رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 3 أغسطس، 2015 0 تعليق

من مواليد عام 1945 وتوفي وعمره 45 في ذات الشهر الذي ولد فيه- أبو الفهود قاتل اليهود في سيناء وجاهدهم في فلسطين وقتله المحتلون في الكويت

      رعاية للشهداء فقد تفضل الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح – طيب الله ثراه - بإصدار مرسوم أميـري رقم 38 لسنة 1991، في التاسع عشر من يونيو عام 1991 والخاص بإنشاء مكتب الشهيد بهدف رعاية شهداء الكويت في جميع حروبها ولا سيما الاحتلال العراقي وما نتج عنه من سقوط أكثر من 200 شهيد، ثم أسر ما يقارب 600 أسير لم يعودوا إلى الكويت.

الشهداء والأسرى

     وقد سطر الكويتيون صور اً من التضحية والفداء منذ اليوم الأول تجلت في بطولات عديدة، تصدت للغازي المحتل إما من خلال أفراد الجيش والحرس الوطني والشرطة والإطفاء أو من أفراد المقاومة الكويتية المسلحة أو من الاسرى الكويتيين داخل السجون. وقد تعرض عدد من المواطنين للاعتقال والأسر والتعذيب والتهديد، واستخدموا كدروع بشرية أثناء انسحاب القوات العراقية.. ومن أبرز الشهداء الرمز والفدائي البطل الشيخ فهد الأحمد -يرحمه الله- وهذه نبذة عن حياته وبطولته حتى وفاته.

     مولده: فقد ولد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح في يوم عيد هو الجمعة، الثاني من شهر مبارك هو شهر رمضان من عام 1364هـ الموافق10/8/1945. وتوفي رحمه الله يوم الخميس11من محرم 1411 هـ الموافق 2/8/1990 مدافعا عن وطنه، ونحسبه شهيدا بإذن الله، ويعد الشيخ فهد أصغر أبناء الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل (1885-1950). ويكنى بأكبر أبنائه (أبو أحمد)، وباسمه الفدائي الحركي (أبو الفهود)، ويلقب أيضا باسم (شهيد دسمان).

العمل الفدائي

      لقد عاش الشيخ فهد الأحمد 45 عاما ملئية بالأحداث والمواقف الجليلة، فبعد أن تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في الكويت التحق بالجيش الكويتي عام 1963 ليرقى إلى رتبة ملازم ثاني في 1965 ثم إلى ملازم اول في 1967. شارك في حرب 1967 في (لواء اليرموك) في جمهورية مصر، وارسل في بعثة عسكرية إلى المملكة المتحدة في عام 1969 قبل أن يرقى إلى رتبة نقيب في1970.استقال من الخدمة العسكرية في عام 1973. كما أنه قاتل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية ضمن العمل الفدائي ضد إسرائيل منذ عام 1965 وحتى عام 1972، وقد أصيب ثلاث مرات خلال العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة. وكان له دور ريادي كبير في العمل الفدائي، وقاتل في معركة الكرامة في الأردن.

50 عملية ضد دولة الاحتلال الصهيوني

     شارك في حوالي 50 عملية ضد دولة الاحتلال الصهيوني من خلال الأردن ولبنان، وعذب في لبنان ومن شدة التعذيب كشف زملاؤه عن هويته حتى يخفف عنه التعذيب، وقد قام سمو الأمير صباح الأحمد أمير البلاد يحفظه الله (وقتها كان وزيرا للخارجية) بالذهاب إلى لبنان وطلب إعادته إلى الكويت.

كلام فهد الأحمد عن القضية الفلسطينية:

     يقول الشيخ فهد رحمه الله: «قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين فقط بل هي قضية الأمة العربية والإسلامية وقضية العالم والبشرية، ولقد دعاني الواجب لأداء دوري في خدمة قضية فلسطين في العمل الفدائي بعد أن شاركت في حرب 1967؛ حيث ضاعت علينا فرصة تحرير القدس؛ مما دعاني أن ألتحق بحركة فتح العاصفة، وقاتلت معهم، وأصبت مرات عدة، وعندما عجزت أخذت طريقا آخر في مناصرة القضية الفلسطينية».

رمز رياضي

     أكيد جيلنا من المخضرمين، يذكرون للشهيد فهد الأحمد الإنجازات التي حققها في عهده الزاهر، وقد خلف وراءه إرثا هائلا من الملاحم الرياضية المليئة بالإنجازات والمواقف والأحداث. فهد الأحمد.. سجل اسمه بين القيادات الرياضية عالميا، وترك بصمة كويتية رياضية بعد أن أفنى زهرة شبابه في سدة المناصب الرياضية يحقق للكويت رصيدا لا ينضب من البطولات، منها فوز منتخب الكويت لكرة القدم بكاس آسيا عام 1980 ووصوله إلى أولمبياد موسكو 1980 وكأس العالم عام 1982 في أسبانيا، والإنجازات العالمية الكبيرة في كرة اليد والفروسية وألعاب القوى.

بوابة دسمان تشهد:

     في لقاء صحفي في جريدة (الأنباء) نشر عام 1978 مع الشيخ فهد الأحمد قال: «لو مسكوني ملك الدنيا كلها سأفضل أمسك بالبندقية من أجل الوطن وأموت شهيدا فداءه». وصدق الشيخ فهد وكان الموعد يوم بدء الاحتلال في 2/8/1990؛ حيث توجه إلى قصر دسمان مقر اقامة سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد رحمه الله حينها وعند بوابة القصر اشتبك مع الجنود العراقيين وكان هناك قناصة يستهدفون كل من يدخل القصر، هنا انطلقت رصاصات غادرة سقط على إثرها الشهيد فهد الأحمد مضرجا بدمائه، وجلس بطلا شهيدا مستلقيا بكل هيبته وشموخه لينقله أبناء الكويت الذين كانوا يدافعون عن القصر بسيارة الإسعاف إلى المستشفى العسكري في صبحان.

دفنه بسرية تامة:

     ويقول وليد الفاضل، منسق المقابر الكويتية أثناء الاحتلال العراقي للكويت: بسبب سكن الجنود العراقيين في مقبرة الصليبيخات قمنا بالدفن في مقبرة صبحان، وقد توفي الشيخ فهد الأحمد في 2/8/1990 وبقي في ثلاجة المستشفى العسكري حتى يوم 27/8/1990 حيث تم نقله خوفا على جثته؛ حيث طُلب نقلها إلى بغداد فهُربت الجثة من الباب الخلفي وفي الإسعاف نقل إلى المقبرة، وكان الحضور هم د.علي الزميع ووليد الفاضل وعبدالعزيز الشمروخ، ودفن بسرية كاملة تحت اسم عبدالله المصري.

مطلق نصار- إعلامي رياضي

مطلق نصار

     لقد عاصرت الشهيد – بإذن الله - الشيخ فهد الأحمد الصباح لمدة ١٠ أعوام طيلة فترة عملي في الإعلام الرياضي منذ بدايتي في عام ١٩٨٠ حتى يوم وفاته على يد قناصة من الجيش العراقي المحتل أمام بوابة قصر دسمان في يوم الخميس 2/8/1990 مع بداية الغزو الصدامي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت. لقد كان رجلا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.. فقد كان شهما وكريما. وكان مؤمنا صادقا في عروبيته من خلال مشاركته مع الجيش الكويتي في حرب 1967 في الجبهة المصرية، وحروب الاستنزاف ثم واصل نضاله مع المقاومة الفلسطينية؛ حيث لقب بأبي الفهود، وأصيب مرات عدة، وشارك أيضا في حرب خلال الحروب العربية في مصر وسوريا والعراق، كما نجح في اعتلاء أعلى المناصب الرياضية القارية والدولية، مدافعا شرسا عن حقوق الشباب الرياضي الكويتي ورغم الخلافات في العمل والسياسة والمنهج بينه وبين عدد من القيادات الرياضية المحلية إلا أنه كان يحترم كل الآراء المعارضة لسياسته في إدارة الرياضة؛ حيث نجح في قيادة الكرة الكويتية إلى أهم إنجازاتها على الإطلاق. امتاز الشهيد فهد الأحمد بالقيادة صاحبة القرار والشخصية القوية ومع غيابه عن الساحة الرياضة غابت الإنجازات الكروية الكبيرة منذ استشهاده وحتى الآن.

 

مبارك مرزوق

لاعب منتخب في العصر الذهبي

مبارك مرزوق

لا يمكن وصف الشيخ فهد الأحمد بوصف محدد؛ فهو أخ إن جاءت الفزعة وصديق إن حلت المحنة، وقيادي إن تسنم المسؤولية، وبطل شجاع في ساحات القتال والفداء.

حنانه يصل إلى حد أن يدخل على اللاعبين في المعسكرات وفي أماكن نومهم فيغطيهم ويتفقدهم.. وفي التمرين يصب الماء على رؤوسهم ليلطف من حرارة الجو وتعب التمرين عليهم.. وأخوته تصل إلى حد الابوة فيخاطبك بكلمات رقيقة بقوله (شتبي وليدي) أي ماذا تريد ياولدي.

     والكل كان يعلم أنه كان يعاني من الحصى الكلوي ولكن وهو بفراش المرض و(كيس المحلول) معلق في جسمه وهو يتابع المنتخب ويطمئن عليه. لقد كان حريصا على اللاعبين، ويعتقد أنهم أمانة في عنقه فلا يتركهم أبدا حتى إنه لا ينام إلا قليلا.. ويقول اللاعب السابق مبارك مرزوق: لقد أصبت بمرض في أحد معسكرات التدريب في البرتغال ولمدة 3 أيام فكان الشيخ فهد -رحمه الله- معي دائما يطمئن على صحتي ويتفقدني، ويجلس إلى جانبي، ولا يتركنى أبدا.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك