رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 1 سبتمبر، 2014 0 تعليق

من يحقن دماء الليبيين؟!


وصل عدد سكان ليبيا إلى 7 ملايين، وتعد مساحتها 1,800,000 كليو متر مربع.

     وقد استقلت عن إيطاليا عام 1947م وأصبحت ملكية، وفي عام 1969م قام مجموعة من الضباط بالانقلاب على الشرعية الملكية، وأعنلوا الجمهورية، ثم أعلنوا قيام ما يسمى بالجماهيرية عام 1977م. وضاق بالناس ذرعاً من شدة الفقر وتبديد الأموال فخرجوا بمظاهرات عامة لإسقاط القذافي في 17 فبراير 2011 وبعدها قاموا بتأسيس المجلس الانتقالي وهكذا.. وقد ساعد المجتمع الدولي الشعب الليبي لإسقاط القذافي!! ولم تستقر ليبيا منذ ذلك الوقت حتى كتابة هذا المقال.

فتوقع الشعب بعد سقوط القذافي أنه سيكون هناك استقرار وأمن وعودة الدين إلى مناحي الحياة كلها، وسيعم الخير في بلادهم، وستبدأ عجلة التنمية من جديد ويسود الأمن والاستقرار، ولن تكون هناك دماء تسال أو اعتقالات أو غيرها.

لكنهم تفاجؤوا أن الواقع يختلف عن توقعاتهم، مما حمل بعضهم أن يتمنوا العودة إلى أيام القذافي.. فما الذي حدث؟

- صراعات داخلية فكل ميليشية تريد المناصب والسيطرة وأن لها الفضل في إسقاط النظام السابق.

- عدم وجود جيش ورجال أمن ولا أحد عنده استعداد ليكون تحت لواء نظام جديد.

- هناك وجوه علمانية وليبرالية تتعاون مع النظام القادم، وتسانده وتدعمه دول وجهات خارجية.. وقوات من رجال القذافي.

-  هناك فصائل محافظة لا تريد العلمانية والليبرالية ولا النظام السابق وهذه تتعاون مع جهات إسلامية بعضها من تنظيمات متطرفة (وهي قليلة). وهذا النوع من التنظيمات تتلقى دعما من الشعب، ولكنها تعاني من مصالح  دنيوية من حب الزعامة والسيطرة.

- الشعب بدأ بالهروب في ظل عدم وجود الأمن والاستقرار، وعدم تمايز الصفوف فقسم توجه إلى الدول المجاورة وبعضهم ذهب إلى مناطق قد تعد أكثر أمنا.

- العالم يتفرج، لأن الفئات المقاتلة لا تريد الصلح، ولا تريد الحياد فإما أن تكون معه أو ضده، وتريد إلغاء الآخر وتملك الاتهامات الفورية.

-  وبعض الدول تريد أن يحدث الصراع والقتال وتسال الدماء وهي تتفرج حتى يضعفوا تماما فيجلسوا على طاولة المفاوضات ويستسلموا لإملاءاتهم بعد أن يضعفهم القتال.

- للآسف لا توجد دول عندها استعداد أن تنزع فتيل الأزمة، وتجلسهم على مائدة المفاوضات دون شروط أو مصالح ولكن لابد من الاستسلام للحق والعدل وأن يجلس علماء ومشايخ ليبيون وحكماء ووجهاء للنظر في المستقبل الليبي.

- كلما تأخرت الحلول وإيجاد حكومة قوية يتوافق عليها الجميع وجيش وشرطة تتمكن من ضبط البلاد كلما فقدنا من الشعب الليبي المسلم العربي أعداداً كبيرة، وكلما عم الجهل والفتن وبددت خيرات البلاد وزادت الفوضى وجلبت شخصيات إرهابية خطيرة وفتاكة، وتدخل المجتمع الدولي في شؤون ليبيا ليفرض عليهم حلولا غير مرضية وغير مقبولة، ويمكن أن يتفتت البلد إلى دويلات ترجع ليبيا إلى القرون الوسطى, وانتشرت الأمراض وغيرها.. وهذا كله ينذر إلى عواقب غير حميدة أبداً.. { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا } (الآنفال:46).

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}(آل عمران:103).

- وليس من المعقول أن يهاجر أكثر من نصف الشعب الليبي، ويتركوا ديارهم إلى المجهول.. فنخاطب أهل البصيره وأهل العلم والحكماء والشخصيات المعتدلة والمقبولة للحيلولة دون ذلك، ونزع فتيل الأزمات وجمع سلاح المليشيات والعودة إلى طاولة المفاوضات والتنازل عن المطالب التعسفية من أجل أطفال ليبيا ورجالها ونسائها الذين أحسنوا بكم الظن ويكفي الخراب والدمار والدماء التي سالت؛ فارحموهم يرحمكم الله، واعملوا على جمع الكلمة ووحدة الصف.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك