رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 25 يوليو، 2016 0 تعليق

هجوم (نيس) الإرهابي والإصرار على اتهام الإسلام بالإرهاب

في مساء يوم 14  يوليو 2016 وقع هجوم بمركبة في (نيس)، فرنسا عندما قام رجل بقيادة شاحنة بضائع عمداً باتجاه حشد من الناس كانوا يحتفلون بيوم (الباستيل) في متنزه الإنجليز، وقد أسفر الهجوم عن مقتل 84 شخصاً، بينما قتلت الشرطة المهاجم. منفذ العملية هو محمد لحويج بوهلال، وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن الحادث فيما بعد.

     وكالعادة في مثل هذه الحوادث صب الغرب جام غضبه على الإسلام وتعاليمه، على الرغم من أن كل الوقائع والتحقيقات تشير إلى أن منفذ هجوم (نيس) الفرنسية، ووفقا لمعارفه والمقربين منه كان يتعاطى الخمر وله سوابق في الإجرام والسرقة، إلا أن هذا الأمر لم يمنع تنظيم (داعش) من تبني الهجوم.

     وكانت التحريات قد أثبتت بعد تحديد هوية منفذ الهجوم بالشاحنة، وهو التونسي المقيم في فرنسا محمد الحويج بوهلال، أن له سوابق إجرامية، وأكد النائب العام الفرنسي (فرانسوا مولاينس)، في مؤتمر صحفي أن “منفذ الهجوم، كان قد حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر هذا العام».

     وقال: إن «القضاء الفرنسي حكم على بوهلال بالسجن ستة أشهر جراء مشاركته في شجار نتيجة حادث سيارة»، مؤكدا أن «له سوابق ما بين عامي 2010-2016 تتعلق بالسرقة والتهديد والعنف، إلا أنه لم يكن ملاحقاً من قبل المخابرات الفرنسية، ولم يكن اسمه مدرجاً في قائمة المشتبه بصلتهم بالإرهاب في البلاد».

وبعد الحادثة بفترة وجيزة، وقبل وضوح تفاصيل منفذ الهجوم الدموي وهويته، خرج الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند) مباشرة بعد الحادث، ليقول: «إن فرنسا مهددة من قبل الإرهاب الإسلامي».

     ولم تقدم السلطات الفرنسية دليلا على أن التونسي البالغ من العمر 31 عاما محمد لحويج بوهلال، الذي قتلته الشرطة بالرصاص، له أي صلة بتنظيم (داعش)، إلا أن (فالس) قال إنه ليس هناك شك في دوافع المهاجم، ما يناقض الحقائق التي أدلى بها القضاء الفرنسي، وكذلك ما صرح به أقرباء منفذ الهجوم الذين نفوا أن تكون للأخير أي ميول دينية.

     وفي الوقت الذي لم يتبق فيه على الانتخابات الفرنسية الرئاسية والبرلمانية سوى أقل من عام، يصعد ساسة المعارضة الفرنسية، لتوظيف هجوم (نيس)، من أجل الضغط وتوجيه التهم للسلطات فيما وصفوه بـ(قصور أمني) أتاح للشاحنة السير لمسافة كيلومترين عبر حشود ضخمة قبل وقفها في نهاية الأمر.

الكويت تدين الحدث

من جهتها أدانت الكويت بشدة حادث الدهس الإجرامي البشع، الذي استهدف حشداً من الأبرياء تجمعوا لمشاهدة فعاليات الاحتفالات لمناسبة اليوم الوطني للجمهورية الفرنسية في مدينة نيس، وأوقع عشرات القتلى والجرحى من الأبرياء.

     وبعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، برقية تعزية ومواساة إلى رئيس الجمورية الفرنسية الصديقة (فرانسوا هولاند)، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا عملية الدهس الإرهابية، راجياً سموه للضحايا الرحمة وللمصابين سرعة الشفاء والعافية ولذوي الضحايا جميل الصبر، مؤكدا سموه استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي الإجرامي الذي يتنافى مع الشرائع السماوية والقيم الإنسانية كافة، ووقوف دولة الكويت مع الجمهورية الفرنسية وشعبها الصديق، وتأييدها ودعمها لكافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها، وللتصدي لهذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها، كما أكد سموه وقوف دولة الكويت مع المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب بكافة أنواعه.

أعمال إجرامية مرفوضة

     كما أدان وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والأمين العام للجنة تعزيز الوسطية م.فريد عمادي الهجوم الإرهابي الدامي الذي وقع في مدينة (نيس) الفرنسية، وعبر عن أن هذه الأعمال الإجرامية مرفوضة من كل ذي فطرة سوية؛ لأنه اعتداء غاشم على دماء بريئة يطال الإنسانية جمعاء، وأكد عمادي أن دين الإسلام بشريعته السمحة أكثر من راع للحقوق الآدمية، وحافظ على الدماء المعصومة، ورفض الإرهاب، أيا كانت دوافعه؛ لأنه دين تسامح ومحبة وألفة، مشددا على أن المسلمين لم يعرفوا ويعهدوا مثل هذه العمليات الإجرامية.

     ورفض عمادي أي محاولات للربط بين الإسلام ومثل هذه العمليات، مؤكدا أن الجماعات المتطرفة التي تدعي ارتباطها بالإسلام، وتنفذ مثل هذه الأعمال هي جماعات منحرفة فكريا ولا تمثل الإسلام ولا المسلمين بأي حال من الأحوال، وأن ما تمارسه من سلوكيات وتصرفات، الإسلام منها براء.

     وشدد على أن الإسلام الصحيح تمثله مبادئ التسامح التي أرساها النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، التي فرضت على المسلمين احترام حياة الحيوان، فكيف بالبشر؟ موضحا أن انتشار الإسلام بلغ ذروته بأخلاق المسلمين وتعاملهم حتى مع غير المسلمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك