رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد الراشد 26 ديسمبر، 2010 0 تعليق

ندوة الصليبخات

     إن ما جرى من أحداث في ندوة الصليبخات في الآونة الأخيرة لأمر مؤسف ومؤشر خطير على مسيرة الكويت السياسية وعلى أمنها الداخلي، فما صدر من مصادمات بين الحكومة وبعض النواب الذين حضروا الندوة أدى إلى عدم استقرار البلد والانشغال بأمور كان الأولى منها الانشغال بما يعود على الأمة بما ينفعها!

      فالواجب على النواب الإسلاميين النصح والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة لا تصيد الأخطاء والزلات وتصعيدها, فلا يحل لأحد أيّا كان أن يتخذ من خطأ ولاة الأمر سلماً للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين الناس؛ فإن هذا يوجب التنفير منهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال ونظام وإن كان حقاً, ويوجب بالتالي التمرد عليهم وعدم السمع والطاعة وربما يوجب الخروج عليهم كما جرى في صدر هذه الأمة، ولاشك أن في هذا تفكيكاً للمجتمع وإحداثاً للفوضى والفساد؛ ولهذا جعل الله تعالى طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله عبادة يتعبد بها الإنسان لله عز وجل؛ لأن الله تعالى أمر بها وكل شيء أمر الله به فإنه عبادة, فولاة الأمر ينظرون إلى أشياء لا يفهمها كثير من العامة, وينظرون إلى العواقب الوخيمة التي تترتب على ما لم ينظموه، فإذا نظموا شيئاً فلا يشترط في طاعتهم أن نعرف وجهة النظر, وإنما علينا أن نسمع ونطيع وننفذ الأوامر ولا نخون ولي الأمر في شيء من ذلك؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}، فأولو الأمر صنفان من الناس: أحدهما العلماء، والثاني الأمراء، فإذا لم يكن للأمة علماء أو لم يكن لها أمراء صارت في جهل عميق وفوضى شديدة وفسدت الأمة، ولهذا قال النبي[  فيما أخرجه أبوداود وغيره من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا بلفظ: «إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم». وسنده حسن، فقد أوجب النبي[ التأمير في السفر مع أنه اجتماع عارض غير مستقر فكيف بالاجتماع الدائم المستمر المستقر؟ فإذا أمر ولي الأمر بشيء وجب علينا تنفيذه ولا يحل لنا التحايل عليه بأي نوع من الحيل؛ لأن ربنا وخالقنا أمرنا بطاعتهم إذا لم يكن فيها معصية لله ورسوله.

      أيها الإخوة القراء انتبهوا لهذا الأمر العظيم فلا يشترط أن نعرف ما السر وما الحكمة فيما أصدره ولاة الأمور من قرارات؛ لأنهم يعرفون ما لا نعلم؛ إذ يأتيهم الخبر من كل مكان ويسيرون الأمور ويتابعونها، أما نحن فليس لنا من الأمر شيء, وليعلم المتحمسون من النواب والنشطاء السياسيين أن الرسول[ لما سأله رجل: يا نبي الله أرأيت إن قام علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال[: «اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم» رواه مسلم.

أسال الله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن اتبع الهدى أينما كان، اللهم اجعلنا ممن اتبع الهدى, ولا تجعل أهواءنا غالبة على هدانا يا رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك