نصائح وقواعد تربوية لمشرفي الحلقات والمراكز الشبابية
هذه نصائح وقواعد تربوية جمعتها ورتبتها ودونتها مما يقارب من 20 مربيًا ومختصًا في التربية، وركزت على ما يلامس الواقع العملي منها، فوجدتها نافعة ومفيدة للمربي والمتربي، أسعى إلى الانتقال بها من طور التنظير إلى طور التطبيق في الميادين والمحاضن التربوية، والمؤمَّل أن تكون هذه الفوائد كالمتن المشروح لمن خاض غمار التربية واشتد عوده فيها، وكالمتن الذي يحتاج لاستزادة لمن استجد في ميادين التربية.
التعامل مع المراهقين
- التعامل بين المراهقين يجب أن يكون بالعدل وعدم التمييز بينهم في الشكل أو الجنس أو المكانة، وهذا لا يتعارض مع مكافأة المحسن ومعاقبة المخطئ.
- القسوة مع المراهق تصنع شخصية ضعيفة تقبل الانحراف سريعا.
- الإنصات وتفهم المشاعر وطلب الحلول من المراهق وإشراكه في الحل والدعاء أمامه ومتابعته، هذه السداسية مهمة لحل المشكلة التي يطرحها المراهق.
- حكمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع المراهقين بدت في موقفه - صلى الله عليه وسلم - مع من استهزأ بالأذان من المراهقين المشركين، ومنهم أبو محذورة، فأمسكه الرسول - صلى الله عليه وسلم ووضع يده على رأسه ثم دعا له بالهداية، بل وجعله مؤذنا لمكة إلى أن توفي - صلى الله عليه وسلم -.
- من الخطأ تعميم أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عموم الصحابة على المراهقين، فَفِعلُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أحد الصحابة بإزالة الخاتم من يده وإلقائه على الأرض، لاتصلح مع المراهقين.
- الأسئلة الروتينية التي يفعلها الوالدان يجب ألا تنتقل إلى المربين في المراكز التربوية.
- بداية المرحلة الثانوية هي بداية لحالة من التمرد، والانفراد بالرأي، والإعراض عن التوجيه المباشر؛ فمن الخطأ التضجر من هذه السمات، وعليك بالتوجيه غير المباشر ولا تكن خصما للطالب في هذا السن.
- مرحلة المراهقة هي مرحلة القوة والنشاط والنضج وقطف الثمار والتضحية؛ فقد أفلح من استطاع أن يستغل هذه المرحلة بحسن قيادته.
- مرحلة ما قبل السنة الخامسة عشرة أفضل مرحلة لغرس القيم، وما بعدها يكون التركيز على المهارات.
- وسّع دائرة علاقاتك، ولا تكن أنت المؤثر الوحيد، ولاتمارس حِجرًا فكريًا، وأعطِ لغيرك فرصة لالتقاط الهواء بمخالفته اجتهاداتك.
مهارات لازمة للمربي الناجح
- البوابة الأولى والأخيرة في التأثير بالمتربي هي الإخلاص.
- القدرة على التوظيف من أعظم دعائم المربي المؤثر، بأن يوظف الجميع لتحقيق الأهداف النبيلة.
- السمت والسلوك الجذاب من أهم وسائل التأثير والتربية.
- قاعدة: المعلم إذا أدّى ما عليه في محضنه التربوي، فإن المتعلم يتفاعل تلقائيا.
- لابد من المعايشة مع المتربي؛ فهي تكشف شخصيته وبواطنه.
- لابد من الاستمرارية في تقديم ماينفع للمتربي، فمتى ما شعر المتربي أنه لا يستفيد من معلمه فإن هذا من أكبر العوائق التربوية.
- التربية بالقدوة تفوق أنواع التربية جميعها، يقول ابن حزم -رحمه الله-: “طلبت العلم عند شيخ، فتعلمت من بكائه أكثر من علمه».
- على المربي الابتعاد عن المباحات فضلا عن سفاسف الأمور، لا على الوجوب، بل حتى يكون أكثر تأثيرًا بالمتربي.
- الجود له علاقة كبيرة في تفاعل المتربين مع معلمهم.
- اكتشاف قدرات المتربين وتوظيفها واستغلالها استغلالا جيدا من سمات المربين الناجحين.
- يجب على المربي غرس الثقة في نفس المتربي وإعطاءه المساحة الكافية لإبداء رأيه وتدريبه اتخاذ القرار وفق ضوابط العمل الجماعي والمؤسسي.
- المربي الناجح يضع نصب عينيه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن كان في الساقة كان في الساقة»، فلا يضعف إن دنا منصبه، ولايغتر بعلو منصبه؛ فهو تكليف مسؤول عنه.
- الثقة العالية في المربي، قد تقدمه على غيره من المربيين الأكفاء؛ فالثقة العالية مع قدرات متواضعة أنفع وأجدى من قدرات عالية مع ثقة متواضعة.
- من معايير النجاح في العملية التربوية تقليد المتربي لمعلمه في الأقوال والأفعال والسلوكيات.
التعامل مع خطأ المتربي
- لا تفرح باكتشاف الأخطاء؛ فهذا عثمان ابن عفان - رضي الله عنه - علم باجتماع قوم على منكر، فاتجه إليهم فلم يجدهم، فحمد الله على أنه لم يجدهم، وأعتق رقبة لله على ذلك.
- عقوبة الهجر يجب النظر فيها إلى مكانة المهجور عند هاجره؛ فهو أسلوب لا يصلح للجميع، ويجب أن يكون مؤقتا.
- لابد للمربي أن ينظر للدوافع قبل الحكم على الأخطاء؛ فعندما تحكم على خطأ المتربي لن تستطيع أن تتحمله، وعندما تنظر إلى دوافعه ستتقبله.
- لابد من الصبر على الأخطاء المستمرة المتكررة عند المتربي مع السعي للإصلاح، ولابد من الاستنفار لمواجهة الأخطاء المتفاقمة واجتثاثها.
- يجب النظر عند إصلاح الخطأ إلى الفاعل من ناحية دوافعه ومكانته عندي ومكانتي عنده.
- الأساليب التحقيرية من أشد أنواع الإهانة للمخطئ، مثل قول الله -عز وجل- عن أبي جهل: ذق إنك أنت العزيز الحكيم، وكاللوم بوصف الثناء مثل: (أحسن ويا قوي)، ولاينبغي أن تُستعمل في المحاضن التربوية إلا نادراً.
- الخطوط الحمراء لدى المتربي قد تكون صديقًا تاريخيًا، أو انتماء وتوجها معينا؛ فالمساس بها يكون بحيطة وحذر شديدين؛ فلا تحاول الهجوم عليها، أجّل الخطوة قليلا، وقد تضطر بداية إلى عدم المساس بها فترة من الزمن؛ لأن شعور المتربي بأنه مقدم على نقلات كبيرة قد ينشأ عنه ردة فعل معاكسة.
- لا تفضح المخطيء لا تصريحا ولا تلميحا، حتى لا يلجأ إلى الجهر بالمعصية جرّاء ذلك، ولا تعنف فينكسر، فتتحول أنت والدعوة خصما له ولأهله.
الأساليب النبوية في إصلاح الأخطاء
- قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا غلام سمِّ الله، وكل بيمينك وكل مما يليك». يرشدنا إلى أنه ينبغي تحديد ما ينبغي أن يفعله المخطئ، أكثر من التركيز على تحديد الخطأ الذي وقع فيه المخطئ.
- في حادثة تبول الأعرابي في المسجد، لم يغضب الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكون الفاعل أعرابيا جاهلا، وكان الأمر في بداية الإسلام، وبعدها بأعوام رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - نخامة في المسجد، غضب غضبا شديدا وأصبح يزيلها بيده ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «أيحب أحدكم أن يستقبله رجل، فيبصق في وجهه؟!»، مع أن البول في المسجد أشد جرما من التنخم فيه، والسبب أن الفعل كان بعد انتشار الإسلام والفاعل مستور غير معلوم بخلاف حادثة الأعرابي.
لاتوجد تعليقات