رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 28 مايو، 2012 0 تعليق

نتائج الانتخابات المصرية تضع مرشح الإخوان ومرشح «الفلول» على خط المواجهة

 

في مفاجأة غير متوقعة انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الـمصرية بالإعادة بين الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة، وأحمد شفيق أحد رموز النظام السابق، أو كما يسمونه مرشح «الفلول»، ولا شك أنها مواجهة نارية ستقسم البلد إلى فسطاطين، فسطاط يحاول أن يقود مصر إلى التغيير واستكمال أهداف الثورة، وفسطاط يحاول أن يجر مصر إلى الخلف ويعود بها إلى نقطة الصفر من جديد.

الانتخابات جرت في أجواء شفافة ونزيهة

      أشاد كثير من المراقبين بالتزام المؤسسة العسكرية أعلى درجات الحيادية وتوفير الأمن للجان وعدم التدخل في التفاصيل، والحرص على إجراء الانتخابات وأعمال الفرز في أجواء شفافة على الهواء مباشرة، والتزام القوات المسلحة واللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بالقانون الذي أقره البرلمان للفرز في مقر اللجان الفرعية، وهذا انعكس إيجابًا على نجاح العملية الانتخابية وعدم حدوث تجاوزات أو مخالفات إلا في أضيق الحدود.

      وإلى ذلك أشار السيناتور الديمقراطي الأمريكي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، في بيان أصدره مكتبه إلى أن العملية الانتخابية تدل على مرونة المصريين بعد عام من الاضطراب الاقتصادي والسياسي، موضحا أنه على الرغم من أن الفائز في هذه العملية الانتخابية غير معروف حتى الآن، إلا أنه سيواجه الكثير من التحديات، ولاسيما أن الصلاحيات الدستورية للرئيس المصري لم تحدد بعد.

تحضيرات مبكرة لجولة الإعادة

      في الوقت الذي لم يتم فيه الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات، بدأت التحضيرات المبكرة لجولة الإعادة من قبل القوى السياسية والثورية مباشرة بعد أن استبانت الرؤية كاملة عن الطرفين المتنافسين فيها، فقد بدأت تلك القوى التفاعل مع هذه النتيجة ولاسيما أن البلد أصبحت أمام مرحلة فارقة في تاريخها، ولا يعلم أحد السيناريوهات المخيفة التي قد تسفر عنها نتائج جولة الإعادة في حال فاز شفيق -لا قدر الله- لذلك بدأت تلك القوى في الحشد لدعم مرشح الحرية والعدالة رغم اختلاف الكثير منهم مع توجهات الحزب وسياساته.

شعار الـمرحلة: وطن في خطر وأمة في خطر

      بداية هذه الجهود كانت من خلال المؤتمر الصحفي الذي دعت إليه حملة الدكتور محمد مرسي ودعت فيه الشعب المصري والقوى السياسية إلى التوحد من جديد حفاظًا على الثورة، والالتقاء على كلمة سواء، معلنين عن مبادرة لحوار وطني جاد لمناقشة مصير الوطن، وقالت إن القوى الوطنية التي استطاعت أن تزيح المخلوع مبارك، قادرة على أن تزيح رموز نظامه.

      من جانبه، قال د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة: إن الشعار الذي يناسب هذه المرحلة الآن، «وطن في خطر، وأمة في خطر»، ويجب أن نلتف جميعًا من أجل استكمال بناء وطننا بروح الثورة، حتى يتحقق لنا وطن حر ومستقل بتداول حقيقي للسلطة ونظام يحقق الكرامة الإنسانية والتنمية الحقيقية.

التنسيق القسري

      ذكر الكاتب الصحفي محمود سلطان أن النتائج تفرض على الجميع «التنسيق القسرى»؛ إذ لا خيار أمام القوى الوطنية المصرية، إلا أن تُدلي بأصواتها لـدكتور محمد مرسي، ومَن لم يعطِه صوته فيعد قد صوَّت لصالح مبارك أو لشبيهه «أحمد شفيق».

جبهة واحدة لمواجهة «الفلول»

      وفي سياق متصل صرح رئيس تحرير جريدة «اليوم السابع» قائلاً: إن كل القوى السياسية في مصر من إسلاميين أو ليبراليين أو إصلاحيين أو ثوار عليها أن تتعلم الآن صعوبة سيطرة تيار واحد أو قوة حزبية واحدة على الحكم، فلا بديل عن التعايش لتحقيق الديمقراطية وإقامة دولة الحريات، أمامنا طريقان إما أن تتعايش هذه القوى وتتصالح على أسس من المصلحة الوطنية، أو أن تعود البلاد إلى الاستبداد مجددًا، ولن يفوز وقتها التيار الأقوى أو التيارات المستضعفة، فالكل خاسر إن لم نعبر ببلادنا نحو الحرية والعدالة.

حزب النور يعلن دعمه لـمرسي

      هذا، وقد أعلن حزب النور دعمه للدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة، وقال الدكتور بسام الزرقا مسؤول الملف السياسي للحزب: إن الحزب قرر بشكل نهائي دعم مرسي ضد مبارك الجديد، فيما قال الدكتور محمد نور المتحدث باسم الحزب أيضًا: يكفي أن لدينا مرشحا إسلاميا في جولة الإعادة، وأكد الدكتور يسري حماد المتحدث باسم الحزب أنهم سيحشدون الجهود من أجل الدكتور محمد مرسي.

      كما أكد نادر بكار المتحدث باسم الحزب أن ثوابته وحزب النور تحتم الانحياز إلى جانب الثورة وصاحب التوجه الإسلامي؛ وأنهم لن يكونوا يومًا في صف نظامٍ استباح دماء أبناء هذا الشعب، كما شدد على أنه لا بد أن يسمو الجميع فوق خلافاتهم السياسية في هذا التوقيت الحرج ولنضع جميعًا المصلحة العامة نصب أعيننا.

الجماعة الإسلامية: مرسي مرشح الثورة

      فيما أعلن المهندس عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية تأييده لمرسي قائلاً: نحن أصبحنا أمام مرشح للثورة هو الدكتور محمد مرسي يمثل تيارًا شارك في الثورة وعانى من اضطهاد النظام السابق، وممثل آخر للثورة المضادة هو أحمد شفيق، وبالتالي فنحن نقول: إن د. محمد مرسي هو مرشح الثورة، وعلى المصريين أن يحددوا طريقهم ويختاروا، واضعين نصب أعينهم الثورة والشهداء.

       ووصف دربالة وصول شفيق إلى المركز الثاني ودخوله الإعادة بـ«الخطر» على الوطن، مشيرًا إلى أن وقوف كتلة مسيحية وراء شفيق انسياقٌ وراء تاريخ لم يتغير لهم، ودعمٌ لـ«الفلول» ومجموعات المصالح والفاسدين وشراء الأصوات، والأكاذيب التي روَّجها «الفلول» ضد مرشحِّي الثورة تقف وراء ما حدث.

أبو الفتوح: سنسمو على خلافاتنا

      صرح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عبر صفحته على موقع «الفيس بوك» بعد خروجه من السباق الرئاسي قائلاً: «سنسمو على خلافاتنا وسنُعلي مصلحة الوطن وسنبنيه توافقيًا وثوريًا وسنقف صفًا واحدًا ضد رموز الفساد وستكون مصر قوية».

أخطاء الإخوان لا تقارن بأخطاء النظام

      قال الدكتور محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الذي تم فصله من الجماعة: إن أخطاء جماعة الإخوان المسلمين، لا يمكن أن تقارن بجرائم النظام السابق على مدى 30 عامًا، داعيًا الشعب إلى ضرورة عدم السماح بإعادة إنتاج النظام القديم عن طريق الفريق أحمد شفيق الذي سوف يخوض جولة الإعادة أمام الدكتور محمد مرسي.

      وأضاف حبيب في لقاء مع قناة «أون تي في» أن الفريق أحمد شفيق هو “استنساخ” لنظام قديم مرفوض، ونجاحه يعطي انطباعًا أنه لم تكن هناك ثورة أو دماء سالت، مشيرًا إلى أن الأصوات التي حققت له هذا النجاح الصوفيون، وأعضاء الحزب الوطني المنحل، فضلاً عن الأقباط.

اختيار مصيري

      ختامًا: إننا لا شك أمام اختبار صعب، واختيار مصيري سيتحدد من خلاله مستقبل الدولة الـمصرية في المرحلة المقبلة، فإما أن ينتصر هذا الشعب للشرعية الثورية التي انتفضت من أجله، وإما أن يسلم رقابه ورقاب أبنائه من جديد للزمرة الفاسدة  لتفعل به ما تشاء، وتنتقم منه شر انتقام، فهل يدرك الشعب المصري خطورة هذا الخيار؟ أم يضع رقبته في يد سجانه من جديد..؟! حفظ الله مصر وجميع بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك