رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 21 أبريل، 2014 0 تعليق

مهارة الإنصات للمراهق


عطاء بن أبي رباح: «إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت إليه كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد»

«إنما جعل الله للإنسان لسانا واحدا وأذنين حتى يسمع أكثر مما يتكلم» حكيم

«إن أردت أن تكون متحدثا لبقا، فكن مستمعا منتبها»    كارنيجي

 

يقول أحدهم: لقد استنفدت أعواما من عمرك لكي تتعلم كيف تكتب وتقرأ! وأعواما لتتعلم كيف تتحدث! ولكن ماذا عن الاستماع والإنصات؟!

أيها الآباء، أيتها الأمهات، أيها المربون: إن مهارة الإنصات أو الإصغاء لا تقل أهمية عن مهارة الحوار؛ لأنها الأصل الذي تنبني عليه عملية التواصل الإيجابي مع المراهق.

المراحل التي تمر بها عمليات الإنصات

مرحلة استقبال الرسالة.

مرحلة الانتباه والتركيز.

مرحلة تفسير الرسالة.

مرحلة الاستجابة.

مواصفات للإنصات الإيجابي:

الإنصات الإيجابي يعني ببساطة أن تسمع أكثر من أن تتكلم، وأن تسكت وتترك للآخرين فرصة للتعبير عن خواطرهم، وأن تبدي اهتماما بما يقول المراهق، وأن تستمع بصمت، وأن توجه كل حواسك نحو المتحدث.

7 فوائد للإنصات الإيجابي:

-  إذا أتقنت مهارة الإنصات فستفاجأ من كثرة محبيك، وكثرة من يرغبون في الجلوس معك؛ لأنك تمنحهم الاهتمام.

-  الإنصات الجيد يزيدك هيبة ووقارا، ويكسبك الاحترام والتقدير ويمنح المراهق ثقة بالنفس.

- الإنصات الجيد يمنحك فرصة للدخول إلى قلب المراهق والتأثير فيه.

-  الإنصات الجيد والطويل يساعدك على فهم المراهق، ويعينك على استيعاب ما يقول.

-  الإنصات الجيد يوفر الوقت والمجهود، وفيه يتم استثمار الوقت والطاقة جيداً.

-  الأب المنصت يصبح متعة في حياة أبنائه.

-  الإنصات الجيد هو الخطوة الأولى في تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها عند المراهق.

10طرائق لتحسين مهارة الإنصات الإيجابي

1- اصمت واستمع ولا تقاطع المتحدث (المراهق)، أو تحاول أن تكمل كلامه، حتى يفرغ هو من فكرته وكلامه.

2- شجعه لكي يتحدث عن نفسه من خلال توجيه الأسئلة المفتوحة.. ما رأيك؟ لماذا تفعل هذا..؟

3- ركز على ما يريد أن يتحدث عنه المراهق، هل يريد أن يعبر فقط عن مشاعره؟ أم يريد من يشاركه الرأي حول قضية ما، أم يريد المساعدة في حل مشكلة معينة؟

4- استمع ولا تنشغل بالتفكير بتخطئة المراهق أو الرد عليه أو تأنيبه، واتركه يتكلم بعفوية.

5- تفاعل مع المتحدث من خلال إظهار الإعجاب أو الأسف أو التشجيع أو الاستغراب.

6- أقبل على المتحدث بكل حواسك، ولاسيما بصرك وسمعك وتعابير الوجه والإيماء بالرأس.

7- استمع واقرأ ما خلف الكلمات، وحاول أن تثير أسئلة في نفسك وتجيب عنها، كيف..؟ لماذا..؟

8- استمع ولا تستعجل في الحكم على ما يقوله.

9- عندما ينتهي المتحدث (المراهق) من حديثه خذ نفسا عميقا، ولا تتعجل في الرد أو الحديث، وفكر مليا في الشيء الذي ستقوله؛ لأن نتائج الحوار تتوقف على هذه اللحظة.

10- إذا أشكل عليك شيء، لا تتردد في السؤال لكن بعد أن ينتهي المتحدث من عرض فكرته.

تعلّم.. مستويات الإنصات

الإنصات الانتقائي: أنت تسمع ما تريد أن تسمعه فقط، ومن مظاهره كثرة الشرود الذهني أثناء الحديث، مما يترتب عليه الاستماع إلى أجزاء معينة من المحادثة.

الإنصات اليقظ: حيث نركز كل طاقتنا فيما يقوله المتحدث، مع انتباه وتركيز شديد على الكلمات التي يتلفظ بها.

الإنصات العاطفي: وهو أرقى أنواع الإنصات؛ حيث تشارك فيه الحواس، ويكون بقصد وبنية فهم المتحدث، أو التحدث معه؛ بحيث ترى العالم بالطريقة نفسها التي يراه بها.

وصفة لتنفير الناس منك

     إذا كنت تريد أن تعرف كيف يتجنبك الناس، ويتغامزون عليك، ويسخرون منك من خلف ظهرك، فإليك هذه الوصفة: لا تصغِ طويلا إلى أحد، تكلم عن نفسك دون انقطاع، إن كانت لديك فكرة تريد أن تذكرها أثناء حديث الشخص الآخر، لا تنتظر ريثما ينتهي، فذكاؤه لا يعادل ذكاءك! فلم تضيع الوقت بالاستماع إلى ثرثرته السخيفة؟ قاطعه فورا واعترضه في منتصف الطريق.

من خلال هذه الوصفة نستطيع أن نستخلص عددا من الطرائق التي تنفر الناس منك:

-لا تصغِ طويلا إلى أحد، مهماكان هذا المتحدث.

-تكلم عن نفسك، ولا تعر الآخرين أي اهتمام.

-قاطع كل من يتحدث، ولا تستأذن من أحد.

تشاغل عن المتحدث بأي شيء، كأن تمسك بشيء وتلعب به، أو تقرأ جريدة.

لا تنظر إلى وجه المتحدث، بل انظر إلى الأرض وتثاءب بين فترة وأخرى.

انتقد المتحدث أولا بأول ولا تسكت له.

تقمص شخصية المحقق وأكثر من الأسئلة.

مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم 

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم  هو خير من تحدث وحاور، وخير من استمع وأقنع، ومنه نتعلم أدب الحوار والمخاطبة، ومنه نستفيد طرائق الإقناع والمحاورة.

أخرج الحاكم وابن حميد عن جابر بن عبد الله أن قريشا اجتمعت يوما فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرّق جماعتنا، وشتّت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه؟

فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة. فقالوا: أنت يا أبا الوليد.

فأتاه عتبة فقال: يا محمد، أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم قال: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك.... أيها الرجل، إن كان بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفرغت؟» قال: نعم.

فقرأ رسول الله  صلى الله عليه وسلم :  فواتح سورة فصلت حتى بلغ قول الله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } (فصلت: 13).

فقال عتبة: حسبك، ما عندك غير هذا؟ قال: لا. فرجع إلى قريش فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه إلا كلمته.

قالوا: فهل أجابك؟ فقال: نعم. ثم قال: لا والذي نصبها بينة ما فهمت شيئا مما قال، غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود.

قالوا: ويلك يكلمك الرجل بالعربية لا تدري ما قال؟

قال: لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة.

 

إضاءة

اسمع مخاطبة الجليس ولا تكن

عجلا بنطقك قبلما تتفهم

لم تعط مع أذنيك نطقا واحدا

إلا لتسمع ضعف ما تتكلم

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك