من يوقف إبادة أهل السنة؟
يعيش الإنسان في بلده راجيا أن يحصل على حقوقه؛ ليعيش حراً في أمن وأمان، يؤدي الحقوق والواجبات التي عليه تجاه ربه ثم مجتمعه وأسرته وأبناء وطنه أجمعين.
ولقد ضرب لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التعايش مع غير المسلمين والمخالفين لهم في المدينة المنورة التي كان فيها أصناف متعددة من الديانات والأعراق؛ فتعامل معهم بالعدل والرحمة واللطف؛ لأن الإسلام يحتوي الجميع، ويعطيهم حقوقهم كاملة.
واليوم عندما يرى العالم تلك المشاهد المؤلمة التي تثبت الوحشية المفرطة والإبادة والإرهاب بكل ما يحتويه من معنى في العراق عبر ميليشيات الغدر والخيانة التي تسعى لإهلاك الحرث والنسل تحت مرأى ومسمع الجميع.
فإنه يتألم لذلك، ويحزن أشد الحزن أن هذه الأفعال تصدر عمن يتسمى بالإسلام، ويحتفي برموزه، ويتخذهم قدوة له بزعمهم، فهل القتل على الهوية هي صفة المسلم الحق؟ وهل التعذيب والتهجير من عقيدة المؤمن الذي يعرف أن له ربا يحاسبه إن عاجلا أم آجلا؟
كلنا استنكرنا أي جريمة تمت ضد الأقليات (دولنا، علماؤنا، إعلامنا، حتى عموم الناس استنكر ذلك)، وهذا ليس تسجيلا لموقف، وإنما ديانة وليس تزلفا لأحد؛ فالإنسان يحميه الإسلام يحفظ دينه وعقله وعرضه وماله ونفسه.
إن الجرائم التي تصدر من الإرهاب أو من الميليشيات أو تحت أي شعار أو مسمى هي جرائم مدانة شرعاًَ وعقلا وقانونا، فهل يعقل أن يقتل الأسير هكذا في ساحة المعركة دونما تَثبُّتٍ أو معرفة أو محاكمة، ويتم الاعتداء على الأسر شيوخاً ونساء وأطفالا بحجة محاربة الإرهاب؟
إن على الدول العربية والإسلامية الجارة الوقوف بحزم ضد الطائفية التي تقوم بهذه الممارسات واتخاذ إجراءات تردع المجرمين، وتحاسبهم وتقدمهم للمحاكمات، وعلى منظمات حقوق الإنسان أن تلاحقهم، وترصد تعدياتهم وانتهاكهم وأعمالهم الوحشية.
إن الواقع يتطلب وحدة الصف؛ لحماية الدماء وحماية الشعوب والأقليات ضد أطماع هذه الدولة الشعوبية التي تجاوزت كل الأعراف والنظم والقوانين مهما كلف ذلك الاتحاد من تضحيات، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103)، وقال جل جلاله: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46).
لاتوجد تعليقات