نصائح إسلامية للمقبلين على الامتحانات المدرسية والجامعية
لعل ما يشغل اهتمام معظم الأسر هذه الأيام هو دخول موسم الامتحانات المدرسية والجامعية في معظم دول العالم الإسلامي، ولا تكاد تخلو أسرة من طالب أو أكثر في مختلف مراحل التعليم.
ولعل هذا ما دفعنا إلى كتابة هذه السطور؛ لعلها تكون نصائح صادقة تفيد إخواننا الطلاب وأسرهم في هذه المرحلة.
التوتر والقلق:
هناك بعض الطلاب وكذلك بعض الأسر يعطون الاختبارات والامتحانات أكثر مما تستحق من القلق والتوتر والضغط العصبي، ولعل هذا بالطبع يوثر سلباً على الجو النفسي للطالب، وبالتالي يقلل قدرته على التحصيل والاستيعاب، بل يؤدي إلى تطاير المعلومات التي حصّلها الطالب خلال السنة الدراسية.
ويؤكد علماء النفس أن المبالغة في إضفاء جو التوتر والقلق على الطالب والأسرة عموماً كارثة كبرى تهدد اجتياز الطالب للامتحان بنجاح؛ لما يحمله داخله من ضغوط تصيبه بالنسيان وعدم القدرة على التركيز، وتزيد هذه الضغوط كلما قرب موعد الامتحان حتى تصل إلى أقصاها داخل لجان الامتحانات، وهنا تكمن الخطورة، فلا ينتظر من شخص يضع على رأسه كتلة من الضغوط النفسية والعصبية وكل هذا الكم الهائل من القلق والتوتر أن يبلي بلاء حسنا أو يحقق أدنى تفوق.
الشعور بالنسيان:
يشتكي الكثير من الطلاب حينما يقترب موعد الامتحانات من الشعور بالنسيان حتى قال لي أحد الطلاب: أشعر أني لم أدرس هذا المنهج من قبل، وهذا ما قد يرفع درجة التوتر والقلق إلى أقصاها.
ونسوق هذه البشرى إلى إخواننا الطلاب في كافة المراحل؛ لأن كافة النفسيين أكدوا أن هذا الشعور ينتاب الطالب الملم بالمنهج، والسبب فيه هو الخوف من موعد الامتحان واقترابه، وحينما يصل هذا الطالب إلى مرحلة الاطمئنان يجد نفسه ملما إلماما كاملا بالمنهج وقادرا على الإجابة عن الأسئلة كافة.
تنظيم المراجعة:
وتنظيم المراجعة يعد أهم العوامل المؤدية إلى التفوق والنجاح بعد الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، وتنظيم المنهج لمراجعته يحتاج إلى إلمام سابق بالمنهج خلال العام الدراسي بما يسهل الإلمام الكامل به خلال عملية المراجعة.
والمراجعة هي عبارة عن إعادة تثبيت المنهج في عقل الطالب من خلال تدقيق سريع ومكرر؛ حتى تحدث عملية التثبيت للمعلومات دون معاناة.
الثقة:
ويعد من الخطأ الشائع جداً بين الناس أجمع تعبير: «الثقة بالنفس»، والثقة لا تكون إلا بالله وحده؛ لأنه جل وعلا المثبت للإنسان والمطمئن له، ولا سهل إلا ما جعله سبحانه وتعالى سهلاً، وهو يجعل الصعب إذا شاء سهلاً، ويقول تعالى: {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً}؛ فلتضع أخي الطالب هذه الآية الكريمة نصب عينيك، واعلم أن الله معك إذا أديت واجبك وقمت بما عليك من مجهود في التحصيل والاستذكار.
ألا بذكر الله تطمئن القلوب:
أشرنا من قبل إلى أن عملية الخوف من الامتحانات تكمن في القلق والتوتر الذي يحدث داخل الأسرة وداخل الطالب نفسه مع اقتراب موعد الامتحان، وقد وضع الله سبحانه وتعالى الحل بين أيدينا حين قال - جل وعلا -: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فعلى إخواننا الطلاب وأسرهم وكل من يشعر بالقلق والتوتر والخوف أن يكثر من ذكر الله.
فذلك هو الحل الإلهي الأسرع الذي طالما نغفل عنه وفيه النجاة لنا جميعاً، فماذا يعلو على ذكر الله تعالى؟!
وعلى إخواننا الطلاب أن يكثروا من الدعاء كما أخبرنا سيد الخلق [ أن «الدعاء هو العبادة»، واليقين هو أساس الدعاء، فعليك أخي الطالب أن تدعو الله بالثبات والفتح وأن تكون واثقا من إجابته لك فهو القائل: {ادعونى أستجب لكم}، وهو لا يخلف الوعد سبحانه وتعالى.
وما تقرب عبد بشيء إلى الله سبحانه وتعالى أحب إليه مما فرضه على عباده؛ فعليك أخي الطالب بأداء الفروض والحرص على الصلاة في أوقاتها، واعلم أخي أن السبب الرئيس للنسيان وعدم القدرة على التركيز هو معصية الله، وتذكر قول الإمام الشافعي - رضي الله عنه وأرضاه -:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي
ومعنى كلام الإمام الشافعي هو أن العلم لا يستقر في قلب يحوي الذنوب ويسعى في طريق معصية الله جل وعلا؛ فعليك -أخي الطالب- وعلى المسلمين جميعا أن يتوبوا إلى الله وينتهوا عن المعصية ويكثروا من الاستغفار لنيل الخير في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}
ولا أريد أن أطيل عليك أخي الطالب حتى تنهض إلى مذاكرتك بعد أن تصفحت مجلتك الإسلامية الحبيبة «الفرقان».
ولكن عليك أن تتيقن أن اعتصامك بربك وقيامك بواجبك هو سبيل وصولك إلى قصدك، ولا تخشَ شيئا بعد ذلك، واعلم أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
لاتوجد تعليقات