رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: راشد سعد العليمي 3 فبراير، 2021 0 تعليق

نصائح البدايات قبل الزواج – ليحذر الزوج من ظلم الزوجة وليتذكـــر أن قــــــــــــــدرة الــلـــــه عــلــيــــه أعــــــظــــم مــــن قدرته عليها


ما زال الحديث موصولاً عن النصائح التي ينبغي على الشباب الانتباه إليها مع أول بدايات السير في درب الحياة الزوجية؛ للحذر من وقوع المنغصات والمكدرات مستقبلا، فصفاء الحياة الزوجية في بداياتها مع وضوح نقاط التفاهم بين الزوجين مع أول ساعات الالتقاء سيجلب -بإذن الله- لهما السعادة والرحمة في علاقتهما، واليوم نستكمل الحديث عن تلك النصائح.

(16) الجزاء من جنس العمل

     من أحسن في أموره فسيرى الحسنى بإذن الله، ومن كان سيئا بذيئا فسيلاقي معاملة غير طيبة، لهذا من أحسن مع زوجته، فسيجد من يحسن إليه في التعامل، وسيكون هناك من يكرمه، قال ربنا: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}(الرحمن:60)، ومن كان مسيئا لزوجته، فإن الله سیسلط عليه من لا يكرمه ولا يحسن إليه، سواء من أقاربه، أم من المسؤولين في عمله، أم من الأصدقاء، مصداق ذلك قوله -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (الشوری:30) وكما تدين تدان، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، والزواج ليس تطبيقا لعادات ضد المرأة، التي هي: زوجة أو أم أو أخت، لذا فليحذر الزوج من ظلم الزوجة أو إهانتها، قال -تعالى-: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} (النساء: 34)، وليتذكر أن قدرة الله عليه أعظم من قدرته عليها، وليحذر من عقوبة الله، لأنه ناصر الضعفاء، وهو ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن، والقضية حسن معاشرة {وعاشروهن بالمعروف}.

(17) تأخر المعاشرة الزوجية

      الأصل في الشاب المسلم العزب العفة ومحافظته على نفسه من الفاحشة، وليس عنده إدراك بكيفية علاقة الرجل بالمرأة في الفراش، وكذا الأمر بالنسبة للفتاة العزباء، ولهذا يفترض أن يكون اللقاء بين الزوج وزوجته في أول حدوثه محرجًا في كيفية تحقيق التواصل فيما بينهما، وهناك من لا يعرف كيف يحقق ذلك لأيام أو لشهور؟ ولذا يخشی من هذا الجهل واستمراريته، مع الخجل في السؤال، أن يكون سببا في وقوع الطلاق بين الزوجين، لوقوع الضرر النفسي عليهما، فعلى الزوج أو المرأة سؤال من يثقان برأيه وأمانته لتبيان كيفية هذا التواصل المبارك بينهما.

(18) حالة الزوجة النفسية

     العفة التي عاشتها الفتاة لسنوات محافظة عليها، ثمرة تربيتها على الحياء في ستر نفسها، يتوقع أن تصطدم مع قضية تخيلها كشف جسدها، ومن ثم ستفقد أغلى ما حافظت عليه ألا وهو عفتها! وهذا أمر لا تتصوره طائفة من الفتيات، وقد لا تتقبله بعضهن بالوقوع من أول ليلة، لهذا يتوقع منها عدم التجاوب المناسب، أو أنها تمتنع لزمن من هذا التواصل مع زوجها، ويكمن الخطر هنا في جهل الزوج بكيفية التعامل مع حالة الزوجة النفسية في هذه المسألة، ولربما قاده قلة فهمه إلى التوهم أن الممانعة تنقص فحولته، فيقوده الاستعجال إلى استخدام العنف ضربا أو صراخا؛ لأجل نيل حقه في اللقاء الأول بينهما، وهذا قد يؤثر سلبا على نفسية الزوجة لاحقا، وعلى الجانب الآخر قد يؤثر طول صبره على امتناعها المتكرر عنه أن يكون سببا من أسباب التنافر، ومن ثم وقوع الطلاق، والواجب الحرص على حسن التعامل والتوجيه المناسب لهما، وعلى الزوج ألا يتضايق من تأخر المعاشرة، وعليه أن يتعلم أن أنس الشريك بحبيبه سبب لنيل الحاجات، ودليله قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لجابر - رضي الله عنه-: «فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، وضاحكها وتضاحكك؟» رواه مسلم.

(19) استجابة المرأة لزوجها

     تلبية المرأة لحق زوجها في المعاشرة أمر واجب عليها، قال - صلى الله عليه وسلم-: «إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على التنور» رواه النسائي، إلا أن يكون هناك سبب شرعي لذلك الامتناع، قال ابن تيمية: «يجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو أوكد حقوقها عليه، وهو أعظم من إطعامها، والوطء الواجب بقدر حاجتها وقدرتها على ذلك»، ومع استجابتها لحق زوجها، لكن عليها الحذر من طاعته في المحرمات، ومن ذلك الجماع على وجه محرم، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «لا ينظر الله إلى رجل يأتي امرأته في دبرها». رواه النسائي، وقال - صلى الله عليه وسلم-: «من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه مما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» رواه أبو داود.

(20) أوامر والدة الزوج

      بعض الأمهات تريد أن تتحكم في حياة زوجة ابنها؛ فهي مثلما فرضت رأيها على ابنها طوال سنوات من معيشته في كنفها، فإنها لا تتخيل أن تأتي أخرى وتوجه الابن معها، ولهذا تجعل الأم من زوجة ابنها بمنزلة الضرة معها، ولا تريد أن تستوعب بأن الابن قد كبر في السن والعقل، وينبغي أن تكون له شخصيته ورأيه مع زوجته! ولذا فالخشية من أن تكون كثرة تدخلات أم الزوج في حياة الزوجين الجديدين سببا لوقوع التنافر، ومن ثم الخصام، وختامه الطلاق، فواجب على الزوج حسن السياسة بينهما، وتفهم الأمور بوعي ناضج، ولهذا كان من الأفضل لبعض الحالات الزوجية سكنى الزوج مع زوجته في بيت مستقل عن الأهل.

(21) أوامر والدة الزوجة

     تريد الأم السعادة لابنتها، وتحرص على أن تطمئن عليها في كل أمورها، لذا لا نستغرب من سؤالها لابنتها عن كل صغيرة وكبيرة في حياتها الزوجية، وتقديمها النصح والتوجيه لها في كل أمر، حتى في تجهيز شقة الزوجية، وإعداد الطعام، ومواعيد الخروج للزوجين والرجوع، وغير ذلك، وتريد بعض الأمهات من ابنتها أن تنفذ توجيهاتها، قبل كلام زوجها، وقد تسبب مثل هذه التصرفات نفرة الزوج من تدخلات أهل الزوجة في حياتهما الدالة على انعدام شخصية زوجته، وما هذه التدخلات إلا تدمير لشخصيته.

(22) البر بالأم والطاعة لها

     بعض الزوجات تظن أن طاعتها لأمها مقدمة على أي مخلوق ولو كان زوجها، وتظن أن هذا المسلك هو الصحيح شرعا! وهذا ظن خطأ، فطاعة الزوج بالمعروف واجبة ومقدمة على طاعتها لوالديها، وتحقيقها سبب عظيم للسعادة في بيتها وحياتها، فلا أحد يمنع من حسن طاعته لأمه، وتحقيق ما تطلب، لكن بعيدا عن ظلمه الحقوق الزوجة، أو طغيان أي حق على الآخر.

(23) الزيارات للأهل ورعاية البيت

     حث ديننا على صلة الرحم، وعلى الزوجين رعاية هذا الأمر بما لا يتعارض مع رعاية حياتهما، ومن ذلك عدم إكثار الزوجة من زياراتها لأهلها؛ مما يكون فيه غفلة لحق زوجها، أو تقديم لحقوق أهلها على حقوق بیتها؛ لأن طاعتها لزوجها ورعاية بيتها مقدم على زيارتها لوالديها، وكذا الزوج عليه ألا يستغرق التزاور أكثر مما ينبغي في مقابل رعاية أمور زوجته وبيته، فالاعتدال في الزيارات سبب لجعل الحياة الزوجية سعيدة ورائعة.

(24) أخوات الزوج أو الزوجة

     الأقارب لأي طرف تأثيره واضح في حياة الزوجين، ولا سيما من جانب الأخوات، فلهن صلة وثيقة إما بحسن استمرار العلاقة بين الطرفين، بالنصح وحسن العلاقة، أو بوقوع الغيرة منهن تجاه زوجة الأخ، ولا سيما إذا كن جميعا في عمر متقارب، لهذا يجب استخدام الحكمة في تناول هذا الجانب لتجنب المشكلات لاحقا.

بعض العادات والموروثات المُعوِّقة

 قد تكون بعض العادات والموروثات عائقا في صعوبة التعايش بين الزوجين، ومثال ذلك:

- منع أهل الزوجة الزوج عن زوجته رغما عنه بعد عقد الزواج، من باب مراعاة لأعرافهم وعاداتهم، ويستمر المنع إلى إقامة حفل العرس، وهذا الحجب للرجل عن زوجته فيه ظلم له، بل تحريم لما أحله الله للزوج من حق التمتع بزوجته بعد العقد مباشرة.

- المبالغة في النفقة على حفلة العرس.

- فرض القوة على الزوجة إذلالا لها، باعتبار أن المرأة لا رأي لها في الحياة وفق بعض العادات السيئة.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك