رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جهاد العايش 17 ديسمبر، 2013 0 تعليق

مواجهة الخطاب الإعلامي الصهيوني «اشتروا الكتب لا القنابل» 2


«أنفق على الأعمال لا على الجهاد».

«أنفق من أجل الطعام لا في الخوف».

سياسة فرّق تسد , والاصطياد في الماء العكر:

«إن الأمريكيين يعلمون بوجود فرق جوهري ما بين قيادة حماس والشعب الفلسطيني الذي يتوجب عليك أن تقدره حق قدره، وأن تجعل ذلك قالباً لحديثك عن غزة، أما الشعب الفلسطيني فمسكين لا يمثله أحد؛ ولذلك فهو فاقد للأمل بحلول السلام».

     وعليك تذكير السامعين بأن حماس مدانة حتى من قبل القادة العرب في حديثهم العالمي، ومن الأفضل كذلك تذكيرهم بأن حماس مدانة من قبل قادة فلسطينيين آخرين كأولئك في فتح.

     إن إسرائيل حققت السلام وتستطيع تحقيقه وستبلغه مع القادة العرب المعتدلين الذين يرغبون في العمل من أجل السلام.

 - «انتق الكلمات التي قالها الفلسطينيون والعرب أنفسهم لتتحدث عن طبيعة حماس المتطرفة التي لا تعرف الندم».

- «للشعب الفلسطيني الحق في تشكيل حكومة من أبناء جلدته، ولهم الحق في حكومة تعينهم بدلاً من أن تجعل منهم درعاً لها، ولهم الحق كذلك بانتخاب حكومة تستثمر المساعدات الدولية في جلب الكتب لا القنابل».

عَمِلَ القاموس وفق قانون التأثير النفسي, وهو «التكرار والزمن» وحشد لذلك عناصر تُعضِّد مزاعمه, من خلال:

-حقائق علمية: لا تخل  من تصريحات وأقوال منسوبة لأصحابها تصريح بوش وياسر عبدربه -  أو أرقام –عدد الصواريخ التي أطلقت على الكيان اليهودي من غزة – أو مواقف تم تحويرها لتكون دلالة إيجابية من المؤسسة الصهيونية تجاه الفلسطينيين – مثل الانسحاب من غزة -.

- عاطفة جياشة: عميقة الدلالة والتأثير, ولاسيما الحديث عن الأطفال والنساء من كلا الطرفين .

-تسويغ الأفعال: من خلال تساؤلات  وضرب الأمثلة في آن واحد، كما ذكر لو أن أمريكا تعرضت لهجوم صاروخي من جارتها تيمور .

نخلص من القاموس بالتالي:

1- أن المتحدث الصهيوني يصدر كلامه من مشكاة منظومة فكرية ممنهجة قائمة على أسس علمية نفسية ماهرة في فن التواصل الفعال.

2- الجمل الموجهة ذات عبارات وكلمات مختصرة ومركزة وسريعة التأثير كما يلاحظ سلاسة العبارات وبعدها عن الصعوبات والتعقيدات اللغوية .

3- جملة ما صدر من قواميس صادرة عن مؤسسة (مشروع إسرائيل) وغيرها من مؤسسات تصدر بما يتناسب مع كل مرحلة زمنية لشرائح معينة بخطاب مخصص مدروس, ومن جهة أخرى هي دلالة على المهارة الماكرة في مواجهة أي تغير في القناعات تجاه الكيان الصهيوني, لتؤدي دور الملقن ذو الجاهزية العالية والمتمرسة في الوقت المناسب .

4- فن استغلال العبارات السلبية وتوظيفها في الاستدلال على الآخر بين الإخوة الفرقاء من فتح وحماس «كما هو الاستدلال من كلام ياسر عبدربه في حماس».

5- بدا جليا سياسة (فرق تسد) في اتجاهات عدة بين الفلسطينيين، بين حماس والشعب الفلسطيني عامة, ومصطلحات نادت بين أنواع من الإسلام مثل (الإسلام المسلح).

6- يجرد القاموس أو يحاول أن  يتعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنه مجرد عن عقيدته الإسلامية, وكأنه مجرد عن الدين يبحث فقط عن الرفاهية وبناء للحضارة ونحو ذلك.

7- نادى القاموس وبكل صفاقة ووقاحة أن يطوي و يتناسى العالم والفلسطينيون  حق العودة، بل رفض الحديث عن إرجاع الأملاك والحقوق إلى أصحابها الشرعيين .

8- القاموس وإن كان من جانب يعطي قوة للخطاب الصهيوني الموحد المتماسك في ظاهرة, إلا أنه في جانب آخر يعالج ما عندهم من خلل وترهل في المبادئ والقيم والإنصاف لتسويغ الكثير من انعكاسات ردود الأفعال  السلبية العالمية وتداعياتها على الكيان اليهودي, ولاسيما منها الأمريكي والأوروبي .

9- إن العمق الحقيقي لتأثير القاموس قائم على البعد الاستراتيجي في الاتصال الفعال بعيد المدى, ولم يكن فقط تأثيراً تكتيكياً إلا على مستوى الأمثلة المضروبة.

10- إن هذا القاموس نوع من أنواع التلقين للمتحدث الصهيوني وتدريبه بشكل احترافي على الكذب والتزوير الذي افترض بشكل أو آخر, انعدام المتحدث الصهيوني من المبادئ والقيم والأخلاق والفطرة السوية, غير أن هذا النوع من التلقين هو نوع من مدارس التلقين الفكرية لأتباعه قائمة على استعراض سيل كبير وغفير من المصطلحات وعبارات الكذب والتزوير والخديعة لتمرر وتسوَّق على أكبر قدر من البشر .

11- إن المتحدث القيمي صاحب المبادئ والأسس الأخلاقية القائمة على العدل والإنصاف, لا يحتاج إلى هذا النوع من القواميس التي تتعقب أصحابها كالطفل لتلقنه الحديث كلمة كلمة بـ:«قل» أو «لا تقل».

12- ومن طرف خفي ألحظ دور المستشرقين الصهاينة الجدد الذين يحاولون صياغة تاريخ حاضر  يستدركون فيه ما كشف سوأتهم وسوَّد وجوههم .

13- إن المراقب للساسة والإعلاميين الصهاينة يلحظ بكل وضوح الالتزام بمبادئ القاموس والتطبيق العملي لما جاء به القاموس.

14- لكنه وللأسف وعلى صعيد آخر, وجد هذا الخداع سبيله إلى عقول زمرة من أبناء جلدتنا وقلوبهم من إعلاميين وكتَّاب وغيرهم, الذين أصبحوا ينادون بما ينادي به يهود، ولك أن تقرأ مقالات مسمومة لجملة منهم في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية على الشبكة العنكبوتية.

15-وبدا من خلال تحذيرات القاموس أن دعواهم بالحق أمام غالبية الجمهور الأوروبي لا يجدي نفعا  لهم بل تكون سببا في العزوف عنهم .

16- كشف القاموس وبكل جلاء الثغرات التي يخافها اليهود ويحذرون بعضهم منها .

17-حري بهذا القاموس أن يوضع على مائدة دراسات مراكز البحث من المتخصصة لتستخرج منه جملة كبيرة  من الثغرات والشقوق في جدار الصلف اليهودي.

18- لا يخفي القاموس مدى تأثر الكيان الصهيوني ومؤسساته بجملتها من الإعلام المضاد والمناوئ له, وأن الجهود الإعلامية المضادة لممارسات المؤسسة الصهيونية التعسفية باتت تحت أنظار المؤسسات الإعلامية وعدساتها التي أصابها الحنق من الغطرسة اليهودية في  فلسطين .

وباختصار, لا شك أن القاموس بجملته نوع من أنواع التدريب الفعال.

      ما سبق جملة من الملاحظات رصدناها من قاموس الكذب الصهيوني, لكن ربي  الذي خلق اليهود حذر منهم ومن سلوكهم. الله -جل جلاله- في كتابه الذي أنزله على عبده محمد صلى الله عليه وسلم قبل ما يزيد عن 1400 سنة فقال فيهم : 

     قال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} (النساء: 46).

     يبدِّلون معناها ويغيِّرونها عن تأويله. كان مجاهد يقول: عنى بـ «الكلم»، التوراة. و«الكلم» جماع «كلمة». عن مواضعه، فإنه يعني: عن أماكنه ووجوهه

     قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}(البقرة: 79) وهم اليهود.

     إن اليهود وبسلوكهم المشين والقبيح وعبر مراحلهم الزمنية يؤكدون  أن خطاب الله فيهم صدق وعدل.

     وأن قاموسهم هو دليل فعلي على ألوان من الكذب ابتدعوها واخترعوها وسبقوا غيرهم إليها, وتفننوا في إشاعتها بينهم والناس دونهم.

     فاستحق هذا الدليل وبكل جدارة جائزة نوبل للسلام, وأن يوصف بأهم مَسردٍ وكشَّاف ودليل جامع شامل لأنواع الكذب المدروس بعناية وحِرفية, وكما عبر عن ذلك مُعدّ هذا القاموس (د. فرانك) في مقدمته للكتاب, أنه وفر  ما يحتاجه المتحدث الصهيوني من عبارات وألفاظ ومفاهيم ومؤثرات .

     حريّ على ساساتنا ورجال إعلامنا وعلمائنا ودعاتنا ومربينا أن ينظروا ويتأملوا هذا الدليل عن كثب؛ ليعرفوا ما استجد من حيل يهودية عصرية متمثلين قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}(الأنعام: 55)

وقول الشاعر:

عرفت الشر لا  للشر لكن لتوقيه     

                         ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه

نعم نحن بحاجة إلى دليل للمتحدث الفلسطيني:

     ينادي بالثوابت والمبادئ ويعززها . يكشف له خبث المتحدث الصهيوني ومكره من مشكاة  كتاب الله وسنة نبيه صلى اله عليه وسلم , وتاريخ أمتنا الناصع.

     يؤكد ويذّكر بالأعراف والمبادئ العالمية والإقليمية ومؤسساتهما التي بجملتها  أنصفت حقوق الشعب الفلسطيني في كثير من قراراتها.

     نعم القاموس الذي يدرّب المتحدث الفلسطيني كيف يحشد جماهير العالم لدعم ومؤازرة قضيته العادلة.

والحمد لله رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك