موقف الشرق والغرب من الاختلاط
يعد الاختلاط هو القضية الأساس التي يسعى بعض مَنْ تأثروا بثقافة الغرب، لنشرها في المجتمع، ويستميتون لإقناع الناس بها، ويوجدون لها المسوغات، بل ويجعلونها من الضرورات، ويعزون كل بلاء في الأمة وتخلف وانحطاط إلى ما ساد من عزل المرأة عن الرجل في التعليم والعمل وغيره!!، فهل يعلم هؤلاء أنهم إن نجحوا في نشر ثقافة الاختلاط فإن ما بعده من الإفساد سيكون أهون، والمجتمع إليه أسرع؟! وهنا مكمن الخطر.
وهل يدرك هؤلاء أن الغرب عانى من هذه القضية كثيرًا؟ ويحاولون تصديرها لمجتمعاتنا بكل ما أوتوا من قوة، متجاهلين المأساة التي حلت بالغرب نتيجة لذلك، ودعتهم إلى التحذير منها بل وسن القوانين المناهضة لها، ومن الأمثلة على ما قاله الرئيس الأمريكي السابق كنيدي عام 1962م وهو يتحدث عن الأضرار المترتبة على عدم تطبيق نظام الفصل بين الجنسين في قوله: «إن الشباب الأمريكي مائع ومترف وغارق في الشهوات، ومن بين كل سبعة شباب يتقدمون للتجنيد يوجد منهم ستة غير صالحين؛ وذلك لأننا سعينا لإباحة الاختلاط بين الجنسين في الجامعة بصورة مستهترة؛ مما أدى إلى إنهاكهم في الشهوات».
وفي عام 1998م قدمت السيناتور الأمريكية (كي بيلي) قانون المدارس والجامعات غير المختلطة، ومما قالت فيه : «أداء الأولاد يكون جيداً في البيئة التي يوجد فيها الأولاد وحدهم، وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالبنات، وبالقدر نفسه يكون أداء البنات جيداً، وتزداد ثقتهن بأنفسهن».
وبناء على مثل هذه الدراسات، وتلبية لمطالب المجتمع الأمريكي خصصت إدارة الرئيس جورج بوش عام 2002م ما يزيد عن (300) مليون دولار لتشجيع التعليم غير المختلط، وإنشاء مدارس خاصة بالبنين وأخرى للبنات، وتطبيقاً لتلك الاستراتيجية بلغ عدد المدارس الحكومية غير المختلطة في عام 2005م (223) مدرسة بمعدل زيادة سنوية قدرها (300%) ، وبلغ عدد الولايات الأمريكية التي تقدم تعليماً غير مختلط (32) ولاية.
وفي بريطانيا أشارت دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين إلى أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة الطالبات الحوامل، وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً، كما أثبتت الدارسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة.
ونقلت الأخبار أنَّ الكونجرس الأمريكي وافق في عهد الرئيس بوش على مشروع تطبيق عدم الاختلاط بين الجنسين في المدارس، وكان الكونجرس الأمريكي أعطى توجيهات إلى وزير التربية والتعليم (رود بيج) ببحث سبل توسيع نطاق الخيارات المتاحة أمام زيادة عدد الفصول التي يتم من خلالها تطبيق عدم الاختلاط بين الجنسين. وكانت قد تقدمت بهذا المشروع السيناتور الديمقراطي هيلاري كلينتون وزميلتها الجمهورية (كاي بيلي هوتشون) وقالت الأخيرة: «إن نظام عدم الاختلاط موجود في المدارس الخاصة منذ سنوات عدة، وحان الوقت لتعميم هذا النظام على المدارس الحكومية العامة».
ولعل في هذا ردا على من يدَّعي أنَّ المجتمع المنغلق يكون فيه الفساد الأخلاقي أكثر من المجتمع الإباحي والمنفتح، وأنَّ المجتمع المختلط لا يكون فيه شيء من الفساد الأخلاقي، بل بعضهم يدعي أنَّ هذا الاختلاط سبب تهذيب الأخلاق، ولكنَّهم كما قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}(الحج: 46).
لقد جاءت اعترافات من قِبَلِ المجتمع الغربي تؤكد فيه على ضمان المنهج الإسلامي لمنع محاولات التحرش الجنسي بسبب الاختلاط، وفي هذا المجال تقول (راشيل بريتشرد) التي كانت غير مسلمة ثم أسلمت؛ لما رأته في دين الإسلام من سمو العقيدة وحماية الأعراض: «التعليم المختلط يشجع على العلاقات بين الأولاد والبنات، وإذا أُحصي عدد المراهقات الحوامل في مدارس مختلطة وفي مدارس بدون اختلاط (خصوصاً المدارس الإسلامية) لوجدنا في الغالب أن النسبة في المدارس المختلطة تكون 57% على الأقل مقارنة بالمدارس التي تطبق الفصل بين الجنسين بنسبة لعلها تقترب من 5% «في حين ستجد أن النسبة في المدارس الإسلامية هي الصفر»، كما أنني أعتقد أن اختلاط الجنسين يؤدي إلى عدم تركيزهم من الناحية الدراسية؛ لأن اهـتمامهم سيكون موجهاً للجنس الآخر» ندوة بعنوان (واقع المرأة في الغرب). هذا ما قاله من عرفهم، وصدقتهم إحصائياتهم {فاعتبروا يا أولي الأبصار} (الحشر:2).
وهنالك دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً، وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً، كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً (48%) من تلميذات إحدى المدارس الثانوية، هذا واقعهم، وهذا موقفهم، فهل من معتبر ومتعظ بحالهم؟!.
لاتوجد تعليقات