رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ شريف الهواري 23 يناير، 2019 0 تعليق

نعمة الأمن والأمان (1)

الأمن والأمان، من المطالب المهمة والضرورية واللازمة لنا جميعا أفرادا، وأسرا، ومجتمعات، وأمة، بل البشرية أجمع تبحث عن هذا المطلب، وتبذل الكثير من أجل الحصول عليه، ومن العلماء من قدم هذا المطلب على الطعام والشراب والأرزاق، مستدلاً بقول الله -تعالى- في الآية الكريمة: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (البقرة/ 126)، فبدأ بالأمن قبل الرزق لسببين: الأول، لأن استتباب الأمن سبب للرزق، فإذا شاع الأمن واستتبَّ ضرب الناس في الأرض، وهذا مما يدر عليهم رزق ربهم ويفتح أبوابه، ولا يكون ذلك إذا فُقد الأمن، الثاني: لأنه لا يطيب طعام ولا يُنتفع بنعمة رزق إذا فقد الأمن، فمن من الناس أحاط به الخوف من كل مكان، وتبدد الأمن من حياته ثم وجد لذة بمشروب أو مطعوم؟!

     ولذلك ينبغي الالتفات إلى هذا المطلب والحرص على وجوده، حتى يتحقق الهدف الأسمى والأول، وهو الدعوة إلى الله -تبارك وتعالى-، وتحقيق العبودية له -سبحانه-، ولذلك فإن من يحملون هم هذا الدين، ومن ينشغلون بحال البشرية، ومن يتمنون أن يتركوا بصمة وأثر وأن يخرجوا بالناس من الظلمات إلى النور، دائما ما يسعون في تحقيق الأمن والأمان، في صورته المشروعة التي تعطي المساحات، والقدرة على الحركة، وأداء الواجبات والحقوق، وبالتالي الوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق العبودية الكاملة لله -تعالى.

الباطل وتصدير الهلع

     وتبرز أهمية هذا الموضوع عندما نعلم أن الباطل حريص على تصدير الهلع وتسويقه، فضلا عن الجزع، والفزع، والقلق، والاضطراب، والخوف، بطرائق شتى سواء إعلامية أم غيرها، أم بصور الغزو المختلفة المتنوعة على مر العصور والأزمان، حتى يحدثوا حالاً من الإحباط واليأس والهزيمة النفسية، وبالتالي انفراط العقد والوصول إلى أهدافهم الخبيثة، ولا سيما في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها أمتنا، والتي نرى فيها الضعف والفرقة والشتات ضرب معظم بلدانها.

مناخ الفوضى

     والباطل حريص على إيجاد هذا المناخ، لأن الشيطان هو القائد الأعلى للباطل في كل زمان ومكان، وفي كل مرحلة يعلم أن هذه الحال بالنسبة له في الحقيقة أرض خصبة يرتع فيها، ويصل لكل أهدافه الخبيثة الأخرى المعروفة من خلال إيجاد هذه الأجواء التي ينعدم فيها الأمن والأمان.

تعطيل الدعوة إلى الله

     ولعل من أبرز ما يهتم به الشيطان في هذا الباب، أن يعطل على الدعاة إلى الله -تعالى- هداية الخلق، ونشر البر والخير والمعروف والإحسان وما شابه ذلك؛ لأنَّ الشيطان أقسَمَ بعزَّة الله أنْ يغوي البشَر أجمعين: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص: 82 - 83).

ومضات على الطريق

ولعله من الملفت والجميل أن نذكر ومضات على الطريق نؤصل بها بعض القواعد في هذا الموضوع:

الأمن ليس بكثرة الإمكانات

     الباطل حصَّل أعلى التقنية، وأعظم القوى، سواء النووية أم التكنولوجية وغيرها كما هو معلوم، لكن هل يحصل الأمن والأمان بهذه القوى التي حصل عليها وأوجدها عن طريق الأمور المادية البشرية؟ لا والله، والذي ينبغي علينا أن نكون على يقين منه، أن الأمن والأمان ليس بكثرة الإمكانيات، إنما الأمن يكون لأهل الإيمان والتقوى فلهم الأمن العاجل والآجل، والذين آمنوا ووحدوا الله، وأخلصوا له العبادة، واستقاموا على أمره، ولم يلبسوا إيمانهم بظلم.

     وقال -جل وعلا-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون}، فأبان -سبحانه- أن أهل الشرك هم أهل الخوف، وهم أولى بالخوف، وعدم الأمن؛ لأنهم أشركوا بالله وظلموا عباد الله، وتعدوا حدوده، فصاروا أولى بالخوف، وعدم الأمن، ولهذا لا أمن لهم، فهم مهددون بالعقوبة والنقمات في سائر الأوقات؛ لذلك نقول: يوجد كثير من بني جلدتنا يظنون أن الأمن والأمان إنما يأتي بالتنازل عن ثوابتنا والتنازل عن عقيدة الولاء والبراء، أو عن طريق الالتجاء إلى الغرب والتسويق لمناهجهم حتى يرضوا عنا لنعيش في أمن وأمان، لا والله، هذا وهم، فثوابتنا العقدية ينبغي أن تكون واضحة وجلية وخطوط حمراء لا نتنازل عنها بأي حال من الأحوال.

الذي يعطي الأمن هو الله -تعالى

     الأمن والأمان لا مصدر له إلا الله -تبارك وتعالى- ومن خلال التمسك بمنهجه، وكلنا يحفظ قول الله -تعالى-: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)}، من الذي يؤمِّن من الخوف؟ هو الله -تعالى- وحده، قال -تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)} العنكبوت، أولئك يتخطفون من حولهم، لا أمن ولا أمان.

     إذًا الذي يعطي الأمن هو الله -تعالى- لماذا؟ أنت من خلال اعتقادك في أصول الإيمان بالله -تعالى-، تعلم يقينًا أن الذي يعطي الأمن والأمان لمن شاء بما شاء من أسباب ومتى شاء وكيف شاء هو الله -سبحانه وتعالى-، ولو أن من بأقطارها اجتمعوا لتحقيقه وتحصيله - أي الأمن والأمان- والله سبحانه لا يريد، هل سينجحون؟ هل سيوفقون؟ هل سيتمكنون؟ لا والله، لأن قلوب العباد كلها بين يدي المولى -تبارك وتعالى- يقلبها كقلب واحد كيف شاء.

حرمة الدماء

     ولا شك أن انعدام الأمن يؤدي كما نرى هذه الأيام لجرأة على الدماء غير مسبوقة، جرأة عجيبة تخالف الثوابت، وتخالف صريح القرآن والسنة، وما أجمع عليه أهل العلم، فالجرأة على قتل العساكر والضباط في الأكمنة، أو قتل النصارى في كنائسهم، أو الاعتداء على المدنيين من المسلمين أو غير المسلمين، سواء في أنفسهم، أم في أموالهم وأعراضهم، محرمٌ في كتاب الله -تعالى.

ترسيخ النبي - صلى الله عليه وسلم - لمفهوم الأمن

     ولقد رسخ النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المفهوم في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم بكلمات غاية في الروعة تؤسس لأهمية الأمن والأمان، وأنهما مسؤولية الجميع، فليس فينا من ليس له دور في تحقيق الأمن والأمان، وقد أكد - صلى الله عليه وسلم - على أن الجميع لابد أن يشارك وبإيجابية في تحصيلهما وتحقيقهما، ومن ذلك الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها».

الدنيا كلها آمنة

     من بات آمنا في سربه، في الأسرة، وفي الرحم، وفي البلد، وفي الدولة، فهذه كلها معان يرمز إليها قوله -صلى الله عليه وسلم -: «بات آمنا في سربه»، فيمن هو على شاكلته ومعه، ويتماسّ معه في أمور لا تخلُ منها البشرية، ولذلك يبين - رسول الله  صلى الله عليه وسلم - قيمة هذا المعنى العظيم للأمن والأمان، كأن الدنيا بمن فيها آمنة بمجرد أنك آمن في سربك؛ لأنك ستستطيع أداء الواجبات والحقوق على أكمل وجه؛ لأنك لست مروعًا، ولا فزعًا، ولا قلقًا، ولا مضطربًا.

والله لا يؤمن

     وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أَن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وفي روايةٍ لمسلمٍ: «لا يَدْخُلُ الجنَّة مَنْ لا يأْمَنُ جارُهُ بوَائِقَهُ»، فالمسلم لابد أن يكون منبع للأمن والأمان، فليس هو الذي يُفَزِّع الناس، وليس هو الذي يُرَوِّع الناس، وليس هو الذي يخيف الناس بغير حق.

من حمل علينا السلاح

     وعن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا»، وبنحوه ورد في الصحيحين عن أبي موسى، وعند مسلم من حديث سلمة ومن حديث أبي هريرة، ولفظ حديث أبي هريرة: «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا»، هذه كلمة مخيفة ومرعبة جدًا، لا ترفع السلاح على مسلم أبدًا، ولا حتى على معصوم الدم، حتى لو كان غير مسلم؛ لأن هذا ليس منا وليس من منهجنا الصافي؛ وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه».

لزوال الدنيا أهون

     وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لزوال الدنيا أهون على الله -عز وجل- من سفك دم مسلم بغير حق»، ليس هذا فقط، وعن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرًا، أو الرجل يقتل مؤمنًا متعمدًا».

لأكبهم الله في النار

وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار» (رواه الترمذي 1398، وصححه الألباني)، تخيل! المشهد رهيب بكل معاني الكلمة.

فسحة من دينه

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما» أنت ما زلت في عافية وسلامة وأمن وأمان طالما لم ترتكب دم حرام، شيء عجيب جدا.

القرآن ومفهوم الأمن

أرسى القرآن الكريم بمنهجه الشّامل الكامل الأسس التي يتحقّق بها الأمن للنّاس، وأكد على أنّ هناك أسباباً مادّية ومعنوية تؤدّي إلى الأمن، ولابدّ من توفرها حتّى ينعم الإنسان بالأمن في بيته ومجتمعه ووطنه.

الأسباب المادّية

     ومن الأسباب المادّية التي تطرّق إليها القرآن الكريم وسيلة الإعداد المادّي والبدني من أجل تحصيل القوّة التي تكسب الأمّة الإسلاميّة الهيبة والرّهبة في نفوس أعدائها، ولا شكّ بأنّ تلك الحال تؤدّي إلى استتباب الأمن في ربوع الدّولة الإسلاميّة، حتى لا يتجرّأ أحد من الأعداء على الاقتراب منها أو تهديد أفرادها، قال -تعالى-: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال:60).

الأسباب المعنويّة

     كذلك أكد القرآن الكريم على الأسباب المعنويّة التي تؤدّي إلى الأمن، وهي الإيمان، وأن المسلم الذي يحقّق معنى الإيمان الصّادق بالله -تعالى- في حياته وسلوكه لابدّ أن يشعر بالأمن الذي هو نعمةٌ من عند الله -تعالى-، كما أنّ المجتمع المسلم الذي تجمع أفراده معاني الإيمان بالله -تعالى- وتجلّياتها من صدقٍ وتكافلٍ وتعاونٍ على البرّ والتّقوى وتناصح وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر هو مجتمعٌ يكتسب الأمن بفضل تلك المعاني السّامية، البعد عن الظّلم بأشكاله المسلم قد يظلم نفسه بإتيان المعاصي والبعد عن منهج الله -تعالى- وشريعته في الحياة، وقد يكون هذا الظّلم ظلماً كبيراً إذا أشرك العبد بالله -تعالى- في سلوكه وقوله وعمله، فمن ابتعد عن الظّلم بكافة أشكاله تحقّق له الأمن فشعر بالطّمأنينة في حياته، وأزال الله عنه الخوف والحزن، قال -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (الأنعام:82).

حرمة الدماء

     كما عالج القرآن أيضًا مفهوم الأمن الداخلي وشدد الوعيد على الذين يهددونه فأكد على حرمة الدماء، قال -تعالى-: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وقال -تعالى- في صفات عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)}، وقال -تعالى-: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)}.

     قال الإمام ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-: وجعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس مبالغة في تعظيم أمر القتل وتفخيما لشأنه أي كما أن قتل جميع الناس أمر عظيم القبح عند كل أحد فكذلك قتل الواحد يجب أن يكون كذلك، فالناس لو علموا من إنسان أنه يريد قتلهم جدوا في دفعه وقتله فكذا يلزمهم إذا علموا من إنسان أنه يريد قتل آخر ظلما أن يجدوا في دفعه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك