
” نصائح البدايات قبل الزواج ” من أسباب السعادة الزوجية – الاستعداد النـفـــســــي ومعرفة المقصد من الزواج
هذه نصائح ينبغي على الشباب ملاحظتها والانتباه إليها مع أول بدايات السير في درب الحياة الزوجية؛ للحذر من وقوع المنغصات والمكدرات مستقبلا، التي يتوقع حدوثها لأسباب عديدة، ومع حذر الوقوع في ذلك وجب التنبيه؛ لأن العاقل من وأد المشكلات وهي في مهدها، في سبيل أن تسير سفينة الزواج على مياه هادئة سعيدة، ومن هنا جاءت هذه السلسلة في النصح والتوجيه إلى تلك الأمور التي يحتاج الزوجان لمعرفتها في بداية حياتهما، ولنتذكر أن صفاء الحياة الزوجية في بداياتها مع وضوح نقاط التفاهم بين الزوجين مع أول ساعات الالتقاء سيجلب - بإذن الله - لهما السعادة والرحمة في علاقتهما.
(1) لماذا تزوجت
الشاب يقول: هل تزوجت من هذه الفتاة لثرائها، فأريد أن أنتفع من أموالها؟
أو لأنها معروفة بجمالها، والمباهاة بين الأهل بأني تزوجت أجمل فتاة؟
أو لأنها صاحبة دين وخلق فأسعى إلى الظفر بكریم العشرة معها، وبحسن تربيتها لأولادنا؟
والفتاة تقول: هل تزوجته؛ لأن والده له منصب كبير؟ أو لأنه ثري ويمتلك من المال الكثير؛ مما سيوفر لي حياة البذخ والرفاهية؟ أو هل تزوجته لأنه صاحب دین وخلق، وأسعى لأن يرعاني ويكرمني بحياة زوجية مباركة؟
كل طرف يأمل وينشد من زواجه أمرا ما؛ ولهذا قال النبي: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». متفق عليه. والسعيد-بإذن الله- من عرف المقصد من زواجه، ثم جعل له أهدافا واضحة تجلب له السعادة في حياته الزوجية، مع بذل السبل وتقديم التنازلات في بعض الأحيان لبلوغها والمحافظة عليها.
(2) الاستعداد النفسي
واجب على أهل الفتاة أن يبينوا لابنتهم ما يتعلق بالمرحلة القادمة، من جهة معيشتها مع رجل له الأمر والنهي عليها، وهو القائم على حياتها، وأن عليها أن تتغير في سلوكها؛ من كثرة الخروج والزيارات وغيرها من الأمور التي هي بحاجة لمراجعتها نفسيا في علاقتها مع زوجها.
وكذا الأمر بالنسبة للشاب؛ فعليه أن يستعد نفسيا مع ولوجه إلى حياة تختلف عما كان عليه سابقا وهو عزب، فعليه أن يتغير وينظم حياته بما يتوافق مع حاجيات بيته وزوجته؛ لأن تلبية أمور الأسرة مقدم على رغبات الأصدقاء ومجالستهم، فالاستعداد النفسي له أثره البالغ في تهيئة الأجواء لإقبال الشاب على حياة جديدة، وكذلك الفتاة.
(3) التجهيز الظاهري
تحرص الأم على تجهيز ابنتها لحفل الزواج، ولن تبخل في سبيل ذلك بشيء، لكنه حرص لأمر عابر مؤقت، سيطويه النسيان بعد زمن، وقد لا يبقى منه إلا صور في الذهن، ویالیته لو اكتمل من طرف آخر، ألا وهو الاستعداد الفعلي، بكيفية تجهيز الفتاة لزوجها في معرفتها لكيفية رعايتها لبيتها ولزوجها.
وهذا الأمر نابع من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأة في بيتها راعية ومسؤولة عن رعيتها». رواه البخاري، ولذا يتوقع الزوج بأن تكون الفتاة على قدر من حسن التدبير والرعاية له من جميع الأمور في البيت، رغبة في كسب قلب الزوج، بدلا من أن تكون الفتاة لا زالت تعيش في رعاية أمها أو الخادمة، ولنتذكر بأن الإنسان تسترقه حسن الرعاية وكريم الاهتمام، وسيكون طوعا لمن يقوم على مصالحه وراحته.
(4) الماضي سر مدفون
الزواج بداية لحياة جميلة مع سلوك جديد مما يحبه الله، وعصمة للنفس عن الشهوات المحرمة، فقد يكون لأحد الطرفين سلوك سيء قبل الزواج، لتصرفات طائشة قديمة.
ويظن بعض الأزواج أن المصارحة بما كانوا عليه من سلوك سابق في أيام المراهقة، فيه دلالة على بداية واضحة مع الطرف الآخر، وهذا ظن خطأ؛ فالماضي بكل ما فيه مضى، وواجب أن يطوى ولا يروى، مع عزم صادق لبداية حياة جديدة، ونهج من السلوك القويم الذي سيجعل الحياة الزوجية -بإذن الله - تحيا وتدوم بالمودة وحسن التفاهم.
الزوج يختلف عن الزوجة؛ وذلك لأن الله خلق كل جنس له سلوكياته وأفكاره، وصفاته الجسدية، فمن الظلم محاولة الذكر أن يجعل الأنثى مثله بالسلوك والتطلعات والرغبات، أو تفعل هي مثل ذلك للذكر.
(5) {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}
قال -تعالى-: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}، فحري بكل طرف التمهل والترفق في كيفية التعامل مع الطرف الآخر؛ إذ من سبل تحقيق التوافق بين الزوجين معرفة القدرات، ومعرفة الزوج لرغبات الزوجة، ومع تعلم الزوجة رغبات الزوج، ستكون الحياة واضحة؛ لأنها بعيدة عن التطلع فوق الطاقة والقدرة، من جهة السلوك أو التفكير، أو أي فعل فوق الوسع والجهد في الحياة.
(6) التمتع بشريك الحياة
الأشهر الأولى بين الزوجين تعد من أسعد اللحظات، وستبقى عالقة في أذهانهما دائما، والواجب عليهما الحرص على دوام هذه السعادة، ومن سبل ذلك:
- التمتع بالنظر: لينظر كل طرف للآخر على أنه أروع وأجمل إنسان، ولذا نوصي الأزواج بأهمية غض البصر عن غير زوجته، وعدم النظر إلى النساء في العمل مثلا، أو في الفضائيات، وعلى الزوجة أن تجذب وتأسر نظر زوجها إليها بحرصها على الزينة، ورائع الرائحة، وجميل التعامل.
- التمتع بالاجتماع الأسري: ليكن في ذهن الزوج أنه إذا دخل إلى بيته فسيلتقي بأجمل مخلوقة وألطفها وأروعها، وليوطن النفس على ذلك حتى يتعلم كيف يسعد وينعم مع شريكة حياته، لتكون حياته معها سنوات من العسل والهناء، لذا على الزوجة الحرص على تعلم وسائل نشر السعادة في البيت دائما قولا وعملا.
- الحرص على التزين: الزينة من أروع السبل لكسب قلب الطرف الآخر، وليس الأمر متوجها إلى المرأة فقط، لكنه كذلك للزوج، فعليه أن يهتم بزينة ملبسه ونظافة جسده، قال ابن عباس: «إني لأتزين لامرأتي؛ كما أحب أن تتزين لي».
(7) السؤال عن الآداب الشرعية
شرع لنا ديننا الحنيف آدابا وسلوكيات تتعلق بالعلاقة بين الزوجين، بغية أن يكون أول ما يلتقي عليه الزوجان هو بطاعة الله، وما يحبه -تعالى-، ومن تلك الآداب:
- ملاطفة الزوجة عند اللقاء الأول: يستحب للزوج مع دخوله على زوجته أن يلاطفها؛ ليحصل الأنس بينهما، مثل أن يقدم إليها شيئا من الشراب ونحوه، لحديث أسماء بنت يزيد قالت: إني قينت (أي: زینت) عائشة لرسول الله ثم جئته فدعوته لجلوتها (أي: للنظر إليها مجلوة مكشوفة) فجاء فجلس إلى جنبها، فأتي بعس (أي: القدح الكبير) لبن فشرب، ثم ناولها النبي فخفضت رأسها واستحيت، قالت أسماء: فانتهرتها، وقلت لها: خذي من يد النبي، قالت: فأخذت فشربت شيئا. ثم قال لها النبي: أعطي تربك (أي: صديقتك). قالت أسماء: فقلت: يا رسول الله بل خذه فاشرب منه، ثم ناولنيه من يدك. فأخذه فشرب منه، ثم ناولنيه. رواه أحمد.
- وضع اليد على رأس الزوجة والدعاء لها: يشرع للزوج وضع يده على رأس زوجته مع أول لقاء، وأن يسمي الله ويدعو لها، ويتذكر ما جاء في قوله: «إذا تزوج أحدكم امرأة، أو اشتری خادما، فليأخذ بناصيتها وليسم الله -عز وجل-، وليدع بالبركة، وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها، وخير ما جبلتها عليه (أي: خلقتها وطبعتها عليه)، وأعوذ بك من شرها، وشر ما جبلتها عليه». أخرجه أحمد.
- صلاة الزوجين معا ويستحب لهما أن يصليا ركعتين معا، فعن أبي سعيد مولی أسيد قال: «تزوجت وأنا مملوك، فدعوت نفرا من أصحاب النبي، فيهم ابن مسعود و أبو ذر وحذيفة، قال: وأقيمت الصلاة، فذهب أبو ذر ليتقدم، فقالوا: إليك! قال: أو كذلك؟ قالوا: نعم. قال: فتقدمت بهم وأنا عبد مملوك، وعلموني. فقالوا: إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين، ثم سل الله من خير ما دخل عليك، وتعوذ به من شره، ثم شأنك وشأن أهلك». أخرجه ابن أبي شيبة.
- الدعاء قبل الجماع: وينبغي للزوج قبل أن يأتي أهله للجماع أن يقول: «بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا. قال: فإن قضى الله بينهما ولدا لم يضره الشيطان أبدا». أخرجه البخاري.
- الوضوء بين الجماعين: ويستحب له بعد الفراغ من الجماع، وإرادة العودة مرة ثانية أن يتوضأ، لقوله: « إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوء، فإنه أنشط في العود». رواه مسلم، والاغتسال أفضل، لحديث أبي رافع، أن النبي طاف ذات يوم على نسائه، يغتسل عند هذه، وعند هذه، فقلت له: یارسول الله، ألا تجعله غسلا واحدا؟ قال: «هذا أزكی وأطيب وأطهر». رواه أبو داود والنسائي.
- اغتسال الزوجين معا: ولهما أن يغتسلا معا في مكان واحد، ولو رأى منها ورأت منه، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كنت اغتسل أنا ورسول الله من إناء بيني وبينه واحد، تختلف أيدينا فيه فيبادرني ( يسابقني)، حتى أقول: دع لي، دع لي، قالت: وهما جنبان». رواه أبو داود.
- توضؤ الجنب قبل النوم، ويستحب الوضوء قبل النوم للزوجين بعد الجماع إن أرادا النوم من دون اغتسال، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ للصلاة». رواه البخاري.
لاتوجد تعليقات