نتـنياهو.. والهدوء في القدس!!
«لقد حاولت جهات متطرفة – يقصد المعتكفين من المسلمين في المسجد الأقصى - الأسبوع الماضي زعزعة الهدوء والطمأنينة في أورشليم القدس؛ إننا نتحدث عن أقلية متطرفة روّجت الأكاذيب حول نيتنا أو سعينا للقيام بحفريات تحت الحرم القدسي الشريف، وهذا الكلام هو محض أكذوبة لا تستند إلى أي أساس من الصحة. كما أغتنم هذه الفرصة لأشكر أفراد الشرطة وقوى الأمن الذين عملوا وما زالوا ليلاً نهاراً حفاظاً على الهدوء والنظام العام هناك».
هذا ما صرح به رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في كلمته التي افتتح بها جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في 12/10/2009 م ، إشارة لما حدث خلال الأسبوع الماضي في القدس والمسجد الأقصى من أحداث.
ونتساءل : من الذي زعزع الهدوء والطمأنينة في المسجد الأقصى؟! ألم تتحول أعياد اليهود ومناسباتهم التي منها يوم «الغفران» إلى يوم عدوان على المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته وتدنيسه من قبل الجماعات اليهودية المحمية من الشرطة والجيش العبري؟!! ومن الذي سمح لهم باقتحام المسجد الأقصى والتجول المتكرر في ساحاته، ومن أغلق أبواب المسجد الأقصى ليفسح المجال لتلك المجاميع من اليهود للتجول في باحاته المباركة.
وكيف بهذه البساطة يصف نتنياهو تلك المجاميع المعتكفة في المسجد الأقصى للدفاع عنه بالأقلية؟! ألم يتساءل: لماذا هم أقلية؟ ألم تغلق القدس ويحرم من الصلاة في المسجد الأقصى حتى أهل البلدة القديمة؟! ولماذا تركوا مساكنهم وباتوا في المسجد الأقصى لأيام؟! هل لأنه ينعم بالأمن والسلام؟!
أما الرصاص المطاطي الذي أصاب أعيناً وصدوراً مكشوفة، والاعتقالات والضرب المبرح للشيوخ المصلين في مسجدهم الأقصى؛ فهل قام بذلك أشباح لا ينتمون لقوات الاحتلال ومؤسساته؟!
ومن الذي يزعزع أمن المسجد الأقصى وهدوئه؟! أليس من قام منذ أوسلو وإلى الآن (1994-2009م) بأكثر من 120 اعتداء؟!! ومن يمارس مخطط التهويد بشكل ممنهج ومدروس ضمن مخطط القدس سنة 2020م؟!
ومن الذي يعمل على تقليص عدد السكان الفلسطينيين داخل البلدة القديمة بسحب الهويات من المقدسيين؟! ولماذا الجدار العازل حول القدس؟!! ولماذا تغلق المؤسسات المدنية والخيرية في القدس؟! ومن الذي طوق القدس 11 حياً سكنياً يهودياً؟!! وأطبق الطوق حول القدس بـ 17 مغتصبة يهودية؟!!
ولماذا طال التزوير كل ما هو إسلامي وعربي في بيت المقدس؟! هل لتعيش القدس أم لتهود معالمها ومقدساتها؟! اعتديتم على الأحياء والأموات ثم قلبتم الموتى حتى وهم في قبورهم - مقبرة باب الرحمة «الأسباط» - بحجة التطوير والأعمار!!
وهل وجدتم غير أرض وقبور مقبرة «مأمن الله» الوقفية التاريخية لتقيموا عليها متحفاً أسميتموه» متحف التسامح»؟!! والذي يضم ثراه رفات المجاهدين والعلماء والصالحين من الصحابة والتابعين منذ الفتح الإسلامي إلى الحقب التاريخية التي أعقبتها.
إلى متى الكذب يا يهود؟ وإلى متى سيصدقكم السفهاء؟ كذبتم على الله تعالى بداية، وعلى الأنبياء الذين بعثوا فيكم، وعلى مصلحيكم، ثم على الأمم والشعوب، ونجح إعلامكم بأكاذيبه في تشويه الحقائق التاريخية والوقائع السياسية، واستطاع أن يخفي الكثير من الإجراءات والممارسات!!
وإذا لم تكن عندكم نية للحفريات تحت المسجد الأقصى وحوله، فأفهمونا كيف رفعتم عدد الأماكن التي ادعيتم قدسيتها في القدس من « 49» مكانا عام 1949م وفق ما دونه الانتداب البريطاني زوراً وبهتاناً، إلى «326» مكانا حتى العام 2000م ، وازداد العدد الآن ليصل إلى أكثر من 350 موقعا تقريباً؟!!
ومن الذي أشعل فتيل الأحداث في عام 1996م حينما افتتحت «يانتنياهو» نفقاً أسفل المسجد الأقصى ، وبعد ذلك فتحتم العديد من الأنفاق وحفرتم الجحور والممرات لتنفيذ مخططكم الرامي لتهويد القدس وتطويق المسجد الأقصى بالكنس والمتاحف وصناعة التاريخ المزيف!!
لقد وصلت الحفريات آلاف الأمتار وما زلتم تقولون نحن ملتزمون لا نغير ولا نبدل، وحيناً آخر تقولون: إن القدس لكم ومن حقكم عمل ما أردتم، وباركتم هذا التهويد بفتاوى حاخاماتكم الذين أجازوا قتل البشر وتهويد الحجر وقلع الشجر.
وبعد تلك الممارسات من الذي يثير الضوضاء في المسجد الأقصى المبارك؟! هل أهله المصلون أم أنتم وجماعاتكم المتشددة التي يزداد توالدها كل عام حتى أضحت تلك المؤسسات تعد بالعشرات وتعمل ضمن منظومة مخطط تهويد القدس؟!
منعتم أهل فلسطين والقدس من ترميم مسجدهم الأقصى، وسارعتم في تطويق المسجد الأقصى بـ 61 كنيساً ومتحف ومعبداً!! على مبان وقفية وأرض وقفية، فأين تقيمون كنيس نور القدس؟! أليس على المدرسة التنكزية الوقفية التي لم تكتفوا بتحويل مسجدها وأدوارها إلى كنسٍ لليهود؟!!
لقد أجدتم في تسويغ ممارساتكم وتهويديكم أوقاف المسلمين، وتغييركم المعالم ، ولعلكم تفرحون ببعض كتاب العرب الذين يصدقونكم ويقفون بصفكم، ويدافعون عنكم بأسلوب لا يتقنه حتى كتابكم من اليهود!! ولكن هذا لن يطول؛ فمع إجادتكم فن الخداع والكذب؛ ستبقى الحقيقة ساطعة لأصحاب البصر والبصيرة.
لاتوجد تعليقات