رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 12 مايو، 2020 0 تعليق

نائب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بتشاد – الشيخ عبد الله عبد الله حامد في ذمة الله

 

نعت جمعية أنصار السنة المحمدية بتشاد الشيخ: عبد الله عبد الله حامد (نائب رئيس الجماعة), الذي وافته المنية يوم الخميس السابع من رمضان 1441هـ/ الموافق 30 أبريل 2020م في مستوصف الرحمة بانجمينا إثر علة مرضية قصيرة.

     وقد أرسل الشيخ د. يحيى إبراهيم خليل (الرئيس العام للجماعة) برقية عزاء لجمعية إحياء التراث الإسلامي, جاء فيها: قال الله -تعالى-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة:155-156)، بقلوب راضية بقضاء الله وقدره, نعزي أنفسنا وأهل السنة والجماعة في هذه البلاد وخارجها, في فقد فضيلة الشيخ/ عبد الله عبد الله حامد (نائب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية) في تشاد، و(عضو اتحاد علماء أفريقيا)، الذي وافته المنية ظهر يوم الخميس السابع من شهر رمضان لعام 1441هـ، سائلين المولى -عز وجل- أن يجيرنا في مصيبتنا, ويخلف لنا خيرا منها.

هكذا عرفته

وأضاف الرئيس العام: فضيلة الشيخ/ عبد الله عبد الله حامد الذي عرفته, كان من أعظم ميزاته: الثبات على منهج السلف الصالح؛ فلا يتلون، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا, وهذه ميزة نادرة في هذا العصر, يحتاج إليها طلاب العلم.

 ومنها: كان -رحمه الله- قمة في الزهد, ونحسبه من الذين قال الله فيهم: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}، أحيانا لا يجد قوت يومه! يحسبه الجاهل غنيا, وهذه ميزة نادرة في هذه الأيام يحتاج إليها طلاب العلم.

ومنها: كان- رحمه الله- شجاعًا في نصرة الحق, لا يخاف في الله لومة لائم, وأيضا هذه ميزة مهمة.

ومنها: كان -رحمه الله- صبوراً على درب الدعوة, لا يمل ولا يكل مهما كانت الظروف, وهذه ميزة مهمة أيضا.

ومنها: كان -رحمه الله- قمة في الأخلاق, متواضعا لا يتعالى على أحد ولا يتكبر؛ حيث نبت في أسرة كريمة طيبة؛ فكان جده حامد مشهورا في المنطقة بأنه ختم القرآن أكثر من ألف مرة, ووالده عبد الله قضى جل حياته في تلاوة القرآن حتى توفاه الله.

المصاب جلل

وأضاف: إن الفقد عظيم, والمصاب جلل, وإن العين لتدمع, والقلب يحزن, ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: «إنا لله وإنا إليه راجعون». أحسن الله عزاء الجميع، وغفر له وأسكنه الجنة مع الشهداء, والصديقين وحسن أولئك رفيقا.

من الشيخ عبد الله عبد الله حامد؟

هو عبد الله عبد الله حامد الأزرق، 1958 ولد في أبشي قرية الحقنة إقليم وداي بدولة تشاد، أب لتسعة أولاد, خمسة ذكور, وأربع بنات.

المؤهلات العلمية

     درس في معهد قسم العام بالجامع الكبير بام درمان جمهورية السودان، وتتلمذ على يد الشيخ أبوزيد والشيخ الهدية وغيرهما من العلماء، ودرس الإعدادية في دار الحديث بالمدينة المنورةعام 1982م، أما المرحلة الثانوية فدرس في المعهد الثانوي بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة 1985م، ثم درس بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية الحديث والدرات الإسلامية عام 1990م.

الأنشطة العلمية والدعوية

     داعية ومعلم، وعضو مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية, ونائب رئيس الجماعة منذ التأسيس عام 1992م حتى الآن، وعمل مدرسًا في كثير من المدارس والمعاهد العربية بانجمينا, لاسيما ثانوية الملك فيصل والمعهد العلمي وثانوية أبي موسى الأشعري, منذ عام 1992م إلى الآن، وكان رئيسا لمكتب الشورى في جمعية مرفا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعضو جمعية مرفا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بتشاد، وعضو جمعية القرآن الكريم وعلومه بتشاد، وعضو اتحاد علماء أفريقيا.

الإنجازات

تمت بواسطته إنشاءات عدة منها: أبار، ومساجد, وخلاوى قرآنية, ودورات شرعية, وإغاثات في مناطق عدة من أقاليم البلاد، وكان سببا في إعداد كثير من الشباب علميا، وكان داعما قويا في نشر السلفية في كثير من ربوع البلاد، ولديه حلقة علمية في مسجد حيه بأم سنينة.

المشاركات

     شارك في ملتقى خادم الحرمين الشريفين (الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود) الإسلامي الثقافي السادس للدعوة الإسلامية في أفريقيا 2002م، وشارك في ملتقى لجنة الدعوة في أفريقيا بمكة المكرمة، تحت رعاية الأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود عام 2006م، وشارك في ضيوف خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود) عام 1437هـ، وشارك في دورات شرعية وإدارية عدة داخل تشاد، كما شارك في رحلات دعوية عدة في مختلف أقاليم البلاد.

 

موت العلماء والدعاة مصيبة

     بقاء العلماء نعمة من الله، وذهابهم مصيبة تصيب الأرض وأهلها، وثلمة في الدين لا يسد شيء مسدها؛ فبموت العلماء والدعاة وفقدهم تكمن المصيبة، وتعظم الرزية، وتخرب الدنيا، قال ابن مسعود - رضي الله عنه-: «موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار»، وقيل لسعيد بن جبير: ما علامة هلاك الناس قال إذا هلك علماؤهم.

     وتصديق ذلك ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي -  صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا». قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله- في فتح الباري: «فدل هذا على أن ذهاب العلم يكون بذهاب العلماء».

وقد ذكر المفسرون في قوله تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}(الرعد:41).

قال ابن عباس في رواية: خرابها بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها.

وكذا قال مجاهد: هو موت العلماء.

جاء في مجمع الزوائد عن سعيد بن المسيب قال: شهدت جنازة زيد بن ثابت, فلما دفن في قبره قال ابن عباس: «يا هؤلاء, من سره أن يعلم كيف ذهاب العلم فهكذا ذهاب العلم.. وأيم الله لقد ذهب اليوم علم كثير» رواه الطبراني.

وجاء في كتاب (أخلاق العلماء) للآجري: قال كعب: «عليكم بالعلم قبل أن يذهب؛ فإن ذهاب العلم موت أهله، وموت العالم نجم طمس، وموت العالم كسر لا يجبر، وثلمة لا تسد، بأبي وأمي العلماء قال: أحسبه قال: قبلتي إذا لقيتهم، وضالتي إذا لم ألقهم، لا خير في الناس إلا بهم».

الأرض تحـيا إذا مـا عــاش عالـمها .                                          متى يمت عالم فيها يمت طرف

كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها .                                          وإن أبى عــاد في أكـنافها التلف

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك