نحو بناء هوية حقيقية لا مزيفة – مسارات القراءة الصحيحة
لو كنت مهمومًا بما يحدث في بلادنا من تغريب وتسطيح وتجهيل، وتريد أن تساهم في إحداث توازن جديد ليُعيد بعض الحق إلى نصابه أملاً في إعادة كل الحق إلى نصابه في المستقبل فعليك أن تقرأ (بعد تخصصك الذي تبرع فيه) في مسائل حيوية عدة، تحتاج إلى مساهمة من الجميع في تقليل الخروقات والانحرافات التي مسّت المجتمع، ومنها الهويِّة، وهي باختصار تتلخص في ثلاثة أشياء:
- الأول: (عقيدتك)، ما يعبر عن رؤيتك العقدية للحياة والكون والحساب والجزاء.
- الثاني: (لغتك)، الاهتمام باللغة العربية قراءة ودراسة لك وللأجيال التي بعدك.
- الثالث: (تراثك الثقافي)، فكرك وعاداتك وتقاليدك.
كيف تتخلخل الهوية؟
فنحن نحتاج للقراءة في هذه الموضوعات، ومعرفة كيف تتخلخل الهوية، ويتفكك الانتماء، وتمنح العولمة الثقافية المساحة الأكبر من القرارات الرسمية، حتى تصير مفردات حياتك بعيدة عن أصالة هويتك، وبالتالي يفقد المجتمع خصوصيته الثقافية ويصبح في نهاية الأمر تابعا لا متبوعا، وجاهلا بهويته، بل وعن طريق ضغط العولمة قد تشمئز من هويتك الأصلية حتى تنحرف إلى هذه الهوية العالمية المزورة، التي لا تعبر عن أصالتك، بل تريد أن تفكك الأجزاء الصلبة من دينك وقيمك وفكرتك، ولكي يكون الأمر أكثر وضوحًا؛ فلنسأل سؤالاً مباشرًا: ما هوية مجتمعنا الآن؟ هل هويته إسلامية؟ أم علمانية؟ أم مختلطة؟ أم ماذا؟ كيف يتشكل عقلك؟ هل من ثقافة دينك التي تشكِّل هويتك؟ أم من مشارب شتى بعضها يتوافق مع هويتك وبعضها يناقض هذه الهوية؟
دستورك الشخصي
دستورك الشخصي تجاه الآخرين، يحدده القرآن وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ؟ أم تحدده مواثيق الأمم المتحدة وفق النظام العالمي الجديد الذي يشكله الإعلام العالمي ومنه الأفلام والمسلسلات والروايات والقرارات وغير ذلك؟
دستورك الشخصي تجاه فكرك وسلوكك واعتقاداتك، تحدده منابع هويّتك أم تحدده العولمة التي تريد منك أن تلتحف بما يكررونه لك من أفكار أخرى ومعتقدات جديدة يفرضها الغنى على الفقير والقوى على الضعيف؟!
اختلاط المسائل
في الحقيقة سنجد أن كثيرًا من هذه المسائل قد اختلطت كثيرًا على الجماهير؛ فهناك من انحاز لهويته، وهناك من انحاز لمن يطعن في هويته حتى أنه مع الوقت صار جزءًا منهم، يشكك في عقيدتك وفي لغتك وفي تراثك حتى تصير تابعًا لهوية مزورة وباطلة.
- الخلاصة: لا تدع مجتمعك يغرق، ثم تطلب إليه أن يقرأ عن أثر الكدمات على الأجساد، وعموده الفقري يئن من الإصابات العميقة!
توجيه البوصلة
بل لابد أن يسعى أهل الإصلاح والثقافة، بأن يوجهوا البوصلة نحو تمكين الهوية من القلوب والعقول، وهى التي ستفرز بعد ذلك كل تطعيمات المقاومة للمجتمع ضد ما يخالف هويتنا، سواء كان عقيدة، أم لغة، أم ثقافة، وبالتالي نحفظ لبلادنا وجود الطائفة التي تقف أمام كل أنواع الغزو الثقافي الهائل الذي يريد بوضوح أن تتخلى عن الولاء لهويتك بما تحمله الكلمة من معانٍ حتى يصير ولاؤك لمجموعة من الأفكار والمصطلحات البراقة من أخطرها (التعددية الثقافية) التي تسمح بتفكيك الهوية لدى البلاد الضعيفة، عن طريق السماح للمال والإعلام باختراق المجتمعات بطرق شتى.
فمن فضلكم اتجهوا إلى قراءة ما يدعم هذا الاتجاه في المقام الأول، حتى نُكوّن عقلاً جمعيِّاً، يرفض الاختراق، ويشارك في بناء هويتنا الحقيقية لا المزورة.
لاتوجد تعليقات