نصرة أهل الشام.. واجبة
دخلت حرب الإبادة عامها الخامس من قبل بشار وجنوده، وقوات أجنبية أخرى، وداعش، كلهم في كفة ضد الشعب السوري المسلم، استعملوا فيه كل أسلحة الحرب -تحت مرأى ومسمع الجميع- ضد شعب أعزل فرضت عليه الحرب! طائرات تقصف كل شيء، من أطفال ونساء ومرضى ومستشفيات.
فإذا لم يكن هذا إرهابا ولا جرائم حرب ولا يعد سببا للتدخل العسكري الدولي لحماية الشعب الأعزل، فماذا عساه أن يكون؟!
كان الأجدر أن تجتمع الجامعة العربية لتستبدل ببشار حكومة شرعية تأخذ مقعد سوريا، وكذلك الحال في منظمة العالم الإسلامي، وعندما يجلس نواب الحكومة الشرعية عليهم أن يطالبوا بمغادرة المحتلين، ثم يطلبوا من التحالف العربي مساندتهم لعودة البلاد إلى الاستقرار والبناء.
وكان الأجدر أن توجد الأمم المتحدة مناطق آمنة بدلا من خروج الأهالي من بلادهم لتطاردهم الطائرات والدبابات، والقناصون لهم، وتفجير المفخخات والألغام المزروعة، وكان الأجدر توصيل المؤن، وفك الحصار، وفتح مستشفيات متنقلة للعلاج، وإنشاء محاكمات لجرائم بشار وأعوانه وغيرهم ممن شارك ويشارك في استئصال الشعب السوري.
ما ذنب تلك الدماء التي تسال؟ وما ذنب الأطفال الذين يقتلون؟ وما ذنب الملايين الذين يهجرون من أجل شخص أو حزب؟.لا المجتمع الدولي يريد أن يتدخل بطريقة صحيحة ومباشرة بعيدا عن المراوغات الإعلامية، ولا يريد أن يحقن الدماء، ولا يريد استقبال المهجرين، ولا يريد تدريب المعارضة وتزويدهم بأسلحة مكافئة مع العدو!
فلا حل عسكرياً، ولا حل سياسياً، ولا حل اقتصادياً، ولا بصيص أمل في حل قريب..
إن نصرة الشعب المسلم المقهور والمظلوم واجب ديني عبر الدعاء وجمع المال للغذاء وللماء وللدواء ولتعليم أبنائهم وعلاجهم وليعيشوا الكفاف، وأيضا المطالبات الدولية عبر المنظمات وعبر المؤسسات الحكومية والشعبية، وعبر المقالات ونشر صور الظلم الذي وقع عليهم بالصوت والصورة وبلغاتهم حتى تشكل ضغطاً اجتماعياً على القرار السياسي المتخاذل.
روى البخاري ومسلم من حديث البراء بن عازب أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أمرنا بسبع منها: «ونصر المظلوم، وإبراء القسم»، وفي حديث أنس بن مالك الذي جاء في البخاري: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»..
وولاية الأخوة تتطلب نصرتهم قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} التوبة: 71
ولقد حرم الإسلام خذلان المسلم في موطن يحتاج إلى إخوانه أكثر من أي وقت؛ ففي الحديث: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه»، والخذلان عقوبته في الدنيا قبل الآخرة؛ ففي الحديث: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ» وإن الذي يحدث لإخواننا في سوريا ظلم ومنكر، وإذا سكتت الأمة قد يُنزل الله عليهم بأسه؛ فأين نحن من تغيير ذلك المنكر بما هو مشروع ومتاح؟!
ما ذنب أكثر من مليون قتيل، ومليون جريح، وعشرة ملايين شردوا، وأكثر من مليون معتقل لا يُعلم عنهم شيء؟! قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.
والنصر قادم لا محالة لأهل الإيمان، قال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
فيجب علينا العمل بأسباب النصر مع الرجوع إلى الله -عز وجل- وتوحيده والعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وترك المعاصي والآثام، وتوحيد الجبهة الداخلية بعيدا عن الأهواء والأحزاب، ونصرة النفس، وحقن الدماء ونصرة الدين، وإيجاد الحياة للشعب العزيز. قال الشاعر:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر
اللهم كن لإخواننا المظلومين عوناً ونصيراً، وأهلك عدوك وعدوهم...
لاتوجد تعليقات