو (SERMS) مثل عقار الرالوكسيفين (Raloxifene). قد ذكر العالم (اتينجر) وآخرون (أن هذا العلاج قد أظهر نتائج جيدة فى تقليل كسور الفقرات، إلى جانب تقليل أخطار حدوث سرطان الثدي وحماية القلب والشرايين، إلا أنه سبب زيادة في تكونّ جلطات الأوردة العميقة وجلطات أوردة الرئتين وشبكية العين.

الوقاية من هشاشة العظام

قد تساهم بعض النصائح المدرجة هنا في تحسين الوقاية من فقدان الكلتة العظمية:

- المواظبة على ممارسة النشاط الجسدي.

- اضافة منتجات الصويا إلى قائمة الغذاء اليومية.

- الامتناع عن التدخين.

- فحص إمكانيات تلقي علاجات هرمونية.

- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.

- التقليل من استهلاك الكافايين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك