رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 13 ديسمبر، 2020 0 تعليق

ناصر المليفي في ذمة الله – كان لين الجانب مسارعًا في الخيرات باذلاً وقته وجهده في خدمة دين الله -عز وجل


فقدت جمعية إحياء التراث الإسلامي أحد رجالاتها المخلصين -نحسبه والله حسيبه- الأخ الفاضل ناصر المليفي، الذي توفي في الأول من ديسمبر الموافق 16 من ربيع الثاني 1442 هـ بعد إصابته بفيروس كورنا، وقد شهد له الجميع بالحرص الشديد والهمة العالية في الدعوة إلى الله -تعالى- والعناية بتوجيه الشباب، ونشر المنهج السلفي بكل وسيلة ممكنة؛ فكان أحد مؤسسي الدعوة في منطقة بيان ومشرف، باذلاً وقته وجهده في خدمة دين الله -عز وجل.

مولده ونشأته

     هو ناصر صالح عبدالله التركي المليفي، ولد في الكويت في منطقة (جبلة) 1961م، له من الذرية ولدان وأربع بنات، التحق بكلية الضباط بوزارة الداخلية سنة 1980م، وتقاعد منها برتبة عميد، وتقلد مناصب عدة في وزارة الداخلية، منها قائد المنطقة الشمالية (القشعانية) ومنها مدير سجن النساء المركزي.

في البداية قال عنه الشيخ ناظم المسباح: هذه بعض كلمات في حق أخينا ناصر المليفي -رحمه الله.

بدأ الأخ  ناصر المليفي -رحمه الله- في الدعوة إلى الله معنا في منطقة بيان، وقد انخرط مع الشباب، وتعلم هذه الدعوة الطيبة المباركة التي تتخد من منهج السلف الصالح سبيلا لها، فأعطى من وقته ونفسه وماله، وفتح بيته للشباب.

بيته للدعوة

كان شباب المنطقة وشباب الدعوة يجتمعون في بيته أسبوعيا لتلقي الدروس الفقهية، وقد التزمت معه ومع الشباب بشرح سور الكهف ويس، وما تيسر من المجالس العلمية الأسبوعية في بيته -رحمه الله.

     كان -رحمه الله- كريم النفس، صاحب بذل وعطاء، يحب الخير، ويحب الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، وكان حريصا على هداية الناس، وإيصال الخير للجميع، وحينما مضى عليه ما مضى من الوقت في الدعوة إلى الله، كان بمثابة الأب للشباب، يتفقدهم ويعود مرضاهم، ويساعد المحتاج منهم.

وقد وُفق في هذه الدعوة؛ لأنه أعطاها من وقته وماله، وفتح بيته، وفرّغ نفسه لها ولنصرتها وأهلها، وقد كان متدينا ملتزما، صاحب عبادة، وحرص على السنة، ولهذا فقد قذف الله محبته في قلوب الشباب -رحمه الله.

- وختاما نقول: جزاه الله عنا خير الجزاء، ورحمه، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وتبقى ذكراه محفورة في قلوب الشباب، لقد ترك فقدانه في نفوسنا أثرا بليغا، ولكن الإنسان لا يسعه إلى أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعظم الله أجره وأجر ذويه، وألهمهم الصبر والسلوان.

جهوده في الدعوة

     يقول عنه أخوه: «التحق بالدعوة السلفية في منتصف الثمانينيات، وكان له الأثر الكبير في التزام بيتنا كاملاً، فله الفضل بعد الله فيه، فبالتزام أخي ناصر تغير البيت تمامًا من الناحية الدينية، فأسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناته»، وتأثر-رحمه الله- بالشيخ ناظم المسباح، وكان لا يقول عنه إلاّ الشيخ -ويقصد بذلك الشيخ ناظم -أطال الله في عمره على الطاعة-، وكان -رحمه الله- حريصا جدًا على مشاركة الشباب في كل برامجهم العامة، وحضور المخيمات الربيعية السنوية لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وحضور برامج الشباب في المنطقة (بيان ومشرف)، ويعد من مؤسسي فرع (بيان ومشرف) التابع لجمعية إحياء التراث الإسلامي.

تجميع الشباب للدروس

     وكان شديد الحرص على تجميع الشباب للدروس في ديوان بيتنا منذ عام 1986 إلى يومنا هذا، وأذكر قبل سنوات عدة قلت له: سنوقف الدرس الأسبوعي في البيت، وننقله إلى المسجد، فغضب عليّ -رحمه الله- وقال: «درس صار له أكثر من 30 سنه تبي توقفه لأجل درس ثان!؟ اجعلوا درسا بالمسجد لكن لا توقفون درس بيتنا»،  فرحمه الله، وجعل منزله الفردوس الأعلى. وعندما سكن في بيته الخاص في منطقة المنقف، بدأ ديوانه في بيته، فكان عامرًا بالضيوف من الكويت وكذلك من السعودية، وكان -رحمه الله- كريمًا سمحًا مبتسمًا.

كان رحيماً بالأطفال

     وأضاف، كان -رحمه الله- رحيماً بالأطفال، ومحبباً إليهم، فمن عاداته في البيت في جمعتنا الأسبوعية يحضر الآيس كريم، وبعض الحلويات للأطفال، ويوزع عليهم ويفرحهم، أفرحه الله في قبره، وكان الكل يحبه ويقدره، رحمه الله، ورفع قدره في عليين. وأضاف، كان -رحمه الله- شديد الحرص على الصلاة، فعندما كنت صغيراً لا يذهب إلى الصلاة إلاّ بعد أن يأمرني بالصلاة ويأخذني معه، ومازال إلى أن ألزمه المرضُ الفراشَ وفقد وعيه وهو يحث كل من هو موجود في مجلسه بالصلاة والتبكير لها.

نال ثناء الجميع

     ولله الحمد والمنه الكل يثني عليه خيرًا وعرفتُ أشياء عنه -رحمه الله- لم أكن أعرفها عنه في حياته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح يقول : «من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض»، طبت حيّاً وميتاً يا أخي، وأسكنك الفردوس الأعلى، وجعل ما أصابك تكفيراً لذنوبك ورفعةً في درجاتك. بكيناه وبكاه كل الشباب السلفي؛ فقد كان نعم الأخن ونعم الأب، ونعم المربي، ونعم المعلم.

معاناته مع المرض

     وعن معاناته مع المرض قالت ابنته بدأت معاناته مع المرض في سنة 2006؛ حيث ابتليَ والدي بمرض الفشل الكلوي قرابة ٦ أعوام، وبدأ في شهر أبريل من عام 2015 رحلته -رحمه الله- مع الغسيل الكلوي، وفي شهر يناير 2020 عمل عملية زراعة كلية، وبدأ بعدها بالمراجعات الطبية لهذه العملية، وكل أموره كانت طيبة ومستقرة، وفي تاريخ 14/10/2020م ظهرت نتيجة المسحة الطبية لفحص كورونا إيجابية، وفي تاريخ 29/10/2020 أدخل العناية المركزة  وبدأ وضعه الصحي في التدهور إلى يوم وفاته 1/12/2020م، وتوفاه الله وهو صائم وصابر على البلاء، فرحمه الله، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته.

فقدنا أخًا صادقًا ناصحًا

     قال عنه مدير إدارة الكلمة الطيبة د. خالد سلطان: إن مصابنا كبير في فقد الأخ الصادق الناصح ذي القلب الكبير ناصر المليفي -رحمه الله-، فمصابنا فيه مصاب جلل، إن العين تدمع والقلب يخشع يا رفيق الدرب في الدعوة إلى الله -بوصالح-وإن فقدتك العين فالقلب لا يفقدك؛ فقد تربعت فيه بالتزامك بالدين وبأخلاقك العالية، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.

وأضاف السلطان، كان -رحمه الله- أغلب راتبه في الدعوة، وديوانه كان مفتوحًا للدروس، وجمعة الشباب، فرغ وقته لدعوة الشباب، وسخر طاقته في حل المشكلات الدعوية، وكان وقافًا على الدليل، ويقدر العلماء -رحمه الله.

كان مثالا للأخ والداعية والمربي

     وعنه قال مشعل الملا: أخي في الله ناصر المليفي، ما عهدته الا حريصًا على الدعوة، محبًا لإخوانه، وناصحًا لهم، ومدافعًا عن الدين، فتح بيته للدروس الفقهية، وكان مثالا للأخ والداعية والمربي، رحمك الله يا أبا صالح، وغفر لك، وتجاوز عنك، وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة.

صاحب عقيدة ومنهج سلفي

     من جهته قال عنه نائب رئيس فرع منطقة بيان عبدالله رفعان العجمي: التزم أبو صالح -رحمه الله- مع الشباب في منتصف الثمانينيات، وكان له جهود متميزة في دعوة الشباب، وكان له وجود قوي ونشط في منطقة بيان، فمن ذاك الوقت وهو فاتح ديوانه للدروس، كما كان له نشاط في إقامة رحلات الحج والعمرة سنويًا للشباب ولاسيما للمهتدين الجدد، فكان يدعوهم للحج. لقد سخر -رحمه الله- نفسه وماله وبيته كله من أجل الدعوة.

     اهتدى على يده كثير من الشباب، وتكريمًا له سميت قاعة المحاضرات باسمه وفاءً لهذا الرجل، وكذلك قام شباب المنطقة بتسمية الملاعب الخاصة بهم بمزرعة الشباب باسمه، وأبسط ما يقال عنه -رحمه الله- أنه كان صاحب عقيدة ومنهج سلفي، وكان كثير من الشباب يلجؤون إليه بعد الله -سبحانه وتعالى- في أمور الخلافات المنهجية  إليه.

تعلمت منه الصبر والدعوة

كما ذكره عادل الحداد، فقال: تعلمت منه الصبر والدعوة إلى الله، والحرص على تربية الأبناء، وبذل الوقت في سبيل الله، وتقدير العلماء، والثبات على منهج السلف الصالح فرحمه الله.

من رجالات إحياء التراث المميزين

كما قال عنه جاره فيصل العنزي: وفاة أبي صالح فقدٌ كبير، كان -رحمه الله- رجلا صالحا، أحبه كل من عرفه، واحترمه كل من قابلهُ، وكان من رجالات جمعية إحياء التراث المميزين في منطقة بيان، فاللهم اغفر له وارحمه واعف عنه، وأسكنه فسيح جناتك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك