رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 23 سبتمبر، 2010 0 تعليق

نصرها الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم- أم المؤمنين أعظم من تنالها ألسنة الصاغرين

 


فتح الأمين العام لخدام المهدي ياسر الحبيب الهارب من حكم قضائي في دولة الكويت بسجنه عشر سنوات إلى العراق ثم إيران ثم لندن، وكون موقعا إلكترونيا ومجلة، ويخرج بين الفينة والأخرى في قناة الظلام، وخدام المهدي هم الذين يرون أن القرآن الذي بين أيدينا مشكوك فيه وغير كامل، لأنه أسقط ولاية علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كما يزعمون ويكفرون الصحابة - رضي الله عنهم - ويعتبرونهم ارتدوا إلا أربعة، ويطعنون بأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وعندهم أن هذا زمان خروج المهدي الذي سيأتي لهدم الكعبة وهدم المسجد النبوي وإخراج الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - من قبريهما وتعذيبهما ألف مرة، ثم أخذ ضريح النبي[ وابنته فاطمة - رضي الله عنها - إلى الكوفة وقتل أهل السنة واحتلال العالم كله.

وهذا ما ذكره ويذكره الأمين العام ياسر الحبيب عن شيخه الشيرازي، وقد صرح بذلك في أكثر من مناسبة وله أشرطة مسجلة وهو يحمل جوازين أحدهما عراقي وآخر كويتي، ويكرر أنه سيرجع إلى الكويت كما دخل الخميني إلى إيران وأقام الدولة هناك.

ياسر الحبيب احتفل يوم 17 رمضان في مقره المدعوم من قبل أحد نواب مجلس الأمة بهلاك أم المؤمنين والطعن في عرض النبي[ والتطاول عليها بألفاظ ما سبقه إليها حتى عبدالله بن أبي بن سلول كبير المنافقين، وقد أثار حفيظة المسلمين وكانت ردود الأفعال قوية لم يسبق أن حدثت.

وقد خصصنا نحن «الفرقان» هذا العدد لبيان فضائل أمنا عائشة - رضي الله عنها - وحكم الذي يطعن بآل بيت النبي وزوجته الطاهرة العفيفة وسيكون ذلك على حلقات:

- نسبها وولادتها:

هي الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر بن قحافة، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت في الإسلام، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات، وكانت امرأة بيضاء جميلة، قال تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}، وقال ابن كثير: وقوله أزواجه أمهاتهم، أي في الحرمة والاحترام والتوقير والإكرام والإعظام، ولكن لا تجوز الخلوة بهن.

- زواجها:

تزوجها رسول الله محمد بن عبدالله[ قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا وهي بنت ست سنوات، ودخل بها في شوال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «تزوجني رسول الله[ لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين» متفق عليه.

وقد رآها النبي[ في المنام قبل زواجه بها، ففي الحديث عنها - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله[: «رأيتك في المنام ثلاث ليال، جاء بك الملك في سرقة (قطعة) من حرير، فيقول: هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فإذا أنت فيه، فأقول: إن يك هذا من عند الله يُمض» متفق عليه.

ولم يتزوج[ من النساء بكراً غيرها، وكانت تفخر بذلك، ففيها قالت: «يا رسول الله أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرا لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في التي لم يرتع منها، تعني أن رسول الله[ لم يتزوج بكرا غيرها» رواه البخاري.

وهي زوجته في الدنيا والآخرة كما ثبت في الصحيح، وأزواج النبي هن من آل البيت وقد وصى بهن، فقال: «أذكركم الله في أهل بيتي- قالها ثلاثا - فقال زيد: أهل بيته نساؤه ومن حرم الصدقة بعده وهم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. رواه مسلم.

محبة الرسول ومداعبته لها:

كان لها -رضي الله عنها - منزلة خاصة في قلب رسول الله، وكان يظهر ذلك الحب ولا يخفيه، حتى أن عمرو بن العاص وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة، سأل النبي[: «أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة، قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها» متفق عليه.

وفي صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي[ فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب».

وكان يداعبها، فعنها قالت: «والله لقد رأيت رسول الله[ يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب، ورسول الله يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف» رواه أحمد.

وعنها - رضي الله عنها -: «أنها كانت مع النبي[ في سفر وهي جارية، فقال لأصحابه: تقدموا، فتقدموا، ثم قال لها: تعالي أسابقك» رواه أحمد.

- علمها:

تلقت - رضي الله عنها - العلم من رسول الله، فأخذت عنه علما كثيرا طيبا، فكانت من المكثرين في رواية الحديث، ولا يوجد في نساء أمة محمد امرأة أعلم منها بدين الإسلام.

وعن أبي موسى قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد[ حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما.

فمسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين.

 - فضلها:

قال[: «وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» متفق عليه، وعنها قالت: قال رسول الله[: «يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام»، قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله. متفق عليه.

وقالت - رضي الله عنها - لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران: «لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكرا، وما تزوج بكرا غيري، ولقد قبض ورأسه في حجري، ولقد قبرته في بيتي، ولقد حفت الملائكة بيتي، وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه، وإني لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة عند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما».

- بركتها:

ومن بركتها - رضي الله عنها - أنها كانت السبب في نزول بعض آيات القرآن، ومن ذلك آية التيمم، قال أسيد بن حضير: جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا، وجعل للمسلمين فيه بركة. متفق عليه.

- محنتها:

ابتليت - رضي الله عنها - بحادث الإفك الذي اتهمت فيه بعرضها من قبل المنافقين، وكان بلاء عظيما لها ولزوجها وأهلها، حتى فرجه الله بإنزال براءتها من السماء قرآنا يتلى إلى يوم الدين بعد ثلاثين يوما من العناء، قال تعالى: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم، لولا إذ سمعتوه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك بين} (النور: 11 - 12)، وقال تعالى: {أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم}.

- وفاتها:

توفيت - رضي الله عنها - سنة سبع وخمسين يوم 17 رمضان وصلى عليها جمع غفير من الصحابة والتابعين والصحابيات، ودفنت بالبقيع، وكان لها من العمر ثلاث وستون سنة.

- جودها وكرمها:

بعث معاوية - رضي الله عنه - إليها مرة بألف درهم فما أمست حتى فرقتها، فقالت لها خادمتها: لو اشتريت لنا بدرهم لحم، فقالت: ألا قلت لي؟!

وقال عطاء إن معاوية بعث لها بقلادة بمئة ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين.

وقال عروة بن أختها: إن عائشة تصدقت بسبعين ألفا وإنها لترقع جانب درعها -رضي الله عنها.

وقعة الجمل وعائشة - رضي الله عنها:

كانت في سنة ست وثلاثين من الهجرة، أي في بداية خلافة علي - رضي الله عنه - بدأت بعد الظهر وانتهت قبل مغيب الشمس من نفس اليوم.

كان مع علي بن أبي طالب عشرة آلاف وأهل الجمل كان عددهم ما بين ستة وخمسة آلاف، وقتل في هذا اليوم كثير من المسلمين، وقتل طلحة والزبير ومحمد بن طلحة.

وعائشة - رضي الله عنها- لم تخرج للقتال، بل خرجت للإصلاح بين المسلمين، واعتقدت في خروجها مصلحة، ثم ظهر لها أن عدم خروجها هو الأسلم، لذلك ندمت على خروجها، وثبت عنها أنها قالت: (وددت أني كنت غصنا رطبا ولم أسر مسيري هذا» رواه ابن أبي شيبة، وحتى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعث بالقعقاع بن عمرو يستفسر عن سبب خروج أم المؤمنين عائشة، فخرج القعقاع حتى قدم البصرة، فبدأ بعائشة فسلم عليها، وقال: أي أمه، ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة؟ قالت: «أي بني إصلاح بين الناس، قال: فابعثي إلى طلحة والزبير حتى تسمعي كلامي وكلامهما، فبعثت إليهما فجاءا، فقال: إني سألت أم المؤمنين: ما أشخصها وأقدمها هذه البلاد؟ فقالت: إصلاح بين الناس، فما تقولان أنتما؟ أمتابعان أم مخالفان؟ قالا: متابعان) تاريخ الأمم والملوك، والمستبين بقتل الألوف من المسلمين هم قتلة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - حتى دعا عليهم علي بن أبي طالب فقال: اللهم العن قتلة عثمان.

- ردود

وإليك عزيز القارئ بعض الردود:

- رد الشيخ محمد بن عبدالوهاب من المجددين وعلماء الدعوة السلفية - رحمه الله - على مطلب الرافضة وسبهم عائشة - رضي الله عنها المبرأة:

ومنها نسبتهم الصديقة الطيبة المبرأة عما يقولون إلى الفاحشة وقد شاع في هذه الأزمنة بينهم ذلك كما نقل عنهم، قال تعالى: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم، إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم. يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم}.

وقال تعالى: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم}.

وقد روى عبدالرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة - رضي الله عنها - أنها المبرأة من هذه الآيات.

وروى سعيد ابن منصور وأحمد والبخاري وابن المنذر وابن مردويه عن أم رومان - رضي الله عنها - ما يدل أن عائشة - رضي الله عنها - هي المبرأة المقصودة بهذه الآيات.

وروى البزار وابن مردويه بسند حسن عن أبي هريرة ما يوافق ما تقدم، وروى ابن مردويه والطبراني عن ابن عباس - رضي الله عنه - مثلما سبق، وروى الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ما يطابق السابق، وروى ابن مردويه والطبراني عن أبي إياس الأنصاري ما يوافق ما تقدم، وروى ابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن جبير ما يوافق ما تقدم، وروى الطبراني عن الحكم بن عتيبة مثل ذلك، وروى عن عبدالله بن الزبير ما يوافقه، وروى عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة ابن وقاص وعبدالله ابن عبدالله بن عتبة بن مسعود وعمرة بنت عبدالرحمن وعبدالله بن أبي بكر بن حزم وسلمة بن عبدالرحمن بن عوف والقاسم ابن محمد بن أبي بكر والأسود بن يزيد وعباد بن عبدالله ابن الزبير، ومقسم مولى ابن عباس وغيرهم عن عائشة - رضي الله عنها -مثله.

وكونها هي المبرأة المرادة من الآيات مشهور بل متواتر فإذا عرفت هذا فاعلم أنه من قذفها بالفاحشة مع اعتقاده أنها زوجة رسول الله[ وأنها بقيت في عصمته بعد هذه الفاحشة، فقد جاء بكذب ظاهر واكتسب الإثم واستحق العذاب وظن بالمؤمنين سوءا، وهو كاذب، وأتى بأمر ظنه هينا وهو عند الله عظيم، واتهم أهل بيت النبوة بالسوء.

ومن هذا الاتهام يلزم نقص النبي[ ومن نقصه فكأنما نقص الله ومن نقص الله ورسوله فقد كفر، وهو بفعله هذا خارج عن أهل الإيمان ومتبع لخطوات الشيطان وملعون في الدنيا والآخرة ومكذب الله في قوله تعالى: {والطيبات للطيبين... الآية} ومن كذب الله فقد كفر، ومن قذفها مع زعمه أنها لم تكن زوجته أو لم تبق في عصمته بعد هذه الفاحشة، فإن قلنا: إنه ثبت قطعا أنها هي المرادة بهذه الآيات - وهو الظاهر - يلزم من قذفها ما تقدم من القبائح.

والحاصل أن قذفها كيفما كان يوجب تكذيب الله تعالى في إخباره عن تبرئتها عما يقول القاذف فيها.

وقد قال بعض المحققين من السادة: (وأما قذفها الآن فهو كفر وارتداد ولا يكتفي فيه بالجلد، لأنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتب الله كما مر فيُقتل ردة، وإنما اكتفى[ بجلدهم - أي من قذفها - في زمنه مرة أو مرتين، لأن القرآن ما كان أنزل في أمرها، فلم يكذبوا القرآن، وأما الآن فهو تكذيب للقرآن، أما نتأمل في قوله تعالى: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله... الآية} ومكذب القرآن كافر، فليس له إلا السيف وضرب العنق) انتهى.

ولا يخالف هذا قوله: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا... الآية}.

لأنه روى عبدالرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الصمت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله تعالى: {فخانتاهما}: أما خيانة امرأة نوح، فكانت تقول للناس: إنه مجنون، وأما خيانة امرأة لوط، فكانت تدل على الضيف فتلك خيانتهما.

وروى ابن جرير عن مجاهد: «لا ينبغي لامرأة كانت تحت نبي أن تفجر»، ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المومنين زوجة رسول رب العالمين[ في الدنيا والآخرة - كما صح ذلك عنه - فهو من ضرب عبدالله بن أبي سلول رأس المنافقين، ولسان حال رسول الله[ يقول: «يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن آذاني في أهلي».

{إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.

فأين أنصار دينه ليقولوا نحن نعذرك يا رسول الله، فيقومون بسيوفهم إلى هؤلاء الأشقياء الذين يكذبون الله ورسوله ويؤذونهما والمؤمنين، فيبيدونهم ويتقربون بذلك إلى رسول الله[ ويستوجبون بذلك شفاعتهم، اللهم إنا نبرأ إليك من قول هؤلاء المطرودين.

الشيخ بكر بن عبدالله بو زيد

- قال الشيخ العلامة بكر بن عبدالله بو زيد - رحمه الله تعالى - في ردّة قاذف أم المؤمنين عائشة  - رضي الله عنها-: من مواطن الإجماع أن من قذف عائشة - رضي الله عنها - فهو كافر عقوبته القتل، وفي حكاية الإجماع على كفره يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى: اتفقت الأمة على كفر قاذف أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها. وقد حكى هذا الإجماع ابن حزم، وابن تيمية، والبهوتي وغيرهم.

الحجة في هذا: والحجة في هذا أن براءتها قد نزلت في كتاب الله تعالى فيكون قاذفها مكذبا لنص كتاب الله تعالى كما في آيات براءتها في قصة الإفك إذ قال سبحانه: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين}.

عقوبته:

وأما عقوبته فهو القتل، لأن من رماها بالقذف فقد خالف صريح القرآن الكريم ومخالفته والحالة هذه كفر، فعقوبته القتل كما قرره مالك وغيره، والله أعلم. « إقامة الأحكام منوطة يولي الأمر وليس لأحد»

 

 

نَصِرها من الله بعد حادثة الإفك جعلها كالذهب الخالص

قال الشيخ عثمان الخميس: قول الله تبارك وتعالى في براءة عائشة: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} تتهم عائشة في عرضها والرسول صلى الله عليه وسلم يتهم في عرضه، ويحزن صلوات الله وسلامه عليه، ويبقون شهرا كاملا، ويتكلم الناس فيها، ويفرح المنافقون بهذا، فأين الخير هنا؟ ذكر أهل العلم أمورا كثيرة ظهرت فيها الخيرية في هذه القضية منها:

1. الابتلاء، حيث ابتلى الله رسوله صلى الله عليه وسلم كما ابتلى عائشة وابتلى صفوان بن المعطل فخرجوا من البلاء كالذهب الخالص، والابتلاء ثمراته طيبة لأن فيه رفع درجات.

2. تنقية الصفوف، فلو لم تحدث هذه الحادثة لما تميز المؤمنون من المنافقين، فمثل هذه الحوادث يظهر فيها المنافقون رؤوسهم ويتكملون ويظهرون تبجحهم وهزأهم وسخريتهم بالمؤمنين.

3. فضل عائشة رضي الله تبارك وتعالي عنها، ومحبة الله لها حيث أنزل فيها قرآنا يتلى.

4. في هذه الحادثة بيان أن الله تبارك وتعالى يدافع عن عباده المؤمنين.

ولذلك قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب»، فظهر من هذه القصة أن عائشة رضي الله عنها من أولياء الله تبارك وتعالى فلذلك دافع الله عنها سبحانه وتعالي، وهذا يعطي الولي التقي اطمئنانا أن الله سبحانه وتعالى سيدافع عنه، ولذلك قالت عائشة: {فصبر جميل والله المستعان} فلجأت إلى الله فما خيبها ربها سبحانه وتعالى.

5. أن الله تبارك وتعالى أظهر لنا حكما شرعيا في قوله جل وعلا {لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون} (النور: 13) وما كان سيظهر هذا الحكم لولا أن وقعت هذه الحادثة فإذا حدثت حوادث أخرى نعرف كيف نتعامل معها.

6. وضعت قواعد عامة لمثل هذه القضايا مثل أن الأصل في المسلم العدالة والأصل فيه أنه بريء حتى تثبت التهمة، فهذه القواعد العامة ما كنا لنعرفها لولا أن وقعت هذه الحادثة.

7. أن الله تبارك وتعالى فضح المنافقين وعراهم أمام المؤمنين.

8. بيان فضل صفوان بن المعطل رضي الله عنه وأن الله تبارك وتعالى دافع عنه كما دافع عن عائشة رضي الله عنها.

9. بيان حكم القذف.

وهنا مسألة ذكرها ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى وهي عبارة عن فوائد طيبة جدا ذكرها في الزاد نذكرها لعل الله تبارك وتعالى ينفعنا بها:

أولا: فإن قيل فما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم توقف في أمرها وسأل عنها وبحث واستشار وهو أعرف بالله وبمنزلته عنده وبما يليق به، وهلا قال: سبحانك هذا بهتان عظيم كما قاله فضلاء الصحابة؟ والجواب أن هذا من تمام الحكم الباهرة التي جعلت هذه القصة سببا لها وامتحانا وابتلاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولجميع الأمة إلى يوم القيامة، ليرفع بهذه القصة أقواما ويضع بها آخرين ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وإيمانا ولا يزيد الظالمين إلا خسارا، واقتضى تمام الامتحان والابتلاء أن حُبس (بضم الحاء) الوحي عن الرسول صلى الله عليه وسلم شهرا في شأنها لا يوحى إليه في ذلك شيء، لتتم حكمته التي قدرها وقضاها، وتظهر على أكمل الوجوه، ويزداد المؤمنون الصادقون إيمانا وثباتا على العدل والصدق وحسن الظن بالله ورسوله وأهل بيته والصد يقين من عباده، ويزداد المنافقون إفكا ونفاقا ويظهر لرسوله وللمؤمنين سرائرهم، ولتتم العبودية المرادة من الصديقة وأبويها لما قالت: (أشكوا بثي وحزني إلى الله) والافتقار إلى الله والذل إليه وحسن الظن به والرجاء له ولينقطع رجاؤها من المخلوقين، وتيأس من حصول النصرة والفرج على يد أحد من الخلق، ولهذا وفّت هذا المقام حقه لما قال أبواها: قومي إليه. وقد أنزل الله عليه براءتها فقالت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي.

وأيضا فكان من حكمة حبس الوحي شهرا أن القضية محّصت (بفتح الميم) وتمحّصت واستشرفت قلوب المؤمنين أعظم استشراف إلى ما يوحي الله إلى رسوله فيها، وتطلعت إلى ذلك غاية التطلع فوافى الوحي أحوج ما كان إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته والصديق وأهله وأصحابه والمؤمنون، فورد الوحي عليهم ورود الغيث على الأرض أحوج ما كانت إليه، فوقع منهم أعظم موقع وألطفه، وسروا به أتم السرور وحصل لهم غاية الهناء بهذا الوحي، فلو اطلع الله ورسوله على حقيقة الحال من أول وهلة وأنزل الوحي على الفور بذلك لفاتت هذه الحكم وأضعافها بل أضعاف أضعافها.

ثانيا: إن الله سبحانه أحب أن يظهر منزلة رسوله وأهل بيته عنده وكرامتهم عليه وأن يخرج رسوله عن هذه القضية، ويتولى هو بنفسه جل وعلا الدفاع والمنافحة عنه والرد على أعدائه وذمهم وعيبهم، وبأمر لا يكون له فيه عمل، أي ليس الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يدافع عن زوجه بل الله يدافع عن رسوله وعن أهل بيته، ولا يُنسب (بضم الياء) إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بل يكون هو وحده أي الله جل وعلا المتولي لذلك، الثائر لرسوله وأهل بيته.

ثالثا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المقصو د بالأذى والتي رُميت (بضم الراء) زوجته فلم يكن يليق به أن يشهد ببراءتها مع علمه، فهذا لا يكفي أو ظنه الظن المقارب للعلم ببراءتها ولا يظن بها سوءا قط وحاشاه وحاشاها ولذلك لما استعذر من أهل الإفك قال: من يعذرني في ر جل بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت في أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فكان عنده صلوات الله وسلامه عليه من القرائن التي تشهد ببراءة الصديقة أكثر مما عند المؤمنين، ولكن لكمال صبره وثباته ورفعه وحسن ظنه بربه وثقته به وفّى مقام الصبر والثبات وحسن الظن بالله حقه، حتى جاءه الوحي بما أقر عينه وسر قلبه وعظم قدره وظهر لأمته احتفال ر به به واعتناؤه بشأنه.

رابعا: من تأمل قول الصديقة لما قال لها أبواها: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله.

من نظر إلى قولها ذلك وتأمله عَلِمَ معرفتها وقوة إيمانها وتوليتها لربها وإفراده بالحمد في ذلك المقام، وتجريدها التوحيد، وقوة جأشها، وإدلالها ببراءة ساحتها، وأنها لم تفعل ما يوجب قيامها في مقام الراغب في الصلح الطالب له، وثقتها بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها قالت ما قالت إدلالا لحبيب على حبيبه ولا سيما في مثل هذا المقام الذي هو أحسن مقامات الإدلال فوضعته موضعه، ولله ما كان أحبها إليه حين قالت: لا أحمد إلا الله فإنه هو الذي أنزل براءتي. ولله ذلك الثبات والرزانة منها وهو أحب شيء إليها (أي الرسول صلى الله عليه وسلم) ولا صبر لها عنه وقد تنكر قلب حبيبها لها شهرا ثم صادفت منه الرضا والإقبال، فلم تبادر إلى القيام إليه والسرور برضاه وقربه مع شدة محبتها له وهذا غاية الثبات والقوة.

موقف إيماني

بقي أن نعرف أن بعض المؤمنين كأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قالت له امرأته: يا أبا أيوب هل سمعت ما قال الناس في عائشة؟ فالتفت إليها وقال: يا أم أيوب أو تفعلينه أنت؟ أي هل تزنين أنت؟ قالت: لا ما أفعله.

قال: والله لعائشة خير منك.

وفيهما نزل قوله تعالى: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا} (النور: 12).

فهي أم المؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تبارك وتعالي في كتابه {والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات} (النور: 26) اختارها الله للرسول صلى الله عليه وسلم أتفعله لا والله ما تفعله أبدا.

حكم من يتهم عائشة بالزنى

وبعد هذا كله مَن يتكلم في عائشة الآن بعد أن برأها الله تبارك وتعالى واتهمها بالزنى فلا شك أنه كافر خارج من ملة الإسلام لأنه مكذ ب لله جل وعلا، بل على الصحيح من أقوال أهل العلم أن كل من اتهم أي زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالزنى فإنه كافر لأنه مكذب لقول الله تبارك وتعالى: {والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات} (النور: 26) ويقوم ولي الأمر بإقامة الحد الشرعي عليه.

 

منهج ابن تيمية في مسألة التكفير

كفر من قذف إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم قذف أزواجه، أمهات المؤمنين اللاتي لم يطلقهن، بل بقين في ذمته إلى أن توفاهن الله، أو مات عنهن، ومما يدل على أن قذفهن أذى للنبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره شيخ الإسلام من الأدلة التالية:

الدليل الأول: ما خرجاه في الصحيحين في حديث الإفك عن عائشة قالت: «فقام صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبدالله بن أبي سلول، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: يا معشر المسلمين من يعذرني في ر جل بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت في أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي، فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام سعد بن عبادة - وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك صالحا؛ ولكن احتملته الحمية - فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله.

فقام أسيد بن حضير  - وهو ابن عم سعد - فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه؛ فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر. فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت».

وبين وجه الدلالة فقال: «فقوله: «من يعذرني»: أي من ينصفني ويقيم عذري إذا انتصفت منه، لما بلغني أذاه في أهل بيتي، والله لهم، فثبت أنه صلى الله عليه وسلم قد تأذى بذلك تأذيا استعذر منه. وقال المؤمنون الذين لم تأخذهم حمية مرنا نضرب أعناقهم، فإنا نعذرك إذا أمرتنا بضرب أعناقهم. ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على سعد استئماره في ضرب أعناقهم».

الدليل الثاني: قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات} (النور: 26)، وقوله: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك علي المؤمنين} (النور: 3).

ذكر شيخ الإسلا أن هاتين الآيتين دلتا على أن قذف إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم طعن فيه، وذلك أن الله تعالى أخبر أن الرجال الطيبين للنساء الطيبات، وأن الرجال الخبيثين للنساء الخبيثات.

وكذلك في النساء، فإذا كانت المرأة خبيثة كان قرينها خبيثا، وإذا كان قرينها خبيثا كانت خبيثة، إذ إن من رضي أن يتزوج بغيا كان ديوثا بالاتفاق، والدياثة مذمومة باتفاق المسلمين، وبهذا عظم القول فيمن قذف عائشة ونحوها من أمهات المؤ منين، ولولا ما على الزوج في ذلك من العيب ما حصل هذا التغليظ. ولهذ ا قال السلف: ما بغت امرأة نبي قط.

الدليل الثالث: من جهة أخرى فإن الإنسان تؤذيه الوقيعة في عرضه أكثر مما يؤذيه أخذ ماله، وأكثر مما يؤذيه الضرب، بل ربما كانت عنده أعظم من الجرح ونحوه، لذا جعل الله فيه حد القذف، لأن الأذى الذي يحصل بالقذف لا يحصل مثله بغيره، فجعل المرأة زانية، وجعل الزوج زوج زانية من أعظم ما يشتم به الناس، خصوصا على من يجب أن يظهر للناس كمال عرضه، وعلو قدره، لينتفعوا منه في دنياهم وآخرتهم، فإن هتك عرضه قد يكون عنده أعظم من قتله، فإن قتله لا يقدح عند الناس في رسالته ونبوته وعلو قدره؛ كما أن موته لا يقدح في ذلك، بخلاف الوقيعة في عرضه فإنها قد تؤثر في نفوس بعض الناس من النفرة عنه، وسوء الظن به ما يفسد عليهم إيمانهم،  ويوجب عليهم خسارة الدنيا والآخرة.

الدليل على كفر من قذف أمهات المؤمنين:

وذكر الدليل على كفر من قذف أمهات المؤمنين، وهو قوله تعالي: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}.

وبيّن أن هذه الآية لأمهات المؤمنين خاصة كما فسرها كثير من أهل العلم، ووجه ذلك أن لعنة الله في الدنيا والآخرة لا تستوجب بمجرد القذف؛ إذ إن من كان ملعونا في الدنيا والآخرة لا يكون إلا كافرا، وعلى هذا تكون اللام في قوله: {المحصنات الغافلات المؤمنات} لتعريف المعهود، والمعهود هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الكلام في قصة الإفك، ووقوع من وقع في أم المؤمنين عائشة.

وذكر تأييدا لهذا القول وهو: أن الله سبحانه رتب هذا الوعيد على قذف محصنات غافلات مؤمنات، وقال في أول السورة: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة} (النور: 4).

فرتب الجلد ورد الشهادة والفسق على مجرد قذف المحصنات، وذلك لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مشهود لهن بالإيمان؛ لأنهن أمهات المؤمنين وهن أزواج نبيه في الدنيا والآخرة، وعوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر الإيمان.

وذكر تأييدا آخر لهذا القول وهو أن الله تعالى قال في قصة عائشة {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} (النور: 11) فتخصيصه بتولي كبره دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم، وقال: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم} (النور: 14)، فعلم أن العذاب العظيم لا يمس كل من قذف، وإنما يمس متولي كبره فقط؛ وذلك لأنه قذف أمهات المؤمنين، وقصد أن يعيب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبهذا يتبين وجه لعن قاذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولهذا قال ابن عباس: «ليس فيها توبة» (أخرجه الطبري)؛ لأن مؤذي النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسلاما جديدا، وعلي هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يعرف أنهن أزواجه في الآخرة، وقذفهن مطلقا له الحكم نفسه بعد العلم بأنهن أزواجه في الآخرة. وعلى هذا يتنزل عدم رمي مسطح وحسان وغيرهما بنفاق لما كانوا من أهل الإفك.

وهذا موافق لقول ابن عباس - رضي الله عنهما - ولقول ابن شعبان من أصحاب ا لإمام مالك، ولقول ابن حزم الظاهري.

السلطان: الواجب على الحكومة فتح تحقيق موسع ضد من هرّب الخاسر ياسر الحبيب

النائب خالد السلطان قال: إن ما يحدث في الواقع هو أمر خطير لأن القضية أكبر بكثير مما يتراءى لنا فهذا الشخص قدم للمحاكمة فهو يحمل فكرا تكفيريا مما جعله يبقى في السجن إثر صدور حكم قضائي ضده وتم إدراجه في العفو الأميري، وكان حينها أحمد باقر وزيرا للعدل وقام برفع مذكرة إلى الجهات المختصة بضرورة الانتباه إلى هذا الخاسر، ولكن تم تسريبه إلى خارج الكويت بالرغم من صدور حكم قضائي يقضي بحبسه 10 سنوات، ولهذا ومع الأسف، فهناك من يؤازر ويساند هؤلاء الذين يحملون هذا الفكر.

وقال: إن الواجب على الحكومة فتح تحقيق موسع ضد من هرّب هذا الخاسر إلى الخارج فهناك متابعة دقيقة على اللجان الخيرية التي تجمع الأموال لمستحقيها في حين هناك من يجمع الأموال في غفلة من الزمن كما يجب محاكمة كل من يؤازره، بالإضافة إلى إحضار هذا الخاسر ومن ثم محاكمته في الكويت.

وشدد النائب خالد السلطان على أن إغلاق باب الفتنة بحاجة إلى متابعة وعلاج قانوني من خلال طلب المسيء إلى الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما ومحاكمته، وألا نترك مجالا لمن يحمل الفكر التكفيري في إثارة الفتن.

وأوضح السلطان أن السجال الحاصل إيجابي ولا يمكن التحدث عن جريمة بهذا الحجم وأن يكون السجال موجها إلى الشخص المسيء، وألا يكون بشكل معمم وعلى الدولة مراقبة من يؤيد فكره ويحمل نفس النفس لعلاج الفتنة نحو المستقبل.

وقال النائب السابق عبداللطيف العميري: إن هذا الموقف كشف بعض النواب الذين يؤيدون هذا الخاسر وتدعمهم الحكومة ليل نهار فلا يستوي الخبيث بالطيب.

وأضاف أين النواب الذين بحت أصواتهم من أجل الرياضة ويتناسون الآن عرض الرسول[ وكما أننا لن نقبل تغيير مناهجنا التي يجب أن تبقى واضحة، وعلى الحكومة التي تحاسب الخطباء على أي خروج عن الخطبة في صلاة الجمعة بضرورة كف هذا التطاول على أم المؤمنين من هذا الخبيث.

فيما تساءل أين هم نواب الطمباخية من عرض رسول الله، مشيراً إلى المهتمين بقضية الكرة والرياضة.

- قلة أدب

وبدوره قال النائب السابق فهد الخنة: إن من يطعن بعرض أم المؤمنين عائشة مرتد عن دين الإسلام وليس من الشيعة، لأن الشيعة إخوان لنا وإن اختلفنا معهم في بعض الأمور وطالب بالتصدي لكل المرتدين أياً كان مذهبهم الذين يكفرون الصحابة والإمام علي بن أبي طالب بريء من هؤلاء، مثمناً صدور بيان من إخواننا الشيعة دافعوا فيه عن عرض أم المؤمنين. ووصف ياسر الحبيب بأنه قليل أدب غير متربي ولا يوجد لديه حياء وهجومه على الصديقة التي مات الرسول على صدرها كارثة.

- زنديق خاسر

ومن جهته، قال الشيخ د.أحمد الكوس: لقد فتح الباب للزنديق الخاسر أن يهرب من الكويت وعليه حكم، فمن يحاسب المسؤول عن تهريبه؟! ومن يحاسب النائب الذي اشترى له بناية في لندن، إننا بحاجة للمزيد من الشفافية والتوحد من أجل حماية ديننا ووطننا ووحدتنا.

 

 

منقداً هيئة خدام المهدي والقائمين عليها

العيسى:استباحة تكفير الصحابة وأمهات المؤمنين إبطال للشريعة وهدم لأصلها؟!


قال الشيخ طارق العيسى رئيس جمعية إحياء التراث: لقد آلمنا وآذانا ما سمعنا، وشاهدنا من تصريحات للخاسر ياسر، الذي نفث سمومه من لندن ، يلعن، ويكفّر ويقذف أم المؤمنين عائشة الطاهرة رضي الله عنها، بعد ما لعن وسبّ الشيخين، أبا بكر الصدّيق والفاروق عمر ابن الخطّاب رضي الله عنهما في الكويت منذ عدّة سنوات في أكثر من 11 شريط مسجل.

وأكد العيسى أن هذا المدعو الخاسر ، لديه هيئة خدّام المهدي التي لها موقع على الإنترنت ، وكان لها مقر رسمي في الكويت (غير مرخص) وتتبع المدرسة الشيرازية، والتي اشتهرت بالسب واللعن لأصحاب النبي[، وتكفير أهل السنة والجماعة، في الآونة الأخيرة يبشرون بقرب خروج المهدي الذي ظهرت علامات خروجه، ووضع له سيناريو خطير، بأنه سوف يبايع عند الكعبة، ويقتل آل السنة العرب القرشيين، ويقطع أيادي خزنة البيت، بني شيبة، ثم يهدم التوسعة ، ويأخذ الحجر الأسود، ثم يذهب إلى المدينة، لنبش قبري أبي بكر  وعمر الفاروق رضي الله عنهما، ثم يهدم المسجد ويقيم الدولة في الكوفة، بعد أن يسفك الدماء لكل معارض له.

فهل هيئة خدام المهدي لها عقل أم أنهم يسيّرون بأجهزة التحكم عن بعد (ريموت كنترول) من أعداء الإسلام؟!

1 - صدمة، وكارثة، بل مصيبة عظيمة، أن يخرج علينا هذا النكرة بسبٍ وقذف، وتكفير، وتخليد في النار لأمنا أم المؤمنين، حبيبة المصطفى الطاهرة العفيفة، الفقيهة المحدثة، سيدة نساء أهل الجنّة، زوجة خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، المرأة التي اختارها الله تعالى زوجة لنبيّه[، ثم يخرج علينا هذا الأحمق الجاهل الحاقد الزنديق، بزنّدقته ، ويقول: إنها في النار تأكل جسدها.. إنها كافرة.. وهو يرتدي زي الإسلام بعمامته، وعباءته، مدعياً أنه من محبي النبي [ سيد من سادة آل البيت كذباً وزراً ..

فكيف يطعن بآل بيت النبوّة؟!

2 - إن إيذاء النبي[ وصل إلى حداً جَعل الجماهير المسلمة الصادقة ، تثور كالبراكين غضباً ، ونصرة لعرض النبي[، وهذا لا شك شاهد على رسوخ أصل الإيمان بمحبة النبي[ ومحبة زوجاته الطاهرات العفيفات أمهاتنا.

3 - شعر الجميع بحجم الإساءة.. حين كفّر هذا الخبيث أمنا عائشة الصدّيقة بنت الصديق رضي الله عنهما.. فكيف لا نغضب؟!   وكيف لا ننتصر لعرض أمنا عائشة؟!، وربنا يقول{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}

4 - علمنا من شرعنا الحنيف أن من سبّ الصحابة، قادحا في دينهم وعدالتهم، وهم ممن تواترت النصوص بفضلهم، كفر وردّة لما يتضمنه من تكذيب للآيات القرآنية والأحادث الصحيحة المتواترة في فضلهم. ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}.

5 - وعلمنا من أشرطة هذا الأمين العام لهيئة خدام المهدي، وبياناته، أنه يكفر ويشتم ، ويلعن أبا بكر الصديق أمير المؤمنين والخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهذا مروق من الدين لاستحلاله تكفير من بشرهم الرسول[ بالجنّة.

6 - إن قذف عائشة رضي الله عنها يعد تنقيصاً للرسول[، وإيذاء له، لأنها فراشه[، قد شهد القرآن ببراءتها، والتنقيص من النبي [ كفر {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً} .

7 - علمنا بإجماع علماء أهل السنة والجماعة رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به فإنه كافر معاند للقرآن (تفسير ابن كثير) 3/267  -  آية البراءة.

8 - إن سبّ الصحابة، وتكفيرهم مستلزم نسبة الجهل إلى الله تعالى أو العبث في تلك النصوص التي أفاض الله تعالى بكتابه بمدحهم والثناء عليهم، وهذا أيضاً كفر ومروق من الدين.

9 -  إن من سبّ أصحاب النبي[ وهو الذي ربّاهم وزكّاهم ، ورماهم بالكفر والفسق فقد طعن في الرسول[ وتنقصه وآذاه، ومن المعلوم أن تنقص الرسول[ كفر وخروج عن الملّة.. فقد أخرج البغدادي بسنده عن أبي زرعة قال إذا رأيت الرجل تنقص أحداً من أصحاب الرسول[، فاعلم أنه زنديق (والزنديق هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر).

10 - وقد أستبان من قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون  لهم مغفرة ورزق كريم} (النور: آية 26)، إن الخبث يستحيل على النبي [.

فإذا كانت عائشة الصديقة رضي الله عنها عند هذا المجرم خبيثة كافرة ملعونة ، فماذا سيكون النبي[؟! وهذا كفر ومروق من الدين.

11 - أعلنت هيئة خدّام المهدي على لسان الأمين العام، أن من أهم أهدافها، تكثير السب واللعن على الشيخين!!

فهل هذا هو لبّ دينكم؟!

إنها لا شكّ كارثة ، ومصيبة ، أن يكون بين أظهرنا عدو لديننا ، يتكلم لغتنا ويحمل هوية المسلم الكويتي!!

12 - لقد اتضح للجميع أن هؤلاء المارقين عندما جعلوا أعظم شعائرهم السب واللعن والتكفير واستباحة تكفير الصحابة وأمهات المؤمنين، إنما يريدون بذلك إبطال الشريعة، وهدم أصلها .

13 - علمنا أن الطعن في الوسائط والطعن في نقلة الدين، طعن في الأصل (الكتاب والسنّة) والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول من الكتاب والسنّة والمطهّرة .

14 -  لمّا كان القرآن الكريم والسنّة المطهرة هما أساسا هذا الدين، وكان الصحابة رضوان الله عليهم هم من نقلته إلينا عن النبي[، فإن أي طعن في الصحابة الكرام هو تشكيك بهذا الأصل الأصيل، القرآن والسنة .

15 - إن هذا الرجل وأتباعه، ومن تلقى العلوم عنهم (المدرسة الشيرازية) يحملون فكراً خطيراً مصادماً للأمة الإسلامية، ويضللون الأمة المحمدية، ويستحلون دماءها  وأعراضها، ومساجدها

16 - امتدح ربّ العزّة هذه الأمة برعيلها الأوائل ، وقال فيها: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.. ويخالف هؤلاء قول أحكم الحاكمين، ويقولون فيهم: كنتم شرّ الأمم، وإن سابقي الأمة شرارها، ولا شك ولا ريب أن هذا القول كفر .

17 -  عرفنا أن حادثة الإفك قد كشفت أستار المنافقين، وعلى رأسهم عبدالله ابن أبي ابن أبي سلول، والتأريخ يعيد نفسه، بل فاق هذا الخاسر بسبّه وشتمه عائشة الصديقة أم المؤمنين، وأنها في النار رأس المنافقين ابن أبي سلول.

18 - التقيّة التي هي تسعة أعشار دين الخاسر لم يلتزم بها، فكشف ما كان يظن أنه مستوراً ، وفضح من كان يخفي من هذا المعتقد الخطير ، وخرج علينا بدين جديد!!

19 - إن المتصفح لموقع هيئة خدام المهدي على شبكة الإنترنت سيدرك حجم امتدادهم في لبنان والسعودية والكويت وأوروبا وغيرها من الدول.. فالواجب تتبع هذا السرطان العقائدي، واستئصاله من جذوره، وعلى العقلاء الذين ينتمون إلى مذهبهم، التوبة والاستغفار، والإقلاع عن هذا المنهج التكفيري.

20 - علمنا من هذه الحادثة أن هناك عقلاء من الشيعة، استنكروا قوله وتبرؤوا من ولدهم كعائلته، فهل سيتبرؤون أيضاً من كتبهم ، ومدرستهم الشيرازية التي أنجبت هذا الخبيث النتن؟.

21 -  تعلمنا أنهم يكفرون ويبدعون من خالفهم في أصولهم التي اخترعوها ، فقد جعلوا ظنونهم وأوهامهم في أم المؤمنين يقينيات ، فردوا الوحي ، وردوا نصوص النبي[، وأساؤوا الظن بتراثنا وديننا، ونحن مأمورون بحسن الظن بهم لقوه تعالى:{لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين}.

22 -  تعلمنا من هذه الحادثة أنهم يعتمدون على الكذب والوضع وما لا أصل له في الدين، لذا يكثر استدلالهم بالموضوعات والمكذوبات والآثار الضعيفة، وما لا أصل له، فبالله عليكم من أين جاء هذا الأفاك، بأن عائشة الطاهرة رضي الله عنها في النار؟! وهذا نصب نفسه حاكماً وتأله على الله.

23 - وتعلمنا أنهم أساؤوا الأدب مع الله، وأساؤوا الأدب مع النبي[، وحصروا الحقّ في أنفسهم ، وتجاهلوا غيرهم .

24 - لقد تعلمنا ، وذكرتنا هذه الحادثة أن الله سبحانه وتعالى قد تولى بجلاله الدفاع والردّ على أعدائه وذمّهم، فالله سبحانه يدافع عن رسوله[، وعن أهل بيته (آية حادثة الإفك)، (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) .

25 - إن المقصود بالطعن هو الرسول[، والقرآن الذي حفظه تعالى إلى قيام الساعة {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. فهيهات هيهات أن ينال منه.

26 -  علمنا أن من مواطن الإجماع أن من قذف عائشة رضي الله عنها ، فهو كافر عقوبته القتل ، وفي حكاية الإجماع على كفره يقول ابن القيم : (اتفقت الأمة على كفر قاذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)  ، وقد حكى الإجماع ابن حزم  (المحلى 11/502) وابن تيمية (الصارم المسلول) وغيرهم، والحجة في هذا أن براءتها قد نزلت في كتاب الله، فيكون قاذفها مكذباً لنص كتاب الله تعالى، كما في آيات براءتها في قصة الإفك، إذ قال تعالى: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين}.

27 – ومن الدروس أن سب المسلم ذنب عظيم، وخلق ذميم، قال النبي[: «سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر )».

28 - ومن الدروس أن لعن المؤمن كقتله ، لقول رسول الله[: «من لعن مؤمنا فهو كقتله ، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله». البخاري 6047.

29 -  ولو فرضنا أنه صارت لهيئة خدام المهدي ومدرسته الشيرازية دولة - كما يزعم الخاسر بأنه سيعود للكويت كما عاد الخيمني -  فإنهم ولا ريب سوف ينشرون  مذهبهم ، ويضيقون على مخالفيهم ويلزموهم ببدعهم .

30 -  يدعو هذا الخاسر الناس إلى الخروج على حكام أهل السنة، ويستحل السيف، وينتظرون المهدي الذي سوف يحقق لهم الحكم بهدم الكعبة، ونقل الحجر الأسود إلى الكوفة، وقتل علماء أهل السنة، وصلب الشيخين .. انظر مخططهم في المهدي .

31 -  هذا الخاسر مصر على بدعته، ويكرر السب والشتم، فهذا لا يوفق، وكما قال أحد السلف: (إذا غلب الهوى على القلب، استحسن الرجل ما كان يستقبحه).

32 -  نلاحظ حرص هذا الخاسر على نشر بدعته، وتفانيه العجيب في الدعوة إليها، وحتى هروبه إلى لندن لم يتقاعس عن بدعته.

33 -  التعالم والغرور ، والكبرياء، وعدم احترام شعور المسلمين، فقد زين لهم الشيطان سوء عملهم، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، (أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله ، واتبعوا أهواءهم).

وهو أيضا بلا شك ينطبق عليه قوله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدينا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.

34 - ومن ذلك يظهر استحواذ الشياطين على أهل البدع والأهواء، فتؤزّهم على البدعة أزّا وتزين لهم عقائدهم وأعمالهم.. قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين } (الزخرف: 36)،  وقول تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم} (الأنعام: 121).

35 - الجرأة على الله تعالى ورسوله وعلى الدين ، منهج واضح للخاسر .. فما أجرؤهم على الله تعالى وعلى رسوله[ على الدين!!

36 -  هب الجميع شتما ولعناً بمن لعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها الصديق.. فكل مفتر ومبتدع سيناله ذلّة وصغار ، وتحقير من الناس في الدنيا، وإلى يوم القيامة ، وسيعيش ذليلاً مطروداً.

37 - زعمهم تعظيم آل بيت رسول الله[ كذب، حالهم يكذب مقالهم.

38 -  ظهور هذا الخاسر بذكر الأمة بشؤم ولؤم هذا الفكر ، ولنا في التاريخ عبر، فلما تمكنت دويلات الباطنية والرافضة كالبويهية والعبيدية والقرامطة، قمعت السنة وأظهرت البدعة، والإلحاد والزندقة، وقتلوا الحجاج، وأخذوا الحجر الأسود، وعاثوا في الأرض فساداً.

39 - وكما لبّس إبليس على الخوارج حتى فجَّروا وكفروا، لبّس على هذا الخاسر وجماعته  حتى جعلهم يسبون ويقذفون الصحابة، حتى طعنوا في أصل الدين والنبوّة.

 

بريئـــة

هذه قصيدة بلسانها نظمها أبي عمران موسى بن محمد بن عبدالله الواعظ الأندلسي – رحمه الله -:

ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي

هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي

إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِه

ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي

يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ

فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ

بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي

وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّه

فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي

فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي

زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ

اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي

وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي

فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي

أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ

وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ

وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي

وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ

واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي

وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي

واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي

بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي

واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي

إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي

إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ

ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي

واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ

وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ

مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي

أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ

فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني

مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي

ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّد

وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ

وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ

فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي

حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ

وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ

وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى

 بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ

وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَ

زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ

وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَ

وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ

وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ

في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ

وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى

هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ

مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ

إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِه

فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ

وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ

بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ

طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ

وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ

بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ

لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُل

هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!

حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي

 وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ

حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ

مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ

أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَ

فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ

نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ

فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ

اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ

لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ

رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ

وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ

فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ

وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ

جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي

واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ

وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ

مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!

مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي

إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي

وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَ بِمُبْغِضِي

 فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ

إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّبٍ

ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ

إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى

حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ

اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ

وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي

واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي

ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي

واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ

وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي

يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد

 يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ

صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ

عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ

إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ

إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ

خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ

مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ

صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ

فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ

إن ياسر الخبيث أجج مشاعر الحقد ونشر ثقافة الكراهية وتلفيق التهم الجزاف والأكاذيب الباطلة وافتعال المشكلات كلما هدأت الأمور، ويكره العرب، ويحرف الشواهد التاريخية، ويشكك بالقرآن وبمصادر السنة، وينصب العداء على أهل السنة والجماعة بكل جماعاتها وتجمعاتها، يكفر من يخالفه وبلا هوادة ثم يتظاهر بالتورع عن التكفير ويتهم المخالفين له بالعداء لآل البيت وبذرائع متعددة بمظلومية الزهراء ومؤامرة الصحابة بزعمه.

يقول شيخه مجتبي الشيرازي: إن التقية ذهبت من الكرة الأرضية، فلم يعد هناك من خوف خلونا نجهر بالحقيقة، وبدأ بتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين ، ويقول ياسر: إن أبليس ليس العدو الأول للشيعة، بل العدو الأول عمر وأبو بكر وأبليس ووصفوهم بالأوثان والجبت والطاغوت، وكفروا كل من أقر لهم بالخلافة وإن كان مقرا بخلافة علي -رضي الله عنه - كفر أهل السنة واعتبرهم مخلدين في النار مع المشركين وإن لم يكونوا ناصبوا أهل البيت العداء، بل مجرد الإقرار بإمامه أبي بكر وعمر.

المطلوب: هو محاكمته وسحب جنسيته ومراقبة الكتب الواردة إلى البلاد لما فيها من مخالفات ومنها (دعاء ضمني قريش) وهما أبي بكر وعمر، آن الأوان لوضع مناهج تعليمية في المدارس تبين واجبنا نحو الصحابة وأمهات المؤمنين وحكم الذي يطعن بهن، ومراقبتة صحفهم ومجلاتهم ومواقعهم، ومراقبة الحسابات ودور العبادة وتسجيل الخطب والدروس والمكتبات والأنشطة.

وضع حد لتحركات خدام المهدي غير الرسمية لما فيها خطرا على الأمن واستقرار البلاد.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك