رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: أبو عبد الله الذهبي 10 أكتوبر، 2016 0 تعليق

نصائـح وتوجيهات للمعلمـين والمعلمات (2)


عود التلاميذ على المحافظة على آداب المجلس والاستئذان عند الرغبة في القيام بأي عمل فردي ولا تسمح بالمحادثات الجانبية بينهم، فإن ذلك مدعاة للفوضى

 

 

 

 

 

 كن واثقاً من نفسك وليظهر ذلك على كلامك وأسلوبك ولهجتك فإن ذلك مدعاة لأن يثق بك التلاميذ ويقبلون على ما تقوله

 

 

 

 

 

 

 

 

من الأهمية بمكان أن يقوم المعلم بغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس الطلبة، وإشعارهم بأهمية العلم وقيمة المعلم لكونه من ورثة الأنبياء، وتعريفهم بثواب طالب العلم واحترام الملائكة له وفرشها أجنحتها له رضاً بما يطلب، إن قيام المعلم بعمله بإخلاص وتفانيه في أدائه وشعور الطلبة بذلك يعد من أهم الأسباب وأفضل الشروط للانضباط الذاتي.

     وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ليس هناك قاعدة ذهبية لحفظ النظام؛ لأن ما ينفع في حالة قد يضر في حالة أخرى؛ حيث إن القدرة على ضبط النظام والهيمنة على التلاميذ وتوجيه دفة الدرس كما يريد المعلم شيء موهوب، ولكن مع ذلك يمكن أن نصل إليه بالتدريب في مواقف تعليمية مختلفة، ونستكمل في هذه الحلقة بعض الإرشادات المهمة والنصائح المعينة على ضبط الصف وسيادة النظام:-

21 - قف في الصف في مكان مناسب بحيث يراك التلاميذ جميعهم، وبحيث تستطيع أن ترى وتسمع كل ما يحدث في الصف.

22 - يجب أن يشعر التلميذ أنه معرض للسؤال في كل لحظة من لحظات الدرس، وبذلك يركزون تفكيرهم في الدرس لا في أمور خارجية تستدعيهم إلى الخروج عن فروض الأدب.

23 - عود تلاميذك على الاستئذان عند طلب الجواب، ورفع اليد في هدوء وعدم قول أنا.. أنا.. أنا، وعدم مقاطعة المعلم قبل أن ينتهي من إلقاء السؤال؛ لأن الاستئذان أمر ضروري يجب أن يتعودوه حتى لا تحصل الفوضى، وهذا أمر ينبغي الصبر عليه ومحاربته من قبل المعلم وذلك بأساليب عدة كإظهار الامتعاض والاشمئزاز وعدم الرضا عما حدث، وكالصمت هنيهة، وكتحديث النظر والتكشير في وجه المتكلم أو إظهار الامتناع عن سؤال من تكلم بغير إذن أو أثار الشغب، أو تأنيب من تحدث بغير إذن إبقائه واقفاً لفترة من الوقت.

24 - عود تلاميذك على المحافظة على آداب المجلس والاستئذان عند الرغبة في القيام بأي عمل فردي، ولا تسمح بالمحادثات الجانبية بينهم، فإن ذلك مدعاة للفوضى.

25 - اطرح السؤال بأسلوب لا يستدعي أن يقول التلاميذ: أنا.. أنا.. أنا، فلا تقل مثلاً: من يعرف؟ من يجيب؟ الشاطر يقول، أو الشاطر يجاوب.

26 - لا تقبل الجواب إلا من الطالب المسؤول فقط؛ حتى يتعودوا النظام.

27 - لا تقبل الأجوبة الجماعية التي تكون مرتعاً خصباً للفوضى والشغب.

28 - لا تنصرف تماماً إلى التلميذ المجيب وتهمل بقية التلاميذ حتى لا ينصرفوا عن الدرس وتبدأ الفوضى، وإنما نقل نظرك بين الطالب المجيب وبين الآخرين في الصف.

29 - لا تنصرف إلى جانب معين من الصف بالنظر أو السؤال أو الحديث أو الاهتمام؛ لأن ذلك مدعاة إلى أن ينصرف بقية التلاميذ عن درسك إلى ما يشبع اهتمامهم ورغباتهم.

30 - نقّل نظرك بينهم حتى يشعر كل منهم بأنه موضع اهتمامك وعطفك وعنايتك ورعايتك ومراقبتك، وتفرس في وجوههم حتى يشعر كل واحد منهم أنه معرض للسؤال أو القراءة أو الخروج إلى السبورة أو القيام بعمل ما في أي لحظة من لحظات الدرس، وحدق في أعينهم حتى يشعروا بأنهم مراقبون؛ مما يدفعهم إلى عدم الإخلال بالنظام والخروج عن آداب السلوك..

31 - لا تنشغل عنهم بأمور ثانوية، كأن تضبط جهاز العرض السينمائي، أو تكلم أحداً في الخارج، أو تقرأ في جريدة أو مجلة دون داع، أو أن تراجع موضوع الدرس من الكتاب أو من دفتر التحضير، أو تطيل عتاب المتأخرين أو عقاب المقصرين أو المشاغبين، تاركاً الطلبة دون عمل محدد ينشغلون به.

32 - لا تترك فترة فراغ أو فترة صمت طويلة تكون مرتعاً خصباً للشغب وإثارة الفوضى؛ فإن التلميذ إذا لم تشغله شغلك؛ لذا يجب أن ينشغل التلاميذ بعمل مستمر طوال الحصة بإعطائهم الواجبات الإضافية، أو الأعمال التي تتناسب وقدراتهم العقلية والعلمية.

33 - يجب أن تكون رحب الصدر متسامحاً فلا تنزعج لأقل هفوة، ولا تدقق على الأمور التافهة والبسيطة والصغيرة، خصوصاً تلك التي تحصل منهم لأول مرة، إلا إذا مست الآخرين، فقد تتسبب معالجة الخطأ في فوضى أكثر من تلك التي تنشأ من الخطأ ذاته.

34 - يجب أن يكون العقاب نادراً ما أمكن؛ حتى تبقى له هيبته وقيمته، والمعلم القدير هو الذي لا يلجأ للتوبيخ والعقاب البدني، إلا في الحالات القصوى، لذا فإنه يجب أن تعالج المشكلات بأسلوب غير مباشر؛ حيث إن التلميح يكون أحياناً أقوى من التصريح.

35 - عند حدوث الفوضى، حاول أن تفرق بين السلوك الفردي والسلوك الجماعي، فكلما كان السلوك فردياً كلما أمكن السيطرة عليه بسهولة، وأمكن توقيف مثير الشغب عند حده، أما إذا كان السلوك جماعياً فيجب أن تتعرف على السبب، وتسعى للتفريق بين مثيري الشغب ووضعهم بعيدين عن بعضهم مستعملاً سياسة فرق تسد، وإذا اضطر الأمر اتفق مع إدارة المدرسة أو المرشد الطلابي على توزيع مثيري الشغب على فصول المدرسة.

36 - لا توجه اللوم للصف بأكمله حتى لا يخلق تجاهك كرهاً من الجميع، وتكون عرضة للعداء الاجتماعي، فلا ترميهم جميعاً بالإهمال أو قلة الأدب، أو قلة الذوق؛ لأن في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان وتشجيعاً لأهل الإساءة على الإساءة.

37 - قم بإثارة انتباههم وترغيبهم في الدرس، واسعَ إلى استقطاب اهتمامهم، وذلك بجعلهم المحور الذي تدور حوله العملية التربوية.

38 - تأكد من أنك تعاقب الطالب الذي أثار الشغب بعينه، حتى لا تؤذي شعور الأبرياء دون ذنب اقترفوه، كما أن ذلك دفعاً لأهل الإساءة على معاودة الإساءة من جهة، ومن جهة أخرى فيه تزهيد للمؤدبين عن التمسك بفروض الأدب.

39 - لا تلجأ للضرب والعقاب البدني مطلقاً، ولا تلجأ للعقاب إلا بعد استنفاذ كافة الوسائل الأخرى، واعلم أن التلاميذ يتفاوتون في فروقهم الفردية، فمنهم من لا يكلفك أدنى جهد للانضباط، ومنهم من تكفيه النظرة، ومنهم من يحتاج إلى التوجيه اللفظي من تأنيب أو توبيخ أو تقريع، ومنهم من لا ينفع معه إلا العصا.

40 - يجب أن يكون هناك تناسب بين الذنب والعقوبة، وذلك بالبدء بالنظرة البسيطة ثم التفرس والتحديث إلى العبوس والتجهم ولفت النظر والتقريع.

41 - لا تطرد التلاميذ خارج الصف؛ لأن ذلك دليل على عجزك عن حل المشكلة، إن الغرض من العقاب السعي إلى ما فيه مصلحة الطلبة، وإن حرمان أحدهم من الدرس معناه تضييع الفرصة عليه للتعليم، ومن جهة أخرى فإن بعضهم قد يقوم بالمشاغبة لكي يطرد من الصف في بعض الأحيان، لكي يتمكن من الذهاب للفناء للعب، أو علي الأقل حتى يرتاح من درس لا يحبه أو من معلم ثقيل على نفسه.

42 - أحضر جميع مستلزماتك من وسائل وأدوات وطباشير حتى لا تضطر إلى إرسال تلميذ أو أكثر للخروج من الصف ليحضروا لك ما تريد، فتفوّت عليهم سماع الدرس، أو أنك تنتظر عودتهم فتترك مجالاً للفوضى.

43 - كن على علاقة ودية معهم داخل الصف وخارجه حتى تكسب ثقتهم واحترامهم، ويقتنعوا بأنك تهتم بهم وتسعى لما فيه مصلحتهم فينقادوا إليك طائعين مختارين.

44 - لا تحاول جرح شعورهم أو أن تسخر منهم أو من أشكالهم، أو من أجناسهم أو من قبائلهم أو من أسمائهم، أو أن تلقبهم بأسماء نابية.

45 - لا تهدد كثيراً أو تكثر من الوعيد في أمور لا تستطيع أن تقوم بها، أو تقول ما لا تفعل، فيصبح تهديدك من سقط الكلام؛ فتسقط هيبتك في نظرهم ويتجرؤون عليك.

46 - كن رحيماً، وأشعرهم بالمودة والأمان والاطمئنان؛ حتى تكسب ثقتهم ورغبتهم في الانتباه إليك بدافع ذاتي نابع من أنفسهم.

47 - إذا أمرت بشيء فتأكد من أنك تجاب إلى طلبك؛ حتى تجد لأمرك القادم التجاوب المطلوب مستقبلاً.

48 - إذا طلبت منهم القيام بعمل ما، فلابد أن تكون أوامرك حازمة تشعر بوجوب تنفيذها، وأن يظهر ذلك على نبرات صوتك وطبقاته، ولهجتك حتى يشعروا بجديتك وإصرارك.

49 - لتكن أوامرك معقولة، فلا تسن أعداداً كبيرة من القواعد والقوانين الثانوية التافهة؛ ولذا فإننا ننصح المعلم بتذكر الحكمة التي تقول: إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع.

50 - كن واثقاً من نفسك وليظهر ذلك على كلامك وأسلوبك ولهجتك، فإن ذلك مدعاة لأن يثق بك تلاميذك ويقبلون على ما تقوله.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك