رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 15 أبريل، 2019 0 تعليق

(نايت كلوب)

 

- الكويت مملة! ولا يكسر هذا الملل إلا بإنشاء (نايت كلوبس) (أي نواد ليلية)، هذا ما دعا إليه أحد الممثلين من الكويت، ثم سوّغ هذا الممثل رغبته بثلاثة عوامل الأول: حاجة الشباب؛ فهو يزعم أن الشباب يسافر ليذهب إلى النوادي الليلية فقط.. هكذا! والثانية الانفتاح وعدم الملل والسياحة؛ لذا يقول: إن انفتاح بعض الدول لم يؤثر على الكويت، وأن أجواء الكويت لازالت مملة ولا تساعد! ولا يوجد شيء في الكويت غير المجمعات والمطاعم، والثالثة الجانب الاقتصادي؛ حيث يقول: (لماذا أنفق مالي خارج الكويت؟ أنفقها بديرتي أحسن)!

- وإذا أردنا الرد على هذا الممثل بعيداً عن ذكر الجوانب الشرعية التي هي ليست بخافية على أحد؛ إذ الشرع لا يجيز نشر الفساد تحت أي مسمى، ولا يحله لأي مسوغ! بل إن الشريعة حذرت أيما تحذير من نشر الفساد قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النور:19)؛ فالذين يحبون إشاعة الفاحشة في المسلمين من اتهام يتعلق بالشرف، أو قول سيِّئ فإن لهم عذاباً أليماً في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب النار إن لم يتوبوا؛ فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلال ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله؟!.

- وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، وصيانة لأعراضهم، كما صان دماءهم وأموالهم، وأمرهم بما يقتضي المصافاة، وأن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

- ولكي نفند تسويغات هذا (الممثل) أقول: فيما يتعلق بحاجة الشباب لمثل هذه النوادي، نبين أن غالبية الشباب في الكويت والخليج العربي يغلب عليه الطابع المحافظ، الذي يؤدي الصلاة، ويقوم بالواجبات الشرعية، كما يقوم بعض الشباب بالسفر للسياحة والترفيه الطبيعي، والبحث عن أجواء أقل حرارة ولاسيما في فصل الصيف. والتسويغ الثاني هو الحاجة إلى الانفتاح وكسر الملل والسياحة، وأقول: إن الانفتاح لم يرتبط يوما من الأيام بالفساد، بل بما هو متوفر من حرية الرأي المنضبطة بالقوانين، واحترام كرامة الإنسان، وإتاحة الفرصة له لارتياد الأماكن السياحية وغيرها دون مضايقة، وهذا موجود في الكويت.

- أما أن الكويت مملة: فهذا كلام مغاير لحقيقة هذه البلد؛ إذ لم تكن الكويت في يوم من الأيام موصوفة بهذا الوصف أبداً؛ فالحمدلله لأنك تشعر بالأمن والأمان في الكويت، فتستطيع أن تذهب أنت وأسرتك براحة واطمئنان إلى أي مكان عام كالحدائق المميزة كحديقة الشهيد أو المتاحف المتنوعة، أو مركز جابر الأحمد الثقافي، أو مركز عبدالله السالم الثقافي، أو المركز العلمي وغيرها كثير من المعالم والأسواق والمجمعات في الكويت، وأما الحديث عن الجانب الاقتصادي، فإن إنشاء النوادي الليلية لا يعد استثماراً جيداً؛ بدليل أنه في المملكة المتحدة تقريبا ثلث النوادي الليلية أغلقت، بسبب التراجع في الربح خلال العشر سنوات الماضية؛ وخسرت ما يقارب 35 مليون جنيه في الفترة نفسها... بل الاهتمام بالمتاحف هو الذي يجذب السياح؛ فمثلا هنا تقريبا 4 ملايين زائر شهرياً للمتاحف في بريطانيا.

- إن الاهتمام بالسياحة وتنمية أماكن الترفيه والحدائق والشواطئ والجزر والمتاحف, وأندية ممارسة الرياضة كفيل بتوفير بيئة صالحة للشباب بعيدا عن الفساد والنوادي الليلية.

لندن 15/4/2019

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك